عقيل: مؤتمر برلين عبارة عن سايكس بيكو ليبي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى

ليبيا – إعتبر رئيس حزب الإئتلاف الجمهوري عزالدين عقيل أن السبب الرئيسي لعقد مؤتمر برلين هو ذات السبب الذي يلقي بضلاله الآن على التفاصيل الخاصة بالمؤتمر سواء على مستوى المحاور التي تناقش أو الآليات التي يمكن إيجادها والأطراف المشاركة.

عقيل قال خلال إستضافته عبر برنامج ” المنتدى” الذي يذاع على قناة “ليبيا الحدث” أمس السبت وتابعته صحيفة المرصد إن المبعوث الأممي غسان سلامة ليس هو صاحب فكرة عقد المؤتمر بل هي صدرت من مستويات أعلى بكثير لا يجرؤ سلامة أن يفصح عنها وفقاً لقوله.

ولفت إلى وجود إحتمال كبير بأنه تم عقد مفاوضات سرية بين الدول المعنية ذات المصالح المتضاربة في ليبيا لمحاولة الوصول لصفقة تتفق من خلالها على حل معين لأن هذه الدول ستتجنب الحضور للمؤتمر يخرج عنه نتيجة فاشلة كونه سينعكس ذلك على الأزمة الليبية ومصالح الدول في ليبيا.

وأرجع كل الغموض الحاصل و الارتباك بشان مؤتمر برلين إلى جمع الدول المتصارعة و المتخالفة حول ليبيا التي سترفض الإجتماع إلا إذا توصلت بالفعل لما سيساعدها في المؤتمر على الخروج بحل يساعد الليبيين للخروج من أزمتهم ويساعد الدول على ضمان مصالحها في البلاد.

وتابع قائلاً:” المشكلة الأمريكية في ليبيا ربما تكون هناك ما بين الافريكوم وأطراف ليبية من أجل تسخير الظروف لإقامة قاعدة عسكرية أمريكة في فزان، الأفريكوم تفاوض دول إجنبية لأنه يوجد إحتمال أن يكون هناك قوة أمريكية في فزان ستؤثر حتى على الثروات والفرص ومصالح الدول الأخرى أهمها إيطاليا كما أن شركة اريفا التي تريد التنقيب عن اليورانيوم في ليبيا هذه الشركة لها بعد سياسي لفرنسا هي تستهلك وتملك كل المناجم في الصحراء الأفريقية وتريد دخول الأراضي الليبي”.

ويرى أن قطر تسعى أيضاً إلى أن يكون هناك مشاركة للإخوان المسلمين في العملية السياسية وترغب في أن يكون لهم حزب وحق في ممارسة الحياة السياسية، مبيناً أن قطر وتركيا تسعيان لحضور مؤتمر برلين الذي ربما سيستبعد الطرفين أو سيحضران .

وقال :” مؤتمر برلين هو تقريباً سايكس بيكو ليبي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى فهو سيقسم المصالح داخل ليبيا وتقسم البلاد وفي تصوري أن السبب يعود في الأصل والأساس إلى أن الأطراف المتصارعة في ليبيا هي اطراف غير سياسية كغنيوة والجضران والشورى والمجاهدين والتاجوري والبقرة أما المجلس الرئاسي يتعاملون معه كمهمل لا قيمة له فالعالم يتعامل مع الأقوى ومن يحمل السلاح لهذا السبب سيقيمون المؤتمر من أجل إصدار تعليمات للرئاسي وأطراف أخرى لتنفذ دون أي معارضة”.

ونوّه إلى أن ألمانيا تتصور أنه بمجرد عودة الإستقرار في ليبيا سيكون لها يد في إعادة الإعمار خاصة فيما يتعلق بالقطاعات التي تتطلب تكنولوجيا عالية بينما ترى الصراع في ليبيا ليس لها فيه شيء، معتبراً أن ألمانيا تؤيد مشاركة كل القوة السياسية وإن إختلفت آرائها وتوجهاتها فليس لها الجهد الاستخباراتي الكبير الذي يقوم به الإنجليز في دعم البعض لحد تزوير الانتخابات لأجلهم بحسب تعبيره.

وأكد عقيل على أن البرلمان منقسم إلى قسمين فريق منهم يتواجد غرب البلاد مؤيدين للجيش لكنهم غير قادرين على التصريح بذلك لتجنب تعرضهم لإعتداء شديد مما أجبرهم على تجميد نشاطاتهم.

وإعتقد أن التقسيم أثر كثيراً في قدرة البرلمان على المناورة مما جعله عبارة عن برلمان معطل، مبيناً أن تقسيم البرلمان الهدف منه جعل الساحة فارغة للأطراف الإجنبية من أجل تقرير مصير الجميع بما فيهم المؤسسة العسكرية.

أما بشأن دور النخب الليبية تحديداً ورؤيتها من أجل العمل على ما بعد عودة طرابلس أوضح أن النخب لا زالت تعيش حالة من الارتباك الشديد فالهوية النخبوية الآن غير معروفة والطرف الوحيد الذي يعلم هويته وموقعه هو تيار الإسلام السياسي.

وأضاف :”في الكواليس هناك حديث بالغ الخطورة أن هناك قوات قبعات زرق ستكون على الأرض الليبية وهذا الأمر سيكون كارثي بكل معنى الكلمة سيمنعون الجيش من التقدم أنا أعتقد بأن المسألة تحتاج لفترة طويلة من النقاش والتآمر الدولي، العمليات العسكرية في العاصمة ستنتهي قبل أن يصلوا لهذا الأمر أو ربما يستخدموا هذه النقطة لحماية مناطق معينة”.

وعن التحرك الدولي للمبعوث الأممي علق أن سلامة موظف لا يتمتع بأي هالة وهو شخص متخبط واصفاً تحركاته بأنها “جوفاء” لا معنى وقيمة لها لأنه إن كان هناك جهد فهو يتمثل بما تبذله الأجهزة المخابراتية والسياسية من مفاوضات سريه ما بين الدول ذات المصالح المتضاربة في ليبيا.

عقيل أكد على أن روسيا من أهم الدول المشجعة للمؤسسة العسكرية بدليل البيان الأخير الصادر في واشطن الذي كان مستفز للدعم الروسي للمؤسسة العسكرية وفقاً لتعبيره، كاشفاً عن وجود دول مجاورة لا تريد لليبيا الإستقرار والوقوف على ساقيها لكي لا تكون قادرة على منافستها.

وتابع قائلاً:” قصة الجنائية الدولية ظهرت لإيصال رسالة للأطراف الليبية بأن المسألة لم تقف عند سيف القذافي ومحمود الورفلي بل هناك ملفات جديدة ستفتح كالأطراف السياسية الذين سيعرقلون مؤتمر برلين خاصة أن الأجواء في ليبيا تساعد على فتح ملف الجنائية الدولية، تحرك وزير العدل في حكومة الوفاق عبارة عن شكليات فلو كان عنده شيء ليفعله لما انتظر فاتو بنسودا المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية تتكلم”.

وأفاد :” الإسلام السياسي هم نخبة لهم مؤسسات غير حكومية ليسوا بسيطين ويتحركون وفقاً لظروف كل دولة ،المواجهة لا تكون إلا بالوعي الذي سيحتاج لوقت كيف يمكن أن يصاغ قانون أحزاب لا يسمح بوجود كيانات متطرفة وكيانات تكون لها علاقات تستورد أموال من الخارج بطرق غير مشروعة، المعالجة ستكون رسمية إذا اعتمدت على الشعب الواعي، ففي ليبيا يستغلون الشباب من أجل أن يستمروا في معركتهم”.

وشدد على أن ما تقوم به المليشيات ضد الجيش عبارة عن تحالفات انتهازية بينهم وبين أمراء الحرب خاصة الجويلي و الحداد و غيرهم في تحالف إستراتيجي لأن الطرفين لديهم مصلحة في هزيمة الجيش، مؤكداً على أنه مجرد وضع الدولة الليبية الحقيقية يدها على البنك المركزي سينهارون جميعاً.

أما عن السيناريوهات المحتملة ما بعد تحرير طرابلس:” السيناريو الخارجي وهو برلين وما يمكن ان يأتي بعده الخياريين المحليين أمام المؤسسة العسكرية عندما يحصل التحرير في مرحلة ما بعد النزاع تنقسم لمرحلة تمهيدية وبعدها الانتقال الديمقراطي والتسائل إن كانت هذه المرحلة ستدار بمجلس عسكري أو المجلس السيادي التونسي مثلاً، السيناريو الأقرب أن يدخل الجيش طرابلس ويكون خياره إما المجلس السيادي أو العسكري على طريق طنطاوي”.

ويرى أن الصراع في ليبيا ليس عنصري فالمواطنين يريدون عودة الدولة ليتمكنوا عقبها من أخذ حقهم عن طريق القضاء لأنه لا توجد العنصرية العرقية أو غيرها فبمجرد نزع السلاح وتفكيك المليشيات الليبيين سيتوجهون للقضاء لأخذ حقوقهم بحسب قوله.

ختاماً طالب الشعب بدعم المؤسسة العسكرية والعملية العسكرية من خلال الأدوات المتوفرة في يد كل ليبي وتقديم كل ما يلزم من دعم لإنهاء هذه العملية في أسرع وقت ممكن بإنتصار الجيش.

Shares