بقلم خالد نجم : بين الشرعية والمشروعية .. الوفاق يلفظ أنفاسه الأخيرة

بين الشرعية والمشروعية … الوفاق يلفظ انفاسه الاخيرة

خرجت علينا هذه الأيام أصوات كثيرة من قادة المليشيات تدعو الي إسقاط حكومة الصخيرات و تشكيل حكومة حرب حسب تصريحاتهم و اتهماهم لها بالخيانة و عدم الفاعلية بعد ما تم استعمال هذه الحكومة و توظيفها لمصالحهم و منافعهم  و استنزاف خزينة الدولة من خلالها .

إذاً فقد تبيّن لهم عدم جدوى وجودها بالنسبة لهم و إهانتهم للسراج بشكل شخصي في اكثر من موطن و نلحظ أن هذه المطالبات المليشوية تأتي بعد ما ضيق الجيش الوطني عليهم الخناق و استنزاف جل قدراتهم وهويقوم بواجبه القانوني و الدستوري للعودة بالوطن من براثن الفوضى و الاٍرهاب .

ودون إسهاب في هذا الإطار فقد صار لِزاماً علينا إعلان وفاة هذا الجسم (المجلس الرئاسي ) و بتاريخ رجعي بعتباره لم يكتسب الشرعية القانونية و الدستورية من مجلس النواب و فقدانه لمشروعية وجوده كجسم منشأ للوفاق و اصبح عاملاً رئيسياً للشقاق .

ولست أنا من يقول ذلك ، بل هو وضع يلاحظه المراقبون و المهتمون دولياً و محلياً وأعني الوضع الذي صار عليه الرئاسي و كيف انه اصبح في حكم المنتهي عملياً بل هو ميت سريرياً و اصبح ورقة تستخدم و توظف لدى المليشيات و اصحاب المنافع و المصالح و بدء التفكير و العمل فعلياً بانه اصبح خارج الحسابات السياسية .

كتبت مقال فيما سبق بتاريخ 15 يوليو 2015  يتحدث عن التحالفات بين القوى المتصارعة و المنتفعة من فوضى الوضع الليبي و كيفية صناعة تحالفات براغماتية تحت عنوان
(تقنيات ليون السياسية .. في صناعة تحالفات برغماتية !!!)
وسردت فيه ما يلي :

”  لا يكاد يخفى على الجميع نجاح السيد ليون في تسييل وحلحلة تلك التمترسات والاصطفافات التي دخلت بالحالة الليبية الي الانسداد السياسي  وان وضعه للحوار في عدة مسارات كثيرة للتعامل مع أطراف الاصطفاف السياسي بشكل منفرد وليس بوضعه الجمعي حتى يتمكن من استمالة و تغيير وجهة نظر الكثير وبالتالي كسر حالة الجمود والتصلب السياسي لدى تلمتخاصمين وهذه كانت باكورة خطوتها في التعامل مع اجندة الحوار واعتقد انه لم يجد صعوبة في ذلك للطبيعة السيكولوجية للمواطن الليبي ” .

وأقتبس أيضًا من المقال السابق : ” وهكذا كانت نتيجة حوار هذه المسارات .. تغيرات براغماتية وإعادة تموضع على الخارطة السياسية تتماشى مع متطلبات المجتمع الدولي وبالتأكيد أن التوقيع الذي حصل على المسودة بالاحرف الاولى هو في حقيقة الامر توقيع على تحالفات جديدة سنشهد خطواته العملية بعد العيد و قبل حتى الدخول في مناقشة الملاحق واعتقد ان الحسم العسكري المصاحب لهذه التحالفات هو الذي سيسهل عملية الاتفاق على الملاحق إلا اذا عاد من بعيد بقايا المؤتمر الخارج بأعضائه عن المسار الديمقراطي وسلموا طرابلس لهذا التحالف الجديد ” .

ولكن السؤال المهم كان حينها ” هل ستكون قوات الجيش الوطني في برقة والتي تقدم التضحيات من اجل الوطن من فترة طويلة في مقدمة او ضمن هذه التحالفات الجديدة او انه ستكون اسيرة نقطة الخلاف التي تنص على اعادة تشكيل الجيش او دعم الجيش وقيادته –  الترتيبات الأمنية والمفخخات التشريكية وتظل داعش هي الفيروس الذي يهاجم نقاط الضعف ؟! ” .

انتهى المقال الذي كتبته بعد قبل اخر جلسة في حوار الصخرات عند التوقيع بالاحرف الاولى لهذا الاتفاق من شخصيات غير مخولة بأن توقع عليه أساسًا و الذي قدم حكومة طرحت تحت قبة البرلمان ولم تعتمد بذلك لم تكسب الشرعية من بداية عملها .

والآن بعد اربع سنوات بوجوده كأمر واقع و سيطرته على المؤسسات الحيوية وتجييرها لأجندات و فقده كذلك لمشروعية وجوده كجسم أنشئ ليصنع وفاق حقيقي بين مكونات المجتمع و اصبح مجلسًا للشقاق لا للوفاق فقد صار لِزاماً علينا كما قلت إعلان وفاته بتاريخ راجعي لفقده الشرعية و المشروعية .

 

بقلم خالد نجم

بنغازي 21 نوفمبر2019

 

تلفت صحيفة المرصد إلى أن مقالات الرأي لا تمثل بالضرورة وجهة نظرها إنما تمثل أصحابها وكُتابها

Shares