ليبيا – عبّر وزير داخلية الوفاق فتحي باشاآغا اليوم الأحد عن رفضه للإنتهاكات التي طالت اللواء طيار عامر الجقم من قبل مجموعات مسلحة إعتقلته في مدينة الزاوية رغم تبعيتها لوزارته وإتهام قادتها مسبقًا بتهم خطيرة تمس الأمن القومي لم يأتي باشاآغا على ذكرها في بيانه حتى مع كل الجدل المستعر حولها منذ ظهور المتورطين فيها يوم أمس ما أعاد للأذهان واقعة إعتقال الإرهابي عماد الشقعابي المتهم أيضًا بتهم مشابهة .
وفي رسالته الموجهة إلى مدير أمن الزاوية العميد ” علي اللافي ” أظهر باشاآغا نوع من التبرؤ من تبعية تلك المليشيات له وقال أنها ارتكبت انتهاكات ووظفت شعار وإسم الداخلية فيها بما يشير إلى أنها غير تابعة له رغم تحول الفار من رتبة ملازم أول في 2017 إلى نقيب في 2019، كما تشير كلمة توظيف في سياقها إلى معنى آخر هو التوريط !.
وفي نفس الوقت الذي يخاطبه فيه باشاآغا ، يُتهم مدير أمن الزاوية ” علي اللافي ” بأنه أحد المتواطئين أصلًا مع هذه المجموعة فهو الذي كان قد ساعد ” محمد الفار ” في عدم تسليم نفسه للنائب العام سنة 2018 ودافع عنه في مراسلة رسمية تحصلت عليها المرصد من التهم المنسوبة له مايضع امكانية تنفيذ قرار باشاآغا هذا في خانة التشكيك .
تحديدًا في مارس 2018 راسل اللافي وزير الداخلية الاسبق عبدالسلام عاشور محيطًا إياه علمًا بأن ” الملازم أول الفار ” أحد المنتسبين التابعين له والمكلفين منه بمهام أمنية نافيًا عنه كل التهم التي يتهمها به النائب العام منوهًا إلى أنه – أي الفار – أحد ثوار 17 فبراير كما اعتبر أن التهم الموجهة له بالارتباط مع داعش من قبل النيابة العامة تهمًا غير يقينية لا يمكن البناء عليها .
رغم ذلك ، يطالب باشاآغا اليوم مدير أمن الزاوية بإعادة النظر في تشكيل مليشيا الفرقة الأمنية الأولى بقيادة ” الفار ” وقيادتها وتعيين ضباط أكفاء بدلًا عنهم ، حيث يقود هذه المجموعة أيضًا فراس السلوقي الملقب ” الوحشي ” وحمدي حليلة وعدد آخر من مهربي الوقود والبشر ممن تعج أوراق محاضر النيابة العامة بأسمائهم على مختلف مستويات الجريمة المنظمة .
يقول أحد المطلعين الأمنيين في الزاوية لـ المرصد ” أن المديرية هي من تعمل لدى قادة هذه المليشيات سيئة الصيت وليس العكس ، هي مجرد واجهة جميلة لهم ، هؤلاء بإمكانهم تجريد المديرية من ملابسها في ظرف نص ساعة كل ذلك يجعل من قرار باشاآغا بشأن إزاحتهم مجرد حبر على ورق للإستهلاك الخارجي ولن يجد طريقه أصلًا للتطبيق في ظل هذه التركيبة الأمنية في المدينة حيث تتحالف المديرية أصلًا مع مليشيات المهربين والمطلوبين لطرابلس وهكذا دواليك منذ ثمان سنوات ويزيد “.
وفيما بدا أنه رد وتحدي لقرار باشاآغا المطالب بإزاحتهم من قيادة الفرقة الأمنية ، ظهر الفار آمر الفرقة مساء اليوم مجددًا رفقة السلوقي وهم يرتدون زي الشرطة ويقومون بهدم ما أسموه ” معسكرًا للكرامة ” جنوب الزاوية ، يجب الأخذ في الإعتبار أيضًا أن قرارات باشاآغا ستسصطدم أيضًا بعلاقة هؤلاء مع رئيس مجلس الدولة الإستشاري خالد المشري المقيم والمنحدر من الزاوية وفيها.
وفي وقت سابق اليوم ، أكد مسؤول رفيع في مكتب النائب العام لـ المرصد أن مذكرة القبض الصادرة من المكتب في أكتوبر 2017 بحق ” الفار ” بسبب ارتباطه بتنظيم داعش لازالت سارية .
سقطت بعد ظهر أمس طائرة تابعة للقوات المسلحة من طراز ” ميغ 23 ” جنوب الزاوية بعد إصابتها فوق طرابلس ومحاولة قائدها النجاة بها رغم الاصابة ، فيما قالت القيادة العامة أن خللًا فنيًا ضربها وأدى لسقوطها .
سقطت الطائرة التي قيل في البداية أنها روسية يقودها ” مرتزق روسي ملحد ” ليتضح أن من كان يقودها ونجى منها هو اللواء عامر الجقم العرفي المنحدر من مدينة المرج بعد تمكنه من القفز بالمظلة ولكنه أيضًا سقط في يد مجموعة مسلحة تابعة لحكومة الوفاق يقودها شخص يدعى ” محمد سالم بحرون ” الملقب بـ ” الفار ” متحصل على رتبة ملازم أول كمنحة دون دخول كلية الشرطة كما أسقط سقوطه ورقة توت أخرى في وزارة الداخلية .
حاولت المجموعة المسلحة التي تسمى ” الفرقة الأولى – إسناد ” إذلال اللواء الجقم من خلال تصويره في لقطات مهينة إلا أن ظهور هؤلاء الأشخاص في مقر رسمي يحمل شعارات وزارة الداخلية بحكومة الوفاق يضع فتحي باشاآغا في موقف لا يحسد عليه مادفعه ربما لإصدار هذا البيان الذي حاول من خلاله القول أن المجموعة وظفت شعار الداخلية في أعمالها .
محمد سالم بحرون “ الفار ” علاوة على ارتباطه بعصابات التهريب والجريمة ، فهو المطلوب رقم 6 للنائب العام منذ أكتوبر 2017 في القضية المتعلقة بدعم داعش والإرتباط معه وقد ظهرت هذه القضية عندما تم ضبط مجموعة من التنظيم في القضية الشهيرة بإسم ( 131 سنة 2017 ) وقد رفض الفار الإمتثال للنيابة العامة في طرابلس وفقًا لرسالة صادرة منه عبر علي اللافي مدير أمن الزاوية الموالي لهذه المجموعة واطلعت عليها المرصد .
ويعد الفار ضمن المطلوبين جنائيا من قبل النيابة العامة بناء على تعليمات رئيس مكتب التحقيقات بمكتب النائب العام، على ذمة القضية المسلجة في سوق الجمعة بشأن واقعة ضبط مجموعات مسلحة تنتمي لتنظيم داعش بمدينة صبراتة ، وبناء على اعترافات العناصر الداعشية المضبوطة بقضية تنظيم داعش صبراتة، الذين أكدوا أن الفار أحد العناصر المتعاونة مع التنظيم وقدم خدمات لوجستية لهم وقام بتهريبهم وإيواءهم .
وإلى جانب القضايا الأمنية الأخرى فأنه مطلوب للنيابة في قضايا تهريب وقتل وخطف عديدة ، تجدر الإشارة إلى أن زعيم المطلوبين في القضية 131 هو المعاقب دوليًا والمطلوب محليًا ، أمير تهريب البشر والوقود في ساحل المنطقة الغربية المدعو أحمد الدباشي الملقب بـ ” العمو ” قريب القيادي في التنظيم عبدالله الدباشي الذي ذُكر هو الآخر في التحقيقات .
وعقب خروجه في الصور مع اللواء الجقم مرتديًا ملابس مدنية بهيئة ” مليشياوية وشعر منكوش ولسان ممدد للخارج ” عاد الفار وتدارك أمره وظهر في صورة أخرى مع الطيار مرتديًا الزي الرسمي للأمن العام ما يشير إلى تبعيته حتى الآن إلى وزارة الداخلية بحكومة الوفاق ، ظهور يضع مصداقية تصريحات باشاآغا عن مكافحة المليشيات والإرهابيين ومن يصفهم بالدخلاء على القطاع الأمني أمام إختبار كبير في الخارج قبل الداخل خاصة مع تصريحاته الأخيرة .
ومما يدل على إرتباط الفار بتنظيم داعش إعترافات رفاقه في التنظيم ومن بينهم أحمد سالم الفلاح المعروف بـ “أبي الليث الليبي” وأحمد مصباح جابر، وهما من عناصر خلية تنظيم داعش صبراته، الفارين من مدينة صبراته والمقبوض عليهم في مدينة الزاوية من قبل “كتيبة سبل السلام” السلفية بالزاوية، التي بدورها قامت بتسليمهم إلى “قوة الردع الخاصة” في 14-3-2016 “وقامت الردع بدورها ببث اعترافاتهم على بعضهم البعض وأصبح جميعهم من المطلوبين لديها منذ ذلك الوقت .
كان الغريب أن من أصاب طائرة الجقم بحسب المتداول هم عناصر فرقة تابعة لقوة الردع في طرابلس بينما من اعتقل طيارها عقب سقوطها في الزاوية هم خصومهم المرتبطين بداعش من أمثال الفار ظهروا في مقر رسمي تابع للداخلية ، ظهور سيغضب الصديق الصور بلا شك كأي أمين على الدعوة الجنائية لايحبذ أن يرى المطلوبون له إلا خلف القضبان ، وسيضع باشاآغا أمام إمتحان الإجابة على سؤال شرعية تبعية هؤلاء وقد خرجوا في مكتب يحمل شعارات وزارته ! .
فيديو إعترافات الفلاح من داخل سجن الردع تذكر الفار كأحد المتورطين :
https://www.youtube.com/watch?v=00JSb3pFJcE
وقد اعترف “جابر” بأن الفار، ورفاقه ينتمون إلى تنظيم داعش الارهابي، وأنه قد بايع زعماء التنظيم على السمع والطاعة، وقدم بيعته لأمير التنظيم المقتول “عبدالله الدباشي” المكني “أبو ماريا”، وأن مشاركته الصورية في الاشتباكات ضد تنظيم داعش في صبراته تظاهر بها لغرض مساعدتهم وليتمكن من تهريبهم بسيارات المليشيا المصفحة.
فيديو اعترافات احمد جابر وآخرين :
https://youtu.be/-TXSrIetgVs
وأكد أحمد ساسي الفلاح، في اعترافاته، أنه بعد هزيمة عناصر “تنظيم داعش” فى مدينة صبراته، أصدر أمير التنظيم فى صبراته المقتول “عبدالله الدباشي– المكنى ابو ماريا” تعليمات لعدد من عناصر التنظيم، وهم “أحمد ساسي الفلاح، وصفوان جابر، وعلي مصباح جابر، ومحمد ساسي الفلاح، وأحمد كمال التواتي” بالانسحاب خارج المدينة، وأنه تولى التنسيق مع شخص يدعى “محمد بحرون -الملقب الفار” سيقوم بتأمين طريقهم إلى مدينة الزاوية ، ألا وهو الشخص الذي ظهر أعلاه في الصور مع اللواء الجقم .
وأكد الفلاح، أن الفار بالفعل قام بإستقبالهم بعد مغادرتهم مدينة صبراته في سيارة مصفحة عند الطريق الساحلي الذي يربط بين القصر والحنش، وقال لهم أنه سيؤمن لهم الطريق إلى مدينة الزاوية، وانطلق أمامهم بسيارته حتى وصولوا إلى مدينة الزاوية وأمن لهم شقة في عمارة بشارع عمر المختار بوسط مدينة الزاوية، يمتلكها أحد عناصر مجموعته المسلحة يدعى “معز شيوة”.
وفي 15 مايو الماضي استهدفت ضربة جوية معسكر كتيبة الفاروق المتطرفة في مدينة الزاوية وقد قتل في ذلك القصف الإرهابي صفوان جابر عضو تنظيم داعش وهو فار مطلوب للردع ولغرفة عمليات صبراتة ، كان جابر متواريًا عن الأنظار طيلة السنوات الماضية قبل أن يتضح بأنه طليق في الزاوية ويعمل ويختبئ بمقر الفاروق حيث لقي مصرعه في تلك الضربة الجوية .
جدير بالذكر أن محمد ” الفار ” كان قد أرسل رسالة باسمه وختمه وتوقيعه وشعار داخلية الوفاق مطلع سنة 2017 إلى رئيس الرئاسي فائز السراج مطالبًا إياه بتكليفه بتأمين الطريق الساحلي وأن يصدر السراج تعليماته للحرس الرئاسي بالتعاون مع جماعة الفار عقب الهجوم المسلح الذي شنه على تمركزات الحرس غربي الزاوية ، وهي قضية أخرى أُضيفت لسجله الجنائي .
المرصد – خاص