النايض : أردوغان أصبح يشعر أنه السلطان عبدالحميد وأن ليبيا ولاية عثمانية بفضل شراذم الإخوان المسلمين

ليبيا – ندد السفير السابق ، رئيس مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة ، عارف النايض ، بحديث الرئيس التركي رجب أردوغان عن إرسال قوات إلى ليبيا واصفًا إياه بأنه حديث في قمة الغباء السياسي .

وفي لقاء مع المذيعة منتهى الرمحي عبر برنامج بانوراما المذاع على قناة العربية ، إعتبر النايض ماقام به أردوغان من إتفاقيات ” غير شرعية ” مع السراج إضافة لتهديده بغزو ليبيا خدمة كبيرة قدمها ضد الرئاسي الذي انفض عنه الجميع بما في ذلك إيطاليا .

وفي مايلي النص الكامل للحوار :

س / ما الذي يجب أن نعرفه عن مذكرة التفاهم بين تركيا والسراج؟

ج  – أولًا .. أن هذه المذكرة عبارة عن إتفاقية مشبوهة، يعني هم أسموها مذكرة تفاهم ليبينوا بأنها غير محتاجة لمصادقة البرلمان الليبي، ولكن هذه خدعة بدليل أن أردوغان نفسه قدمها للبرلمان التركي للمصادقة عليها.

حسب دستور ليبيا وهو الإعلان الدستوري وحسب إتفاق الصخيرات ، الجهة المعنية بهكذا إتفاقيات هي البرلمان الليبي، كونه الجهة الوحيدة المنتخبة وهو المجلس الشرعي الذي تعترف به الأمم المتحدة ويعترف به العالم .. كيف تتجرأ حكومة السراج المنقوصة أصلاً باتخاذ هذه الخطوة ؟ نصف المجلس الرئاسي غير موجود وقرارات الأخير يجب أن تتخذ بشكل جماعي.

هو أصلاً جسم ناقص، زد على ذلك بأنه لم يحظى بثقة البرلمان ،  حكومة السراج لم تحظى بثقة البرلمان قط، قدم حكومتين وفشل في كسب الثقة، ولم يؤدى اليمين القانوني أمام البرلمان، فبدون البرلمان لا يستطيع أن يدخل في هكذا اتفاقيات.

فسميها مذكرة تفاهم سميها اتفاقية، هي في الحقيقة أمور مشبوهة ومكذوبة وناقصة وغير مصادق عليها من البرلمان الليبي صاحب الشرعية الوحيدة التي تأتي من الشعب الذي انتخبه.

س / لكن رئيس الرئاسي فائز السراج يتم التعاطي معه على أنه شرعي ويتم استقباله في كذا مكان ويوقع في اتفاقيات كذلك؟

ج / للأسف الشديد في 2015 بدل أن يقف المجتمع الدولي ضد الجماعات المتأسلمة التي سيطرت على العاصمة في الـ2014 وسيطرت على المصرف المركزي ومقدرات الشعب الليبي، بدل أن يقفوا مع البرلمان في تلك الفترة سايروا هذه المجموعات ودخلوا في إتفاق الصخيرات .

المشكلة أن هذا الاتفاق لم ينفذ أصلاً هم يختارون فقط منه الإعتراف بالمجلس الرئاسي، هذه إنتقائية لأن هذا الاتفاق ينص على أن البرلمان هو الجهة التشريعية الوحيدة في ليبيا.

كما أن الاتفاق ينص على أن قرارات الرئاسي تتخذ بشكل جماعي، وينص أيضاً على إطلاق المساجين السياسيين، والكثير من الأمور التي لم تنفذ أصلاً ومنها التوزيع العادل لثروات ليبيا.

هذه المجموعة المتأسلمة التي تسيطر على المصرف المركزي إستحوذت على كل أموال النفط الليبي حتى اليوم، وجعلت هذه الأموال كصراف آلي لتمويل الارهاب ليس فقط في ليبيا بل في كامل المنطقة، نعم هناك إعتراف دولي بالمجلس الرئاسي ولكن هناك إعتراف آخر بالبرلمان أيضاً الذي يجب أن يصادق على مثل هذه الاتفاقيات، وأرى أنه مع هذه الخطوة الغريبة المصحوبة برعونة عجيبة أردوغان بهذه الطريقة جعل من إيطاليا تغير موقفها.

السراج خسر إيطاليا وخسر أوروبا بأكملها خسر حتى من كان متعاطف مع حكومة الوفاق والذين أصبحوا اليوم يعيدون حساباتهم، لأن هذا الاعتراف الذي اعطي للسراج على أساس المصالحة والموائمة والوفاق، أصبح السراج ومن يتبعه أداة في الصراع، بل أصبحوا أداة بيد جماعة الاخوان المسلمين والجماعة الإخوانية الموجودة في إسطنبول، كما أصبح السراج بشرعيته التي أعطيت له في اتفاق الصخيرات أصبح أداة في يد اردوغان لتنفيذ طموحاته الغريبة.

أردوغان أصبح يشعر بأنه السلطان عبدالحميد وأن طرابلس الغرب لازالت ايالة في الدولة العثمانية، تركيا ليست الدولة العثمانية وليبيا ليست ايالة تابعة لها.

س / عندما تناقش الاتراك في هذا الموضوع يقولون هي ليست مسألة أطماع تركية في ليبيا هي مجرد مصالح مشتركة ، كما يوقع اتفاقيات مع أمريكا وروسيا ، أو حتى كيف يتعاطى الجيش الليبي مع الروس، يعني من حق الطرف الاخر التعاطي مع أي دولة أخرى وهذا الطرف اختار تركيا يعني هم يستثنون فكرة أنهم دولة استعمارية؟

ج / ليبيا لمدة 500 سنة للأسف القبائل الليبية اضطرت لتدفع ما يسمى بـ”الميري” أو الضريبة للأتراك وكان يجمعها جباه الميري المتخصصون في هذا المجال، للأسف الشديد منذ 2014-2015 وسيطرة هذه المجموعة على البنك المركزي وهي سيطرة ترجع لعام 2011 نجد أن أموال ليبيا تودع في بنوك تركيا، هل تعلمون بأن مليارات من الأموال التركية مودعة في بنك زراعات التركي والبنك المركزي التركي، وكأنهم يستخدمون خزائن المصرف المركزي في ليبيا بيت مال والي طرابلس الغرب وتعطى للسلطان العثماني.

الشعب الليبي يرفض العودة لهكذا استعباد، للأسف هذه الشرذمة الاخوانية الموجودة في طرابلس المسيطرة على مقدرات ليبيا وأودعتها في بنوك تركيا ثم يقولون لنا ليس هناك أطماع، بالطبع هناك أطماع المسألة كلها أطماع، أردوغان ولا أقول تركيا لأن تركيا اشرف وأعظم من أردوغان، الشعب التركي قال كلمته بشأن أردوغان في انتخابات إسطنبول، طرده من قيادة إسطنبول التي تمثل العاصمة الحقيقية لتركيا، الشعب التركي نجله ونقدره كما يجل الاتراك الشعب الليبي، فمشكلتنا مع أردوغان وبالتحديد مع النزعة الاخوانية التي لديه ودعمه الكامل لجماعة الاخوان المسلمين.

س / وهنا مربط الفرس لأنه هناك جماعات إرهابية خرجت من رحم هذه التيارات المتأسلمة الموجودة في ليبيا كما تسميها وهددت مصر وعددنا العمليات الإرهابية التي وقعت، ولكن العالم وكأنه يغض الطرف عن تسمية هؤلاء بالإرهابيين أو الاعتراف بأنهم الرحم الذي يخرج منه الإرهابيين يبقى التعامل معهم على أنهم سلطة بشكل أو آخر طالما السراج يتعامل معهم، لذلك لا يتعامل الجميع مع حفتر مثلاً ولا الجيش الوطني الليبي ولا يوجد اعتراف عالمي بهذا الجيش ولا يوجد تسليح له، وكأنه هناك غض بصر دولي عن هذا الانقسام في ليبيا على الرغم من وجود غسان سلامة؟

ج / الإشكالية بدأت من إدارة أوباما ووزيرة خارجيته كلنتون، وأساسها يعود إلى تفكير مغلوط بدأ في أمريكا في الثمانينيات والتسعينات وهي فكرة أن الاخوان المسلمين، مجموعة معتدلة يمكن أن تقف بين العالم والإرهاب، حقيقة الامر أن هذه الجماعة هي جسر للإرهاب وأساس الإرهاب، بل لا يوجد ارهابي قط لا ترجع اصوله الفكرية إلى سيد قطب ومعالم في الطريق والفكر الاخواني، اليوم هذه المسألة بدأت تنهار وخاصةً مع وصول ترامب للحكم في أمريكا وبدأت تتضح الرؤية.

الآن خلال هذه الأيام نجد أشياء غريبة وعجيبة، طيار ليبي شريف حر يقبض عليه من قبل شرذمة تسخر به ويحاولون إذلاله وهو أكبر من أن يذل، وشعارات وزارة الداخلية التي تتبع باشاآغا موجودة على الحوائط بل أن السراج يتجرأ أن يكتب رسالة تهنئة لهؤلاء، وعندما ننظر من هؤلاء نجد أنهم مطلوبون من النائب العام الموجود في طرابلس السيد الصديق الصور، يعني هم مطلوبون بتهم تتعلق بتنظيم داعش، يعني دواعش في وزارة الداخلية التي يرأسها فتحي باشاآغا والسراج الذي يهنئها على هذا الفعل الفظيع الآن بدأت تنجلي الصورة.

وكذلك المشري رئيس المجلس الاستشاري والذي يفترض حسب اتفاق الصخيرات أنه لا يملك أي جانب تشريعي هو جسم استشاري فقط، نجده يتفقد في مدينة الزاوية بيت أحد أكبر مهربي البشر والوقود وأكبر مافيات التهريب في ليبيا، وهو شخص مطلوب للأمم المتحدة، أنا في تواصل مستمر مع المبعوث الدولي الى ليبيا ونائبته وأرسل لهم هذه الأشياء، كما نرسلها لكل الدول، حتى تتضح الصورة، السلك الدبلوماسي في ليبيا كله لديه هذه التقارير التي تنشر ليتبين للناس بأن الإشكالية منذ عام 2014 هي سيطرة جماعات متأسلمة إرهابية على مقدرات الشعب الليبي ولازالت مسيطرة على البنك المركزي وهنا بيت القصيد.

س / هم ساعدوا المجلس الرئاسي للدخول إلى طرابلس ولا يزال يعتمد عليها، نحن عندما نسألهم عنها يقولون أنها جزء من الجيش، مثل الجيش الوطني الليبي التابع لحفتر، الفكرة هل ليبيا سائرة نحو المزيد من التصعيد، اليوم الجيش هدد باستهداف أي سفت تركية تقترب من السواحل، هل نشهد مزيد من التصعيد مع دولة بحجم تركيا، والا ستكون هناك جهود دبلوماسية أو عقل ما موجود لدى أردوغان؟

ج / رب ضارة نافعة لأن ما أقدم عليه أردوغان عجل بالفرج ، لأنه وبهذه الخطوة الغبية حقيقةً، وهي تمثل غباء سياسي دولي بامتياز لأنه بهذه الخطوة خسر الاتحاد الأوروبي بالكامل وبانت الصورة وبانت الاطماع وبان الدعم الذي يعطيه البنك المركزي الليبي لليرة التركية توضحت لدينا الكثير من الأمور.

أنا في اعتقادي أن هذا الأمر يمثل بداية للفرج بدل بداية للأحزان، وأعتقد أن المسألة لن تتصاعد أكثر لماذا؟ .. لأن تركيا لن تستطيع أن تواجه كل دول المنطقة، يعني الآن ليس هناك مناورات عسكرية مصرية فقط بل هناك مناورات عسكرية فرنسية وإيطالية ويونانية، وأيضاً الأمريكان أبلغوا الاتراك وأبلغوا الروس بأن هذه رعونة غير مقبولة.

وهذه الرعونة وهذا التجرؤ على الشعب الليبي وكأن الشعب الليبي لا يزال يتبع للسلطان العثماني.

س / هو المشكلة ليست في السلطان العثماني المشكلة في جزء من الشعب يعطيه هذا الحق؟

 

ج  / للأسف إن نظرنا وحللنا من هم الذين يعطون أردوغان هذا الحق ويوقعون له هم مجموعة من الاخوان المسلمين، وللأسف الشديد أحزن بأن يجرؤ السراج وهو من أسرة كريمة فاضلة وأن يجرؤ محمد سيالة وهو من أسرة كريمة فاضلة هي أسر عثمانية نعم ولكنهم أسر ليبية، ولا أعتقد بأنهم يرضون لأنفسهم ولأبنائهم بأن يسجلوا في التاريخ بأنهم جددوا الاستعمار التركي في ليبيا ، هذا لن يقبل من أحد.

القبائل الليبية قالت كلمتها في بيانات الأيام الماضية، الشعب الليبي بطبيعته شعب حر، 500 سنة بقى فيها العثمانيون في ليبيا نعم، لكن 500 سنة من الحروب التي قاوم فيها الشعب الليبي دفع “الميري” للغريب .

س / نحن من الـ 2011 نشاهد معاناة الشعب الليبي ولا نريدها أن تستمر لا 500 سنة ولا 5 سنين قادمة، لذلك في مؤتمر روما قبل أسبوع استمعنا للسيد غسان سلامة كان متفائل ببرلين هل ممكن أن نشاهد شيء في برلين يحلحل هذه الأزمة؟

ج / أنا أعتقد أن برلين شيء إيجابي ويجد فيه نوع من التفاوض، ولكن برلين ليس فيه ليبيين، يعني اجتماع في غياب الليبيين وهذا خطأ جسيم وقد بلغنا البعثة وعدة دول وحتى الألمان، بأن الخطأ الكبير أن يغيب الليبي عن مؤتمرات تناقش ليبيا، ولكن إن كانت هذه المسألة تتعلق بترتيبات الدول فيما بينها لا بأس، ولكن الشيء الذي أريد أن أقوله أن الحل بيد الشعب الليبي.

الآن الناس يقولون متى يدخل الجيش إلى طرابلس، الجيش اليوم داخل طرابلس، الجيش الليبي اليوم على تخوم حي أبوسليم، الجيش الليبي موجود شرق العاصمة وغرب العاصمة، هو داخل العاصمة اليوم، والذي يمنع الجيش من اقتحام العاصمة بعنف أو بقوة، هو مسألة خوف الجيش على المدنيين.

أنا في اعتقادي أنه في داخل طرابلس هناك شباب يحارب فقط لأنه يخشى على منطقته ويحس بأن هناك أحد من خارج المنطقة يريد يدخل، هناك شباب غير مؤدلج وقد قدم الجيش لهؤلاء الشباب دعوة لإلقاء السلاح ودعم هذا الجيش لأنه جيش الشعب الليبي بالكامل هذا ليس جيش “برقة” أو المنطقة الشرقية فيوجد فيه من ترهونة ومن ورشفانة ومن ورفلة وفيه من طرابلس وفيه من الزاوية وفيه من صرمان وصبراتة والامازيغ والجنوب ومن جميع أنحاء ليبيا.

هذا جيش ليبيا التابع للبرلمان المنتخب من الشعب الليبي، أنا في إعتقادي بأنه قد نرى ترتيبات مع بعض هذه المجموعات الشبابية الموجودة داخل طرابلس ليدخل الجيش الليبي بشكل سلس يحافظ على المدنيين، وسياـي هذا بالتزامن مع سحب الاعتراف من المجلس الرئاسي سواء على مستوى الجامعة العربية أو الاتحاد الافريقي أو الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة بات قريباً.

يوم 17 ديسمبر القادم يعني بعد 6 أيام تنتهي السنة الرابعة من حكم السراج، حسب إتفاق الصخيرات أن السراج كان يجب أن يكون رئيس الحكومة بعد أن يحظى بثقة البرلمان التي لم يتحصل عليها أبداً لمدة سنة واحدة قابلة للتجديد لسنتين كحد أقصى بموافقة البرلمان، والان ينهي سنته الرابعة، حتى من ناحية الانتهاء هذا المجلس ناقص وحكومته فاقدة للشرعية والآن منتهية الصلاحية.

الان يحق للبرلمان الليبي بأن يدعم حكومته المؤقتة الموجودة حالياً وهي التي حظيت بثقة البرلمان.

 

 

 

 

 

 

 

 

Shares