إطلاق واشنطن للصاروخ الجديد.. ماذا يعني لموسكو؟

روسيا – تم توقيع معاهدة الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى في 8 ديسمبر عام 1987 في أعقاب القمة السوفيتية الأمريكية بين الرئيسين السوفيتي ميخائيل غورباتشوف والأمريكي دونالد ريغان.

وسرى مفعول المعاهدة منذ 1 يونيو عام 1988 حيث التزم كلا الجانبين بالقضاء التام على كافة الصواريخ البرية الباليستية والمجنحة متوسطة المدى (بمدى إطلاق يتراوح بين 1000 و 5500 كيلومتر) والصواريخ البرية الباليستية والمجنحة قصيرة المدى (بمدى إطلاق 500 – 1000 كيلومتر) المتوفرة في حوزة كلا الجانبين.

وقضت المعاهدة بأن يقضي الاتحاد السوفيتي صواريخ “بيونير ، إر إس دي – 10” ، “إر – 12″، “إر – 14 “البرية الباليستية متوسطة المدى وصواريخ “إر كا – 55” البرية المجنحة متوسطة المدى، فضلا عن صواريخ “أو تي إر – 22″ و”أو تي إر – 23” (أوكا) البرية قصيرة المدى.

فيما التزمت الولايات المتحدة حسب المعاهدة بالقضاء على صواريخ “برشينغ – 2″، “توموهوك ” البرية المجنحة  متوسطة المدى  و”برشينغ – 1 آ” البرية  قصيرة المدى.

وقضى الاتحاد السوفيتي بحلول يونيو 1991 على  1846 منصة صاروخية. أما الولايات المتحدة فاستطاعت القضاء على 846 منصة صاروخية فقط.

ويعني هذا الأمر أن الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى شكلت قوة ضارة رئيسية بالنسبة إلى الاتحاد السوفيتي. أما الولايات المتحدة فإن قوتها الضاربة الرئيسية هي الصواريخ البحرية متوسطة وقصيرة المدى التي لم تطلها المعاهدة.

إذن فإن الاتحاد السوفيتي قدم مع توقيع المعاهدة أكبر التنازلات في تاريخه ووافق على تخفيض قدرته الهجومية خلافا للولايات المتحدة.

وبعد إعلان الولايات المتحدة في فبراير الماضي عن خروجها من معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى توقف مفعول المعاهدة في 2 أغسطس الماضي. وأعلن الرئيس فلاديمير بوتين قبل ذلك في يونيو الماضي عن تعليق المعاهدة.

واتهمت الولايات المتحدة قبل ذلك روسيا بتصميم صاروخ بري قصير المدى يزيد مدى عمله عن 500 كيلومتر وطالبتها بالقضاء على صاروخ ” 9 إم 729 ” قصير المدى. فيما أعلنت روسيا آنذاك أنها لا تخرق المعاهدة وأن مدى عمل الصاروخ المذكور لا يزيد عن 500 كيلومتر، وهو ما تسمح به المعاهدة.

فيما يتعلق بروسيا فإنها اتهمت الولايات المتحدة بدورها بأنها تستعد لاستخدام منصات الصواريخ المضادة المنشورة في وسط أوروبا لإطلاق الصواريخ الهجومية.

أما اختبار الولايات المتحدة لصاروخها الجديد الذي يزيد مدى عمله عن 500 كيلومتر في أغسطس الماضي وديسمبر الجاري فيدل على أنها كانت قد صممت هذا الصاروخ قبل الخروج من المعاهدة، إذ أن من المستحيل تصميم صاروخ مجنح أو باليستي حديث خلال 9 أشهر فقط.

إن الجانب الروسي مضطر الآن إلى تصميم صاروخ بري متوسط المدى. سيشكل صاروخ “كاليبر” البحري الباليستي والمجنح الذي يبلغ مدى إطلاقه 2500 كيلومتر على الأرجح أساسا للصاروخ البري الجديد.

أعلن البنتاغون أن الولايات المتحدة اختبرت، اليوم الخميس، صاروخا باليستيا موجها أرضيا متوسط المدى، كان محظورا في إطار “معاهدة الصواريخ” بين موسكو وواشنطن.

وقال المتحدث باسم قاعدة “فاندنبرغ” الجوية الأمريكية، في اتصال هاتفي مع وكالة “سبوتنيك”: “أجرت وزارة الدفاع اختبارات لصاروخ باليستي أرضي غير نووي اليوم 12 ديسمبر 2019، قرابة الساعة 8:30 صباحا بتوقيت المحيط، من قاعدة فاندنبرغ الجوية، في كاليفورنيا​​​. ونقيم الآن النتائج”

 

المصدر: RT

Shares