الزايدي: في حال قطع الدعم التركي عن الميليشيات ستتساقط سريعاً لعدم وجود حاضنة شعبية لها

ليبيا – قال أمين اللجنة التنفيذية للحركة الوطنية الشعبية مصطفى الزايدي إن الأزمة الليبية أمنية أكثر منها سياسية، مشيراً إلى أن مؤتمر برلين الذي عقد في ألمانيا مؤخراً جاء مخيباً للآمال وأن العالم الخارجي يصارع فقط من أجل مصالحه للاستحواذ على موارد ليبيا وثرواتها.

الزايدي إعتبر في تصريحات لصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية أنه عندما يتم القضاء على الإرهاب ونزع سلاح الميليشيات ستُحل المشكلة السياسية بكل سهولة وفي هذه الحالة تجرى انتخابات نيابية ورئاسية للتوافق على الشخصية التي تأتي بها الصناديق لتحكم البلاد بشكل ديمقراطي.

وأشار إلى أنه لا يعول على حدوث أي جديد بالمشهد الليبي فيما يتعلق بتنفيذ المقترحات الصادرة عن مؤتمر برلين، منوهاً إلى أن لجنة الحوار التي ستجتمع في جنيف نهاية الشهر الجاري غير واقعية فالبعض يحاول عبرها اختزال الأزمة في تقاسم سلطة بين أجسام لا تمثل أطراف الصراع في ليبيا فضلاً عن أنها ستمكن من بقاء جماعة الإخوان المسلمين بالمشهد رغم الرفض الشعبي الواضح لها.

وتابع:”مؤتمر برلين كسابقيه من اللقاءات الدولية تم دون مشاركة الأطراف الليبية ذات الثقل الشعبي والسياسي على الأرض وبالتالي لم يقدم جديداً، والأمر جاء أشبه بمصالح وتسويات بين الأوروبيين وعلى الليبيين الغائبين عن المشهد تنفيذ مخرجاته، العالم لم يتوقف عن عقد الاجتماعات بشأن بلادنا وأزمتها منذ سنوات ومع ذلك لم تحل ربما لعدم وجود رغبة في ذلك”.

كما عبر عن قلقه بشأن إعادة مؤتمر برلين أزمة البلاد إلى مرحلة اتفاق الصخيرات من خلال التركيز على آلياته وهو الذي فشل كلياً في معالجة الأزمة بل أدى إلى تعقيدها منذ توقيعه في المغرب نهاية عام 2015 وأرجع تأخر الدول الغربية في معالجة الأزمة الليبية إلى عدم توافقها حول صياغة موحدة فيما بينها للتعامل مع المشكلة لكن مع تعاظم الخطر المتزايد منذ عام 2011 كان من الضروري أن يجتمعوا للبحث والتشاور فضلاً عن التدخل التركي باتفاقيات مشبوهة.

وقال إنه يعول على موقف ودور دول الجوار الليبي وفي مقدمتها مصر نظراً للمخاطر المشتركة بالإضافة للتعويل بدرجة أكبر على الليبيين أنفسهم، معتقداً أنهم يدركون أن طريق الحل الحقيقي لمشاكلهم وأزماتهم ينحصر في دعم الجيش لإنهاء سيطرة الميليشيات على العاصمة وباقي مدن الغرب.

وتحدث عن أن هناك درجة غير هينة من عدم الفهم للحالة الليبية والأسباب الحقيقة لأزمتها الراهنة، مشيراً إلى أن الصراع في ليبيا ليس حربا أهلية بين الشرق والغرب كما هو متصور وليس على السلطة بقدر ما هو صراع ناجم عن وجود تلك الميليشيات ومنظمات إرهابية باتت تستخدم ليبيا قاعدة وملاذاً لها وتسخر مواردها النفطية لخدمة أهدافها.

الزايدي تساءل:”كيف يطرح البعض فكرة التعاطي مع الملفات السياسية أولاً ويترك قضية الميليشيات لوقت آخر أو معالجتهم بتوقيت واحد؟ وكيف يمكن لليبيين أن يشاركوا بكتابة دستور وإقراره وإجراء انتخابات وتشكيل حكومة، وهناك ميليشيات ترهب الناس بسلاحها؟”.

ولفت إلى أنا الأمم المتحدة رددت مراراً أنها تعمل على تفكيك الميليشيات ونزع سلاحها بطرق سلمية وبرامج سياسية في حين أن هذا الأمر لم يفلح على مدار السنوات الماضية بالعكس تغولت تلك الميليشيات بل وتم اختراقها من القوى الإرهابية وعالم الجريمة المنظمة.

ورأى أنه لو تم قطع الدعم التركي عن تلك الميليشيات ستتساقط سريعاً نظراً لعدم وجود أي حاضنة شعبية أو شرعية لها لأن أغلب عناصرها وقياداتها ليسوا كما يحاول البعض تصويرهم بأنهم كيانات أو زعماء يجمعهم الولاء الوطني بقدر ما هم مجرد مرتزقة وفتية صغار يتصارعون فيما بينهم بقوتهم وبسلاحهم الذي يحصلون عن طريقه على كل ما يريدون من مال وسلطة.

ختاماً أعرب الزائدي عن ثقته في أن مرحلة البناء السياسي للدولة وكذلك خطط إعادة الإعمار لن تتأخر وستشق خطواتها سريعاً بعد أن يكمل الجيش مهمته في تطهير كامل الأراضي الليبية، مضيفاً أن عملية البناء ستكون أسهل بكثير بالمستقبل فليبيا مليئة بالكفاءات والشخصيات الوطنية وهؤلاء يمكنهم المشاركة والمساهمة في إدارة الدولة.

Shares