صوان : من يوجهون سهامهم نحو العدالة والبناء يخدمون أعداء الثورة والديمقراطية

ليبيا – دعا رئيس حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين محمد صوان، رئيس حكومة الوفاق  فايز السراج، إلى إجراء تعديلات عاجلة ترفع من مستوى أداء الحكومة التي قال إنها تشكلت في “ظروف غير ظروف الحرب وفقا لتوازنات أخرى، وكان ينبغي إجراء تعديلات تتعلق بالأزمة، ولكنها تأخرت”، مؤكدا أن “أداء رئيس المجلس الرئاسي تطور بعد ما أسماه العدوان على العاصمة، أما بقية الأعضاء بالمجلس فلا نرى فاعلية لهم باستثناء محمد العماري زايد”.

وبشأن فرص الوصول لوقف دائم لإطلاق النار بليبيا، أشار صوان، في مقابلة خاصة مع موقع ” عربي21″ القطري نشرت اليوم السبت إلى أنه “لا توجد أي هدنة حقيقية على الأرض ، وقال : ” ربما انخفضت وتيرة الحرب بسبب ما حدث من توازن في القوة على الأرض، لكن حفتر لن يرتدع ولا يفهم إلا لغة القوة والردع، وعلى حكومة الوفاق أن تعزز من بناء قوتها وتحالفاتها بالتوازي مع الخط السياسي والدبلوماسي”.

وعودًا على بدأ لذات الإسطوانة ، قال صوان أن “حفتر يُمثل أحد تمظهرات الثورة المضادة وارتدادات الربيع العربي، وهو مشروع إقليمي لتكرار السيناريو المصري”، زاعمًا أن “ما أفشل مشروع حفتر هو عدم وجود جيش نظامي يمكن استخدامه للسيطرة على الحكم؛ ولأن الثورة في ليبيا كانت مسلحة، وعلى الرغم من مشاكل انتشار السلاح التي لا تخفى على أي متابع، إلا أن ذلك منع مشروع حفتر من السيطرة وعودة حكم العسكر حتى الآن” ، وفق قوله .

وذهب صوان إلى أبعد من ذلك بالقول في حديث منفصل عن الواقع والجغرافيا أن ” حفتر فشل، واستنفد حتى الوقت الإضافي الذي مُنح له، ويتمدد في فراغ أو شبه فراغ؛ فمن المعروف أن أغلب مساحات ليبيا صحراء خالية من السكان إلا ما ندر؛ فحفتر موجود فعليا في مدن الشرق الليبي حتى أجدابيا، وهناك نقاط اشتباك محدودة حول العاصمة أبرزها ترهونة عدا ذلك تزييف ودعايات رخيصة” متناسيًا أو متجاهلة السيطرة في سرت ومابعدها وفي عمق طريق مطار طرابلس والمعسكرات التي تمت السيطرة عليها بالكامل تضاف لها مدن الساحل الغربي كصبراتة وصرمان وأخيرا العجيلات .

واستطرد قائلا في حديث مثير للسخرية : “من ناحية الثقل السكاني، لا يوجد في المناطق المسيطر عليها حفتر، إلا حوالي مليون نسمة من إجمالي سكان ليبيا البالغ حوالي سبعة ملايين، وللأسف فإن الإعلام الخارجي بخارجية حكومة الوفاق مُعطل، وكان ينبغي أن يوضح للعالم هذه الحقائق بالخرائط والإحصائيات ولا يترك المجال لإعلام حفتر ليقدم معلومات مغلوطة” ، متجاهلًا بذلك تعداد مدن وقرى كاملة علاوة على تجاوز عدد سكان شرق ليبيا وحده مليون ونصف مليون نسمة يضاف لهم غالبية مدن الجنوب .

ودعا القيادي الإخواني ما سماه التيار الإسلامي إلى “بَلْورة نموذج نبرز من خلاله الصورة الحقيقية لهويتنا الإسلامية الجامعة المعتدلة، وذلك من خلال الممارسة الواقعية، وطمأنة الشعوب الأخرى بأن تعميم النموذج الديمقراطي كفيل بتحقيق مصالح الجميع إقليميا ودوليا”، مؤكدا أنه “لم يعُدْ من المناسب استمرار العمل وفقا للأساليب التقليدية التي تجاوزها الزمن”.

وردًا على الرفض المتزايد لنفوذ حزبه الفاشل في كل الإنتخابات وسيطرته على مفاصل الدولة وهربًا منه للأمام  لجأ صوان كعادة الإخوان المسلمين للتلميح بتخوين كل من يعارضهم من خلال إختزالهم ما يسميه تيار الثورة إذ قال : ” ظل حزب العدالة والبناء – بفضل تماسكه – الكتلة الصلبة الوحيدة وسط تيار الثورة العريض غير المؤطر الذي صمد في مواجهة كل المؤامرات على ثورة فبراير؛ وهذا ما جعل الحزب هدفا رئيسيا تُصوب عليه كل السهام وتوجه له كل الضربات وحملات التشويه، والغرض هو إزاحته من الطريق للاستفراد بعد ذلك بتيار الثورة الأفقي والتمكن من تصفيته ” .

وتابع رداً فيما يبدو قاصدًا عبدالرحمن السويحلي : ” للأسف انطلت هذه الحيلة حتى على بعض المحسوبين على فبراير وصوبوا سهامهم تجاه الحزب، وهم بذلك يقدمون أكبر خدمة لأعداء الديمقراطية وأعداء الثورة، ولو تحقق  ما يريدون ـ لا سمح الله ـ فسينطبق على تيار الثورة مقولة “أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض”.

وختم في هذا الصدد معترفًا بسيطرتهم على رئاسة مجلس الدولة وهو الأمر الذي نفاه سابقًا زميله الإخواني خالد المشري ، إذ قال صوان : ” الحزب الآن موجود بأكبر كتلة في المجلس الأعلى للدولة، وعلى رئاسته، بعد أن كان للحزب الدور الأساسي في المحافظة على المسار السياسي وإنجاز اتفاق الصخيرات، وكان طرفا في المجلس الرئاسي، وحكومة الوفاق، ويقوم بالدور الأساسي في مؤازرة المجلس الرئاسي ودعمه سياسيا وعلى كل المستويات، وسط ظروف صعبة مر ويمر بها الآن، وقد تصدى الحزب لمشروع عسكرة الدولة في كل المحافل والجولات، وآخرها العدوان العسكري الصريح على العاصمة في 4  أبريل 2019، وكانت للحزب أدوار حاسمة في تماسك الحكومة والقوات التابعة لها ودعمها بكل الوسائل لصد العدوان ” .

Shares