العباني: القوات المسلحة لن تتراجع عن تطهير طرابلس من الإرهاب ومرتزقة أردوغان

ليبيا – إشترط عضو مجلس النواب محمد العباني تفكيك الميليشيات حتى تنتهي أزمة طرابلس،محددًا مدة زمنية مقدارها ثلاثة أشهر حتى يتمكن الجيش الوطني  من إنهاء مهمة التحرير.

العباني وفي حوار مع موقع “المرجع”للدراسات والأبحاث الإستراتجية حول الإسلام الحركي أمس الثلاثاء قال إن العاصمة طرابلس “المحتلة” أصبحت وكرًا للإرهاب والميليشيات التي تمارس القتل والتعذيب والخطف والتغييب القسري والابتزاز المالي، ومصادرة حرية الرأي والتعبير.

وأضاف:”القوات المسلحة الليبية التي تفرض طوقًا عسكريًّا لن تتراجع على تحرير وتطهير طرابلس من الإرهاب والشبيحة المدعومين من أردوغان لإتاحة الفرصة أمام الليبيين لإقامة دولتهم المدنية،وتحقيق الاستقرار وإعادة ضبط الأمن”.

س/ كيف ترى مستجدات المشهد فيما يخص طرابلس ومحاولات تحريرها؟

ج/ طرابلس عاصمة كل الليبيين، محتلة من قبل المرتزقة والشبيحة الذين استجلبتهم تركيا العثمانية زعيمة الإرهاب بمنطقة الشرق الأوسط، بعد أن استدرجت الإرهابي السراج وأوقعته بالتوقيع على اتفاقية أمنية لترسيم الحدود البحرية، وهو لا يملك صفة التوقيع على الاتفاقيات، باعتباره مغتصبًا للسلطة وبذلك أصبحت العاصمة المحتلة وكرًا للإرهاب والميليشيات التي تمارس القتل والتعذيب والخطف والتغييب القسري والابتزاز المالي، ومصادرة حرية الرأي والتعبير.

وأعتقد أن تمركز الإرهابيين والمرتزقة الأتراك داخل شوارع وأزقة العاصمة، وبين بيوت المدنيين يجعل مهمة تطهير الجيش للعاصمة أكثر صعوبة، لكنها ليست مستحيل، وبالتالي فإن القوات المسلحة الليبية التي تفرض طوقًا عسكريًّا لن تتراجع على تحرير وتطهير طرابلس من الإرهاب والشبيحة المدعومين من أردوغان، لإتاحة الفرصة أمام الليبيين لإقامة دولتهم المدنية، وتحقيق الاستقرار، وإعادة ضبط الأمن.

س/ إذًا تعتبر أن محاولات الحل السياسي غير مجدية سواء تلك التي تتم في جنيف أو برلين ومن قبلهم موسكو؟

ج/ الحل واضح ومحدد، وهو تفكيك الميليشيات ونزع سلاحها، فلا يمكن تنفيذ أي اتفاق سياسي واقتصادي في الواقع السياسي، والميليشيات تحوز السلاح وتفرض بالقوة طلباتها، وتبتز المدنيين، ولا يمكن تجاهل وجود المرتزقة، والأتراك زاد الأزمة.

س/ كم من الوقت تتوقع لتحرير العاصمة وتفكيك الميليشيات؟

ج/ ثلاثة أشهر شريطة، حصول الجيش الوطني على الدعم المناسب، ورفع حظر التسليح عنه، ووقف دعم الميليشيات بالسلاح والمرتزقة، ولجم التدخل التركي، ويجب التأكيد هنا أن حل الميليشيات ونزع سلاحها إن لم يتم طوعًا، فحلها كرهًا أمر لا مفر منه.

س/ وماذا عن جلسات جنيف، ماذا تتوقع أن تسفر؟

ج/مؤتمر جنيف هذه المرة سيقضي على ما تبقى من شرعية مجلس النواب، بعد أن قاسمها اتفاق الصخيرات بينه وبين بقايا المؤتمر الوطني العام منتهي الشرعية، وإعادته في ثوب مجلس الدولة، وكل ذلك حتى لا يسقط التيار الإسلامي.

س/ لا ترضى إذا عن أداء البعثة الأممية؟
ج/ بالطبع، هذه المرة تذهب البعثة الأممية برئاسة غسان سلامة إلى ما هو أكبر وأخطر من اقتسام الشرعية، وتمكين الإخوان من مفاصل الدولة، من خلال مؤتمر جنيف.

س/ في رأيك لماذا تستميت الميليشيات المسلحة بشكل عام وجماعة الإخوان على وجه الخصوص على طرابلس؟
ج/طرابلس العاصمة مركز المال والأعمال والإدارة، وتوجد بها الوزارات والسفارات والشركات، والمصارف، وخاصة البنك المركزي، والمؤسسة الوطنية للنفط، ومعظم الإدارات المهمة، ما يمكن الميليشيات من هذه المراكز والسطو عليها، وفرض الإتاوات، وابتزاز العاملين بها، ابتداءً من رئيس الوزراء ومحافظ مصرف ليبيا المركزي، ورئيس مؤسسة النفط، كل ذلك يجعل هذه الميليشيات تحصل على ما تريد من الأموال والقرارات الإدارية التي تخدم أغراضها، وتحقق وتحمي مصالحها، وتقوي عودها، وتطيل في عمرها.

س/ هل يحكم استرداد الجيش الوطني لطرابلس على تجربة قطر وتركيا في دعم إسلاميي ليبيا بالفشل؟
ج/ بالتأكيد.. والجيش قاب قوسين أو أدنى من اقتحام وسط طرابلس لتطهيرها من الإرهاب والميليشيات الإجرامية المرتبطة بالإخوان، وسيكون ذلك ضربة قاصمة لتركيا وقطر داعمتي الإرهاب والإخوان، وخسارتهما لطرابلس العاصمة تعتبر أكبر هزيمة وخسارة لهما.

س/ هل كان ضعف الجبهة الليبية الداخلية سببًا في إغراء الدوحة وأنقرة بالتدخل في البلاد؟
ج/ للأسف هذا صحيح؛ لأنهما يستفيدان من الصراع والهشاشة الأمنية في ظل عدم الاستقرار، وتمدد الإخوان وتمكنهم من مفاصل الدولة.

س/ هل تعتبر أن موقف القبائل الليبية من أطراف معركة طرابلس سيكون مؤثرًا على نتائجها؟
ج/ بالتأكيد، وسيكون هناك لقاء جامع يومي 19-20 فبراير، الأسبوع الحالي لدعم القيادة العامة للقوات المسلحة، والتأكيد على ضرورة حل الميليشيات، ونزع سلاحها، وطرد المرتزقة، وإلغاء الاتفاقيات المبرمة مع الرئيس التركي.

س/ هل تعتقد أن المجتمع الدولي فقد الثقة في حكومة الوفاق؟
ج/ المجتمع الدولي يعرف جيدًا أن حكومة الوفاق مرفوضة من قبل الشعب، وفرضت عنوة بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2259، ومع ذلك وقعت هذه الحكومة في أحضان التيار الإسلامي، والميليشيات الإجرامية المرتبطة به، ولم تتمكن من بسط سلطتها خارج مقرها بالعاصمة، وقد أدرك مؤخرًا المجتمع الدولي، والدول التي انخدعت فيها هذه الحقيقة؛ خاصة بعد تحالفها مع قوى الإرهاب.

س/ وماذا عن دور دول الجوار، هل تراها مؤثرة في الأزمة؟
ج/ تتباين مواقف دول الجوار، التي يتأثر أمنها القومي بالهشاشة الأمنية، وتغلغل المنظمات الإرهابية المختلفة؛ ما يجري في ليبيا، وباستثناء مصر التي تدعم الجيش الوطني الليبي في محاربة الإرهاب، فإن بقية تلك الدول لا تعير اهتمامًا كبيرًا لجهد الجيش في محاربة الإرهاب، بل إن بعضهم يجعل من أراضيه ومياهه وأجوائه داعمة للإرهاب، والمساعدة في تنقل الإرهابيين والمرتزقة والسلاح، بالرغم من أن ما تقوم به القوات المسلحة الليبية يأتي في إطار خدمة الأمن القومي لتلك الدول، نيابة عنها في محاربة الإرهاب، ما يستوجب دعم ومساندة الشعب الليبي في حربه الضروس ضد التطرف، وانتشاره في الشمال الأفريقي.

Shares