كيف بدأ المشاهدون يضعون بصمتهم على الأفلام والبرامج الشهيرة؟

الولايات المتحدة – يعكس إصدار فيلم “سونيك القنفذ” مدى قدرة المشاهدين على التأثير في ثقافة البوب في الوقت الراهن، فبفضل التقدم التكنولوجي وعصر الإنترنت، بدأت آراء الجماهير والنقاد تصل إلى المنتجين، وتلاشى الحاجز بين الجماهير والمبدعين، رغم ذلك، فإن طريقة تأثير المشاهدين في الأفلام والبرامج مثيرة للجدل.

من هذا المنطلق، وبعد إصدار المخرج جيف فاولر العرض الترويجي لفيلم “سونيك”، تفاعل الآلاف من الجماهير مع ذلك، مما حفزه على المضي قدما في تصوير العمل السينمائي.
وفي تقرير نشره موقع “أف بي ري” الروسي، تحدث فلاديسلاف سوبريتسكي عن كيفية تأثير المشاهدين في الأفلام والبرامج التلفزيونية الشهيرة.

قال الكاتب إنه لم يعد لسونيك الذي سيراه المشاهدون على الشاشات الكبيرة للسينما أسنان بشرية وعيون خرزية.

بالإضافة إلى ذلك، لن يرى المشاهدون صورة ظلية للفتى الصغير الملعون من طرف الساحرة الشريرة، بل سيجدونه بطلا حقيقيا ملؤه القوة، وكان ذلك طلب المشاهدين الذي استجاب له المخرج.

إن قدرة الجماهير على تشكيل وتغيير الفن ليست بالأمر الجديد، ففي عام 1988، اتسم رد فعل الجماهير على مقتل شارلوك هولمز بالغرابة، وكان ذلك سبب تعرض آرثر كونان دويل لموجة من الانتقادات، مما دفعه لإعادة إحياء البطل بعد مضي عشر سنوات على العرض الأخير.

وفي السياق ذاته، ظل المؤرخ جريج جينيت، مؤلف كتاب “الموتى المشاهير” يسير وفقا لآراء الجماهير حتى أوائل القرن الثامن عشر.

أما في عشرينيات القرن الماضي، فقد أرسل المشاهير آلاف الرسائل إلى إستوديوهات الأفلام مطالبين الممثلين المفضلين لديهم بلعب أدوار أفضل.

تغيير دور السيناما:

شهد عالم السينما على مدى العقد الماضي تغييرا كبيرا، وبعد صدور سلسلة “صراع العروش” وأفلام مارفل، ظهر مصطلح “غيك” أي الشخص المتحمس المهووس بهواية معينة أو الساعي الفكري أو المعجب.

وبفضل التقدم التكنولوجي وعصر الإنترنت، بدأت آراء الجماهير والنقاد تصل إلى المنتجين، وتلاشى الحاجز بين الجماهير والمبدعين، ورغم ذلك، فإن الطريقة التي تغير بها جوهر مجتمع المعجبين مثيرة للجدل إلى حد كبير.

في هذا الصدد، في عام 1992، نشر العالم هنري جنكينز كتاب “الحواجز النصية” قال فيه إنه “في الآونة الأخيرة زاد حجم مجتمع المعجبين مما سمح بالتفاعل المستمر مع المنتجين وجعل صناعة الترفيه أكثر وعيا برأي الطرف الثاني”.

في الواقع، بفضل ردود الفعل تغيرت العديد من الأمور حقا، فعلى سبيل المثال في عام 1968، نظم محبو “ستار تريك”، وهو أهم ظواهر الخيال العلمي في التلفاز الأميركي، حملة ضخمة وناجحة، وكتبوا آلاف الرسائل عبروا من خلالها عن رغبتهم في عدم إيقاف العرض.

 

وكالات

Shares