لعدم تمثيله كل الليبيين .. المقهور تعلن تعليق مشاركتها في حوار جنيف

ليبيا – علّقت أ.عزة المقهور المحامية وخبيرة القانون والقانون الدستوري مشاركتها في حوار جنيف الذي ترعاه البعثة الاممية برئاسة غسان سلامة بين مجموعة من الشخصيات من مؤسسات رسمية ومستقلين .

وقالت المقهور في رسالة وجهتها إلى غسان سلامة أن انسحابها يأتي لعدم وجود توازن بين الحضور اضافة لانسحاب البعض مطالبة بمشاركة ليبية كافية وفعلية وحقيقية في مسار الحوار السياسي.

وفي مايلي نص الرسالة :

السيد الفاضل/ الدكتور غسان سلامة
ممثل الأمين العام للأمم المتحدة.
رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

بعد التحية والسلام

سررت بلقائكم يوم 25 فبراير 2020 بمقر بعثة الأمم المتحدة في جنيف، وبلقاء نائبتكم السيدة ستيفاني وليامز ، وعدد من اعضاء البعثة الذين قدموا العون والدعم استعدادا للمسار السياسي الليبي الذي حدد لانعقاده في جنيف يوم 26 فبراير 2020.

وبمجرد وصولنا، تبين لنا ان المؤسسات السياسية وعدد من الأشخاص المدعوين قد قرروا المقاطعة أو المغادرة، وأن لكل اسبابه المعلنة والتي علمنا بها في ذلك اليوم.

وفي ذات اليوم مساءا، انعقد اجتماع بناء على طلبكم بمقر الأمم المتحدة، حيث تبين لي أن التمثيل الحاضر في الاجتماع غير كاف ولا متوازن ولا يعكس بلادنا على قلة سكانها ورحابة جغرافيتها.

وحيث انه استنادا إلى مقررات برلين وملحقيها المعتمدة من مجلس الأمن الدولي بموجب القرار رقم 2510/ 2020، التي اشترطت للمسار السياسي ما يلي:

1. الملكية الليبية للمسار السياسي.

2. التمثيل الليبي الكافي و الفعلي والحقيقي له.

ولتحقيق الشرط الأول الذي تردد وتأكد في قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن ليبيا، فإنه من اللازم أن يتحقق الشرط الثاني وأن يحظى المسار السياسي لإنجاحه بتمثيل كاف وفعلي وحقيقي لكل الليبيين.

إن الظروف الحالية القاسية التي تمر بها ليبيا تستدعي الحذر في انطلاق مسار سياسي دون توافر متطلباته وشروطه.
وقد لمست فيكم حرصا على انجاح هذا المسار الوعر، وجهودا لكفالة هذا التمثيل من خلال ما سبقه من مفاوضات مع أطراف رئيسية قاطعت المسار أو غابت عنه، في ظل انقسام مؤسساتي حاد.

إن خشيتي وتوجسي الذي لدي ما يبررهما، أن يبدأ هذا المسار السياسي الهام، الذي هو حلقة الوصل ونقطة الحل للمسارات الثلاث، دون تمثيل كاف وحقيقي وفعلي لكل الليبيين، مما سيزيد من حدة الصراع المسلح الدائر وتفاقمه، وقد يؤثر سلبا على المسارين العسكري/ الأمني، والاقتصادي. وهما مساران أكدتم لنا انهما يحرزان تقدما مع الفارق بطبيعة الحال.

وتفاديا لهذه العراقيل فإنني اقترح عليكم اشراك العقول الليبية من مثقفين ومهنيين وخبراء في هذا المسار السياسي مقابل الساسة الليبيين. إن معايير التمثيل يجب ان تسمح بالتفوق عدديا على أعضاء المؤسسات السياسية القائمة الذين يبدو أن لدى بعضهم تداخل بين مصالحهم الشخصية ومصالح الوطن، بل هي في الحالة الليبية تستدعي الخروج من هذه الدائرة الضيقة التي أحكمت أقفالها على الليبيين إلى رحابة مثقفي ليبيا ومفكريها ومهنييها من معلمين واطباء ومهندسين ومحامين و صحفيين ومحاسبين واساتذة الجامعات، وأصحاب المهن الحرة والأعمال وغيرهم من الفئات التي تعاني أتون الصراع في ليبيا.

لذا، وحرصا منا على أن يكون المسار السياسي داعما وليس معرقلا، مؤثرا وليس ضعيفا، قويا وليس خجولا، متنوعا وليس فئويا، فإنني مضطرة لتعليق مشاركتي لحين ضمان تمثيل ليبي كاف وفعلي وحقيقي في مسار الحوار السياسي.

اشكركم على ما لمسناه لديكم من صبر ورحابة صدر و ما تبذلونه من جهد، واتمنى لكم التوفيق.

وتقبلوا فائق الاحترام والتقدير
عزة كامل المقهور
محامية
26 فبراير 2020

Shares