ليبيا – في الثامن عشر من فبراير الماضي وكعادته أرغى الرئيس التركي رجب أردوغان وأزبد عن ليبيا والمنطقة وإرثهم العثماني فيها وكان حديثه في تلك المرة متعلقًا بالإرث البشري وتحديدًا مصراتة .
وقال أردوغان يومها : ” لايمكن أن تبقى تركيا محصورة داخل مساحة حدود 780 ألف كيلومتر مربع لأنها أكبر ، فقد تكون مصراتة و حلب وشبه جزيرة القرم خارج حدودنا الفعلية لكنهم داخل حدودنا العاطفية والقلبية والجسدية وسنتصدى لمن يحاول تحديد تاريخ بلادنا بـ 90 عام فقط ” .
فيديو | أردوغان : لايمكن أن تبقى #تركيا محصورة داخل حدود 780 ألف كيلومتر مربع لأنها أكبر ، فقد تكون #مصراتة و #حلب و #حمص و #الحسكة خارج حدودنا الفعلية لكنهم داخل حدودنا العاطفيةوالقلبية والجسدية وسنتصدى لمن يحاول تحديد تاريخنا بـ 90 عام فقط. #ليبيا #المرصد ترجمة @TurkeyAffairs pic.twitter.com/LHIFt4vRiY
— صحيفة المرصد الليبية (@ObservatoryLY) February 18, 2020
وكان أردوغان يشير بحديثه هذا عن السنوات الـ90 لعمر الجمهورية التركية الأتاتوركية الحالية بعد سقوط السلطنة العثمانية المنهارة التي توسعت خلال القرون ماقبل القرن العشرين شرقًا وغربًا وشمالاً وجنوبًا قبل أن تنهار بسبب فسادها وعنجهيتها وبطشها ولصوصيتها وتسلم مستعماراتها السابقة للمستعمرين الأوروبيين الجدد .
مرت تصريحات وشطحات أردوغان هذه مرور الكرام ولم يمضي عليها يومين حتى طار رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج من طرابلس إلى إسطنبول واجتمع به يوم 20 فبراير فيما لم ترد أي إشارات من الرئاسي وحكومته وشخوصه تعبر عن الرفض لهذه التصريحات المتكررة وما تثيره من نعرات هي آخر ما ينقص المجتمع الليبي من مشاكل تتجاوز القبلية إلى العرقية .
ولكن يبدو أن للرئيس الروسي فلادمير بوتن رأي آخر حول شطحات أردوغان عن إرث العثمانية المنهارة وامتدادها بقياها البشري في ظل التوتر الكبير يوم تحدث عن مصراتة وحلب وشبه جزيرة القرم ، وهذا الأخير هو الإقليم الذي انتزعته روسيا بالحديد والنار من أوكرانيا مطلع عام 2014 عقب استفتاء شعبي اختار الإنضمام لروسيا تلته حرب ضروس بين البلدين انتهت بتحقيق موسكو لسيادتها على شبه الجزيرة.
اليوم وفي لقاء حول وضع إدلب بين بوتن وأردوغان أصرت روسيا أن يكون في موسكو وليس في إسطنبول لاحظت المرصد الليبية كيف ظهر فجأة في الصور فوق رؤوس الوفد التركي برئاسة مولود أوغلو وزير الخارجية ومن أمامه أردوغان تمثال للملكة كاثرين الثانية إمبراطورة روسيا التي ألحقت بأجدادهم العثمانيين شر الهزيمة تلو الهزيمة في شبه جزيرة القرم خلال القرن السابع عشر ميلادي .
ففي الحدود الجنوبية لِلإمبراطورية الروسية السابقة، تمكنت كاثرين الثانية من سحق خانية القرم الموالية للدولة العثمانية بعد أن حاربت الجيوش الروسية الجيوش العثمانية ردحًا طويلًا من الزمن في سلسلة من الحروب والمعارك اشتهرت باسم الحروب الروسية العثمانية وتمكنت الإمبراطورة الروسية في نهايتها من هزيمة السلطنة العثمانية المنهارة شر هزيمة أراد فلادمير اليوم تذكير جاره ” ذو الشعارات. والصوت العالي ” بها لكي يعرف حدوده .
بالعودة للتاريخ الذي يحب أردوغان الحديث عنه ، لقد شجعت كاثرين الحركات الثورية في البلقان ضد العثمانيين ودعمت بعض الولاة العثمانيين المتمردين في المشرق مثل علي بك الكبير والي مصر وظاهر العمر والي صيدا في لبنان، حتى حصلت على مرادها من السلطنة المنهارة التي تنازلت لها عن جميع المناطق الشاسعة شمال البحر الأسود وكذلك بحر آزوف الذي سمي بهذه التسمية على إسم زعيم قبلي تركي قتله الروس في حرب بالمنطقة .
وفي هذا الصدد تجدر الإشارة إلى استبدال الكريملن اليوم حيث يستقبل بوتن ضيوفه روسيا لتمثال أحد القياصرة الروس بتمثال الملكة كاثرين .
كما تجدر الإشارة لـ ” الثأريات المهينة ” المتعمدة من قبل بوتن لأردوغان كل ماحاول الأخير التطاول ومحاولة إحياء النعرات والحروب القديمة في الأراضي الروسية كما يفعل في ليبيا دون أن يحرك من يتحالفون كالسراج ومن معه معه ساكنًا ، على الأقل درءً لما قد تسببه هذه النعرات الجديدة القديمة من تفرقة وتشرذم على مجتمع ليبي لم يعد يحتمل المزيد .
صور | وكالة الأنباء السورية تنشر صور لطائرة تركية مسيرة أسقطها الجيش السوري قرب #إدلب من طراز " بيرقدار تي بي 2 “ مطابقة لشقيقاتها اللواتي أسقطهن الجيش الليبي جنوب #طرابلس ليبلغ إجمالي المحطم منهن بين #سوريا و #ليبيا أكثر من 10 طائرات منذ مطلع السنة . #المرصد pic.twitter.com/lgfOrLhDOh
— صحيفة المرصد الليبية (@ObservatoryLY) March 4, 2020
إنتهى اللقاء الذي استجدى أردوغان عقده مع بوتن منذ شهر وأجله الكريملن مرارًا وتكرارًا بحجج مختلفة واشترط انعقاده في موسكو باتفاق على وقف لإطلاق النار عقب الخسائر المادية الفادحة و البشرية المتتالية لتركيا في إدلب بما يفوق الـ50 قتيل .
كلمة " أنجين أوزكوس " النائب عن حزب الشعب التركي المعارض والفيديو الذي عرضه اليوم عن #أردوغان في مؤتمر صحفي ليندلع بعده شجار عنيف بين نواب المعارضة والحزب الحاكم تحت قبة البرلمان في جلسة مخصصة لمناقشة مقتل عشرات الجنود الأتراك في #سوريا. #ليبيا #المرصد #تركيا ترجمة : شؤون تركية pic.twitter.com/NdBDTvmdwl
— صحيفة المرصد الليبية (@ObservatoryLY) March 4, 2020
كل ذلك يأتي في ظل معارضة داخلية شرسة مع رفض البنتاغون على لسان وزير الدفاع الأمريكي ” مارك إسبر ” تقديم أي دعم دفاع أو دعم جوي لتركيا في تلك المعركة التي مرغت أنف مسيرات صهر أردوغان في التراب واضطرتها لاستخدام مقاتلاتها من داخل الحدود التركية لإصابة الإهداف السورية فيما عجزت عن إستهداف أي هدف روسي داخل سوريا .
المرصد – خاص