الشح: رغم الإنشغال ومستوى التركيز على المسألة السورية أردوغان لم يغفل عن الوضع في ليبيا

ليبيا – استبعد المستشار السياسي السابق بمجلس الدولة أشرف الشح توصل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والرئيس الروسي إلى إتفاق فيما يتعلق بليبيا، معتبراً أن تصريحات أردوغان الأخيرة دحضت النظرية المتعلقة بأن المفاوضات التركية الروسية هي مقايضة حسب زعمه.

الشح إعتبر خلال تغطية خاصة أذيعت على قناة “ليبيا الأحرار” أمس السبت وتابعته صحيفة المرصد أنه رغم الإنشغال ومستوى التركيز على المسألة السورية والقضية في ادلب لم يغفل أردوغان أو لم يقايض بل وضع الحرب والتدخل في ليبيا بنفس المستوى وطرحها عقب عودته من روسيا خلال لقائه الصحفي.

وإعتقد أن الاتفاق الروسي التركي قيد الاختبار واتفاق لا يمكن التأكد من جديته إلا بالتجربة و مراقبة عملية تنفيذه خاصة أن الأتراك و الروس لم ينجحوا بالتوصل لإتفاقات في المسألة السورية مما يعني صعوبة تمكنهم من الإتفاق على إنهاء الحرب في ليبيا وتحييد بعض الدول الأقل أهمية مقارنة في دعم من وصفه بـ”المتمرد حفتر” (القائد العام للقوات المسلحة المشير حفتر).

وأردف :”مسألة تصريح اردوغان فيما يتعلق بالمشكلة الليبية والفاغنر هو تصريح للضغط السياسي، الكل يعلم أنه بالنسبة للمعركة في ليبيا هناك قدرة على تقديم التنازلات إلا بعد التأكد من عدم إمكانية الوصول للأهداف، الاستثمار الكبير الذي استثمرته الدول الداعمة لحفتر لم تتنازل عنه بصفقات سياسية آنية ولن يكون هناك حديث عن حلول سياسية حتى باتفاقات روسية تركية إلا بعد التأكد من مجريات المعركة على الأرض”.

كما أكد على أن الأيام القادمة ستوضح بعض الأمور وستترجم لمعادلات سياسية جديدة قد تقلب الموازين، مؤكداً على أن ما يصرح به أردوغان وبوتين هو مجرد ضغط سياسي.

وبيّن أن الفراغ الذي تركة المبعوث الأممي غسان سلامة بعد إستقالته سيهيئ الظروف لإكمال المعركة بالشكل الذي يؤدي لإعادة امتلاك المسار السياسي من قبل الليبيين، مضيفاً :”لو كان هناك بعد نظر لحكومة الوفاق ورئيسها لإستغل المرحلة بالتوازي مع المسار العسكري الذي سينهي أحلام واستثمارات كل المعتدين لجعل ليبيا بيت الطاعة العسكرية”.

وشدد على أن الدعم والاتفاق الأمني والاقتصادي الليبي التركي الموقع في نوفمبر تمت ترجمته بشكل سريع لتغيير المعادلة الجيوسياسية في المنطقة وطريقة تعاطي الدول مع الأزمة فهناك تعاون بشكل كامل وغير خفي ساعد بتحقيق العديد من النتائج خلال هذه المرحلة.

الشح قال إن الاستعدادات قائمة على قدم وساق للتخلص مما وصفه بـ”التهديد الذي تتعرض له طرابلس ” (تقدم القوات المسلحة إلى العاصمة) ، معتبراً أن الدور التركي داعم من الخلف وليس الرئيسي من الناحية الأساسية على الأقل لأن الطرف الذي يمثل ليبيا أي حكومة الوفاق يجب أن تتصدر هذه المسألة.

وذكر أن الجمهورية التركية لن يتغير موقفها مهما كانت الخيارات السياسية لحكومة الوفاق التي لم تستطيع أن تحقق فيها أي إختراق إلا بعد خلق معادلة عسكرية جديدة وبعد انسحاب المبعوث الأممي وما أحدثه من مساحات جديدة، مبيناً أنه يجب العمل على المسألة العسكرية وإتمامها على الأرض ومن ثم ترجمتها لتحركات سياسية عن طريق تحرك حكومة الوفاق بإيجاد معطيات مختلفة عن المرة الماضية.

وإستطرد حديثه:” التحالف الليبي التركي ليس تعاطفي فقبل توقيع الاتفاق البحري كان موقف مبدئي أما بعد التوقيع أصبح إستراتيجي ومصالح، لا أعتقد أن الولايات المتحدة سيكون لها دور مختلف عن الدور الذي لعبته الفترة الماضية، حالة الفراغ في عدم وجود مبعوث ستترك مساحة من الوقت لكي يراقب الجميع إن كانت ستختلف المسألة على الأرض أم ستبقى بمرحلة جمود إلا أن ترتب الأوراق الدولية”.

ختاماً أعرب عن تمنياته بحدوث التصعيد العسكري والصدام على مستوى أكبر لتتحول المسألة لنتائج حاسمة تخفف على المواطنين ما يعانون منه بشكل نهائي.

 

Shares