المسماري: 25 مليار دولار هُربت من ليبيا إلى تركيا.. وأردوغان يريد تحويل بلادنا إلى قاعدة للإرهاب

ليبيا – أكد الناطق باسم الجيش الوطني اللواء أحمد المسماري أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاوز حدوده وكل المعايير الدولية في التعامل مع ليبيا حيث يريد تحويل هذا البلد إلى قاعدة للإرهاب من أجل استهداف دول الجوار.

المسماري وفي حوار مع صحيفة “البيان” اليوم الاثنين كشف عن تهريب ما يقارب 25 مليار دولار من ليبيا إلى تركيا بينها 2 مليار خلال الشهريين الماضيين،مشدداً أنه لا تهاون مع الإرهابيين ولا هدنة مع محتل أجنبي.

كما أوضح أن أهم ما تحقق في معركة طرابلس هو نزع الأقنعة عن تركيا وقطر وكشف طائراتهم المسيّرة وأسلحتهم ومدرعاتهم،مشيراً إلى أن قطر وراء الاغتيالات السياسية في ليبيا ومخابرات تركيا وراء اختطاف 650 ليبياً حيث تحدث عن رصد الجيش الليبي اتصالات هاتفية بين عناصر في تنظيم القاعدة الإرهابي وقطر وتركيا.

وقال الناطق باسم الجيش إن هناك دولة أخرى رفض أن يسميها تسعى إلى الحرب بالإنابة بينما أشار إلى أن الأوروبين استشعروا خطر مرتزقة أردوغان بعد وصول عدد منهم إلى أوروبا وأنهم سيتحركون قريباً لمنع وصول إرهابيين إلى ليبيا وتهريب الأسلحة،

وإلى نص الحوار:-

س/ كيف تواجهون التدخلات الأجنبية في ليبيا، وهل سلاح المواجهة كفيل بدحر الخطر؟

ج/ الجيش الليبي لا يحارب أشخاصاً، بل يحارب إرهاب دول تسعى إلى تفتيت البلد، لضرب المنطقة العربية، تركيا لها عدة أغراض لتدخلها في ليبيا، أردوغان يريد تحويل مدننا، خاصة مصراتة، إلى مستعمرة تركية، ونحن نعرف أن أهالي مصراتة وطرابلس لن يرضوا بذلك أبداً، ونحن في القيادة العامة، لن نرضى أبداً بوجود جندي أجنبي واحد على الأراضي الليبية. وقطر من أولى الدول الراعية للإرهاب في ليبيا، ونقلت إليها الإرهابيين، وكانت راعياً رسمياً لكل العمليات الإرهابية في ليبيا.

أطماع قطر وتركيا، برزت منذ مدة في ليبيا، فالمنطقة حيوية في صناعة الغاز والنفط، ولديها من المقومات أن تكون ضمن الاقتصاد العالمي، قطر قررت دعم الإخوان للوصول إلى الثروات، وتركيا لجأت إلى دعم الإرهابيين، وهناك دولة أخرى تسعى إلى الخراب بالإنابة.

ففي 2004، ظهرت قطر دولة مؤثرة في السياسة الليبية، من خلال زجها بعناصر المخابرات وعملاء في بنغازي، وهناك وثائق تؤكد أن قطر مسؤولة عن اغتيال عدد من السياسيين والعسكريين في ليبيا، وكذلك رجال الأعمال، فقد ثبت أن مجموعة «الفهد الأسود»، مجموعة قطرية، تعمل في الخفاء، لتصفية الشخصيات التي من الممكن أن يكون لها دور بارز في المستقبل، أما تركيا، فقد بدأت مخططاتها في ليبيا بداية من سنة 2011، بدعم الإخوان وتنظيمي القاعدة وداعش بالعتاد والأسلحة.

س/ هل هناك عملية تبادل للأدوار بين تركيا وقطر في ليبيا؟

ج/ تركيا تسعى إلى توسيع مجالات نفوذها على الأراضي الليبية، لا سيما في الجانب الغربي منها، بالتعاون مع جماعة الإخوان، وعناصر الجماعة الليبية المقاتلة، فآوت أمراء الحرب الفارين من المعارك، وعالجتهم في مشافيها، فيما تدفع قطر الأموال بسخاء للجماعات الإرهابية المقاتلة في ليبيا، كما أنها قامت بتمويل المعدات العسكرية التي تم نقلها من تركيا إلى طرابلس. وقد تم رصد اتصالات هاتفية بين عناصر في تنظيم «القاعدة» الإرهابي، وقطر وتركيا.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تجاوز حدوده، وكل المعايير الدولية في التعامل مع ليبيا، حيث يريد تحويل هذا البلد، إلى قاعدة للإرهاب، من أجل استهداف دول الجوار، لدينا في ليبيا أدلة على نقل عناصر من تنظيم «داعش» الإرهابي، و«جبهة النصرة»، من سوريا، بواسطة المخابرات التركية، بالتعاون مع قطر، وهذا الموضوع خطير جداً، كما اكتشفنا أن 650 شاباً ليبياً مفقوداً، وقد تم اختطافهم من عناصر محسوبة على المخابرات التركية. لكننا مثلما أفشلنا مشروع تقسيم ليبيا، ومشروع تشكيل جيش مصر الحر لضرب مصر، فإننا سنفشل كل مساعي تحويل ليبيا إلى مرتع للإرهاب.

س/ إذن، هل نرتقب حسم معركة طرابلس قريباً؟

ج/ المعركة في طرابلس وصلت لنهاياتها لكننا فضلنا التريث لترسيم الهدنةـ لكن التصعيد متواصل من الجانب التركي، جعلنا نعلق الهدنة والملام ليس الجيش الوطني الليبي، وانما ميليشيات طرابلس التي تدعمها تركيا حيث رحبت في الأول بالهدنة لكسب الوقت ومحاولة كسر نجاحات الجيش، لكن الحمد لله العمليات الميدانية تسير بشكل عام ممتاز، فلا تهاون مع الإرهابيين، ولا هدنة مع محتل، فقد كبدنا تركيا خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، والساعات المقبلة ستكون ساخنة جداً في جميع قطاعات العمليات في المنطقة العسكرية الغربية. بإمكان الجيش في أي وقت تحرير المنطقة من ميليشيات طرابلس، لكننا حرصنا على التأني لظروف إنسانية، فالمنطقة آهلة بالسكان، ولا يمكن تحرير المنطقة على أشلاء الليبيين العزل.

نحن في منطقة واسعة من مصراتة إلى زاوية، حيث يتم محاصرة الإرهابيين من كل المنافذ البرية، لكن للأسف، بإمكانهم الفرار عبر البحر، فالميليشيات لجأت إلى السجناء والمحكومين، بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها خلال الأيام الماضية، إلا أن الجيش الليبي يتابع ويرصد تحركات العصابات الإرهابية في غربي طرابلس. العصابات لم تحترم المساعي الدولية لتمديد الهدنة، ما يدل على أنها مجموعة من المتطرفين، الذين ليس لديهم أخلاق أو قِيم إنسانية.

س/ ما سبب إصرار تركيا على البقاء في ليبيا، رغم الخسائر الكبيرة؟

ج/ الوجود التركي في ليبيا، يستهدف ثروات البلاد، وجاء لتعويض رفض أوروبا دخول أنقرة الاتحاد الأوروبي، ليبيا تبعد 1900 كلم عن سواحل أوروبا، وهي غنية بالغاز والنفط والذهب واليورانيوم، فهي تريد أن تكون قوة ذات ثقل كبير في المنطقة، لتخاطب أوروبا من موقع قوة، لدينا أدلة على تفكيك تركيا مصانع ليبية، ونقلها إلى أنقرة، كما أن هناك مستندات تثبت تهريب 25 مليار دولار إلى تركيا، بعد فرض عقوبات أميركية على أنقرة، كما تم تحويل 2 مليار دولار مؤخراً من البنك المركزي، فكل الميليشيات لديهم أرصدة بمختلف العملات في بنوك تركيا، والآن، رموزهم تدير الحرب بليبيا، من غرفة العمليات بتركيا. أردوغان يريد استنزاف ثروات البلاد.

س/ وماذا عن الاتفاقية الأمنية بين السراج وأردوغان، هل نتوقع تجميدها قريباً؟

ج/ حكومة الوفاق لم تنل شرعية محلية، ولا يجوز لها عقد اتفاق، فايز السراج حاول توريط ليبيا في اتفاقية ترسيم الحدود البحرية، لأنه ليس لنا أي حدود بحرية مع تركيا على الإطلاق، ونحن كليبيين، لن نرضى أبداً أن نسبّب أي أذى لأي دولة أخرى، الاتفاق جزء من المؤامرة التركية، ينافي مبدأ حسن الجوار، ويأتي جزءاً من أطماع أنقرة، للتمدد نحو شمال أفريقيا وجنوب المتوسط، لكن ليبيا دولة ذات سيادة، وتمتلك القدرة في الدفاع عن نفسها في مواجهة أوهام الحالمين بإعادة استعمارها.

س/ وهل نرتقب تحركاً دولياً؟

ج/ العالم كله كشف أكاذيب وزيف تركيا، حيث استشعرت أوروبا خطر أنقرة، بعد هروب الإرهابيين الذين جلبتهم من إدلب إلى دول أوروبا، وأتوقع تحركاً دولياً لمحاصرة تركيا، وتجميد اتفاقياتها، بعد تزويدنا بأدلة دعم أنقرة، الميليشيات التابعة لحكومة السرّاج، بالأسلحة والمعدات العسكرية، والإنفاق على هذه الميليشيات ماديّاً.

Shares