المرعاش: تصريحات ماكرون بشأن القوات المسلحة رد مباشر على حديث باشاغا بشأن تغيير موقف فرنسا

ليبيا – قال المحلل السياسي كامل المرعاش إن زيارة القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر إلى فرنسا مهمة جداً خاصة عقب استقالة المبعوث الأممي غسان سلامة وتعثر جهود المفاوضات في جنيف واستمرار تركيا بانتهاك مخرجات برلين فيما يتعلق بإرسال الأسلحة والمرتزقة.

المرعاش نوّه خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج”نبض الوطن” الذي يذاع على قناة “ليبيا روحها الوطن” أمس الإثنين وتابعتها صحيفة المرصد إلى أن باريس محطة مهمة جداً بالأخص أن دور أوروبا أصبح يتراجع وأعطى هامش لمغامرات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.

وأكد على أن جميع هذه الموضوعات كانت محل نقاش في قصر الإليزيه بحضور وزيري الداخلية والخارجية ورئيس أركان الجيوش الفرنسية وأغلب القيادات التي كانت حاضرة لأن جزء كبير من الإجتماع تعلق بنقل المرتزقة من شمال سوريا لليبيا وتخوف فرنسا من إنتشار العناصر الإرهابية في أفريقيا.

وعلق على تصريحات وزير داخلية الوفاق فتحي باشاغا قائلاً:” من تابع المؤتمرات الصحفية لفتحي باشاغا يستنتج أنه ساذج وليس له أي حكمة سياسية فمنذ شهر ونصف كان يهاجم فرنسا ويقول أنها منحازة لحفتر وترسل السلاح ومن ثم وبعد أن تمت دعوته لباريس اصبح يتكلم بلهجة أخرى ويقول أنه تلقى عهود من فرنسا”.

وقال :” هذا الرجل لا يحكم إلا في جزء بسيط من طرابلس ووزارته لا يتحكم فيها كلامه يدعوا للسخرية والضحك والأفعال هي على الأرض، الاستقبال الكبير لقائد الجيش في قصر الإليزيه وحضور وزراء مهمين وكل الأجهزة الأمنية يدل على أن حديث ماكرون كان واقعي خاصة عندما قال إن الجيش له دور محوري في مستقبل ليبيا وبمحاربة الإرهاب والهجرة غير الشرعية مما يعني أنه رد مباشر على ادعاءات باشاغا بأن فرنسا غيرت موقفها”.

وشدد على أن فرنسا لم تغير موقفها بل تدعم الحل السلمي في ليبيا لكنها في نفس الوقت تعرف الحقائق على الأرض ومن سينهي الفوضى ويحقق الاستقرار في ليبيا، لافتاً إلى أنها تدرك جيداً أن باشاغا ما هو إلا نتائج مليشياوي يمكن أن يستفاد منه في إطار خطة سلام يكون محورها الجيش.

ولفت إلى أن فرنسا هي دولة من أهم الدول في الإتحاد الأوروبي الآن بالأخص بعد خروج بريطانيا من الإتحاد أصبحت فرنسا الوحيدة التي تملك حق النقض في مجلس الأمن الدولي و لها علاقات كبيرة في العالم الخارجي بالأخص في أفريقيا علاوة على المصالح الحيوية الكبيرة في أفريقيا بالتالي لا يمكن مقارنتها بأي دولة أخرى بإهتمامها بالملف الليبي الذي يعد ملف حيوي أمني سياسي إقتصادي غير البلدان الأخرى.

المرعاش قال إن السياسية الفرنسية تتعامل بواقعية مع الملف الليبي دون أوهام و إستراتيجيات متضاربة كالدول الأخرى التي تريد إرباك المشهد الليبي كما يفعل أردوغان، معتقداً أن هذه الزيارة ستكون مهمة في تشكيل رأي أوروبي قوي جداً يقف ضد المطامع التركية ويضع حد لمغامراتها في ليبيا.

وذكر أن الموقف الإيطالي أصبح قريب جداً من الموقف الفرنسي والألماني بالتالي هذه الدول الفاعلة في الإتحاد الأوروبي ستكون على نفس الخط التي تنتهجه باريس في فهمها للملف الليبي.

وأوضح أن الرئيس الفرنسي عبر عن دور القوات المسلحة ولم يستخدم كلمة دعم بل قال إن الجيش له دور محوري في محاربة الإرهاب و الهجرة، متوقعاً أن يكون هانك دعم سياسي وليس عسكري.

كما استطرد حديثه:”هناك اطراف كالسراج و باشاغا ومجموعة من قادة المليشيات يتحدثون بلغة الإقصاء هم يقولون لا دور لحفتر ويختصرون الجيش بشخصية قائده هذه رسالة واضحة للأطراف أن الدور السياسي و المحوري هو للجيش ليس لهذه المليشيات التي يمثلونها بالتالي فرنسا كانت حريصة دائماً على الإعتراف بدور الجيش المحوري بمستقبل ليبيا بالأخص في المسائل الأمنية و تأمين الحدود و الجريمة المنظمة ومساهمته في صيانة والمحافظة على المؤسسات السياسية ليكون الجيش الضامن للتحول الديمقراطي”.

Shares