بعد أول وفاة بعدوى محلية .. مكافحة الأمراض يواصل التكتم وإرباك المواطنين

ليبيا – تواصل إدارة المركز الوطني لمكافحة الأمراض في طرابلس تخبطها في سياستها الإعلامية مع المواطنين حول فيروس كورونا دونًا عن كل دول العالم وكان آخر هذه الفصول ما تسبب به المركز مساء الخميس عقب تسجيل أول حالة وفاة في ليبيا بسبب فيروس كورونا .

للمرة الثانية في أسبوع يتسبب المركز في الجدل عندما أعلن عن حالة وفاة لسيدة اتضحت اصابتها بالفيروس عقب وفاتها بعد عدم تشخيصها كذلك قبل الوفاة ومازاد الطين بلة هو عدم إعلان المركز لمكان تشخيص الإصابة مافتح باب التأويل في هذا الملف رغم أمه أمر عادي لكن إدارة المركز لازالت تتعامل معه وكأنه من أسرار المخابرات في مجتمع ومؤسسات لا تخفى فيها خافية .

صحيفة المرصد ومنذ بداية هذه الأزمة إلتزمت بنشر فقط مايصدر عن منظمة الصحة العالمية حول الفيروس وعن المركز الوطني لمكافحة الأمراض وكذلك عن الإحصاءات الرسمية للدول ، إلا أن سياسات المركز أضطر الصحيفة للبحث والتقصي ليتضح بأن الفقيدة قد حلت بمستشفى الخضراء بعد ظهور الأعراض عليها ومنه أُحيلت لمركز طرابلس الطبي لإجراء غسيل كلى دوري تقوم به ثلاثة مرات في الأسبوع وهناك فارقت الحياة في قسم الإنعاش قبل وصولها للغسيل .

وفي وقت يجب أن ينتهج المركز فيه الشفافية مع المواطنين والكوادر الطبية ، فتح الباب للشائعات والتكهنات وترك الباب مفتوحًا للجميع بدل أن يعلن عن الاجراءات المتخذة مع عائلة الفقيدة من عزل وفحص بل والأهم أن إدارة المركز لم تجب عن كيفية حصول هذه السيدة على العدوى لأنها لم تسافر منذ فترة طويلة ولم تخالط مسافرين ، أي أنها حالة عدوى محلية كما أنه لم يكشف عن أن الحالة قد زارت مستشفى الخضراء ومنه إلى مركز طرابلس وقبلها لمصحة ” نور الحياة ” بمنطقة حي الأندلس .

 

تخبط مستمر

في وقت متأخر من مساء الثلاثاء أعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض بوقت  عن حالتي إصابة جديدة بفيروس كورونا في ليبيا ليرتفع إجمالي الإصابات المؤكدة إلى 10 بعد تسجيل 8 إصابات سابقة .

وعلى غير عادته لم يعلن المركز هذه المرة مكان تسجيل هذه الإصابات بينما كان ينشر ذلك في حالات سابقة بل وينشر حتى أسماء مدن ومناطق حالات الإشتباه وأسماء المستشفيات والمصحات المحالين منها ، مما أثار هلع وفزع المواطنين  متهمينه بالتكتم والتسبب في عدم اتخاذهم الاحتياطات الاضافية .

المركز كان حتى يوم أمس يسمي اسماء مناطق الاشتباه ويخفي اليوم اماكن الاصابة

وتنتهج كل الدول مبدأ الشفافية مثل تونس التي لم تعلن عن أسماء مدن فحسب ، بل أعلنت عن أسماء أحياء داخل العاصمة حددتها كبؤر ودعت ساكني هذه الأحياء بشكل خاص لتوخي الحيطة والحذر وليس في هذا الأمر مايدعو للخجل والعار بل يعزز من الثقة والحماية وهذا هو المطلوب اليوم من مركز مكافحة الأمراض وليس مطلوب منه في المقابل تسمية المصابين او نشر هوياتهم وصورهم كما فعل مع حالة المصاب الأول  .

وفي ظل الإنقسامات الحالية والخلافات المناطقية المتجذرة ، تسبب الإعلان المبهم للمركز في وضع مصداقيته على المحك حيث قال البعض أنه رضخ لضغوط سياسية وتهديدات من جماعات مسلحة لعدم إعلان إسم المدينة ، فيما ذهب آخرون تحت وطأة الخشية من الوباء لدرجة نظرية المؤامرة والقول أن المركز يخفي اسم المنطقة التي سجلت بها الحالتين بهدف التضليل لكي ينتشر بها الفيروس أكثر وأكثر.

بينما ذهب فريق آخر للقول بأن الاصابات سجلت في صفوف مسؤولين بارزين أو قادة جماعات مسلحة الأمر الذي دفع المركز الوطني لاخفاء اسم المدينة او المنطقة ، فيما توقع آخرون أن الإصابات مسجلة في صفوف المرتزقة والإرهابيين السوريين الواصلين مؤخرًا إلى طرابلس وقد وضع المركز داخل موقعه خريطة توزع الاصابات وقد حدثها اليوم بـ ” اصابات غير معنونة “.

المركز الوطني يضع الحالتين الجديدتين كغير معنونة

جدل وتكهنات وفزع كان المركز الوطني لمكافحة الأمراض في غنى عنها لولا سياساته التعتيمية في بعض الأحيان وتخبطه الإعلامي في أحيان أخرى بل واستعانته بإعلاميين أحدهم كان في قناة ليبيا بانوراما التابعة لحزب العدالة والبناء ومعروف بمواقفه السياسية المتحيزة .

وآخر يدعى أمين الهاشمي كان مذيعًا في قناة التناصح وله مقطع شهير في حلقة قدمها عبر ذات القناة سنة 2015 ينكر فيها وجود داعش في سرت وزعم فيها بأن الارهابيين الذين قاموا بذبح الأقباط المصريين هم ممثلين بتقنيات سنمائية عالية .

20 الف تعليق غاضب من مركز مكافحة الامراض

في أقل من ساعة حصد المركز الوطني لمكافحة الأمراض أكثر من 20 ألف تعليق عبر صفحته الرسمية جلها طالبته بكشف مكان الحالتين وبسبب سياساته التعتيمية أو تخبطه او رضوخه أو خوفه ، تسبب المركز اليوم في دفع بعض المواطنين للقول أن الموضوع برمته كذب ولم تسجل أي إصابة على الإطلاق فيما قال البعض أنه يتستر على إسم المصحات التي سجلت بها الإصابات لدوافع سياسية ومالية غير مبالي باحتمال ان تكون هذه المصحات موبوءة ..

تعليقات كان على المركز الوطني  توقعها والأخذ في الحسبان حالة الإنقسام والخلافات السائدة بل وعدم ثقة المواطن في أي جهة من جهات الدولة بعد أن كان المركز يمثل للكثير منهم رمزًا للحياد ووحدة المؤسسات قبل أن يضع نفسه بنفسه على المحك ، أما اليوم فقد استنجد البعض أيضًا بمنظمة الصحة العالمية مطالبينها بالتدخل وتولي الملف لفرض الشفافية قسرًا على المركز حتى يأمن الناس على أنفسهم من أي تلاعب .

المرصد – خاص

Shares