بعد حملة ضدها.. وكالة الأنباء التركية تحذف مقالها عن ” أتراك مصراتة ومعركة طرابلس “

ليبيا – نشرت وكالة الأنباء التركية (الأناضول) اليوم الخميس مقالاً تحت إسم ” أتراك مصراتة درع حماية طرابلس” ليضل المقال لبضعة ساعات وقامت بعدها الوكالة بإزالته من منصاتها بعد موجة من السخرية والشتم للمعلقين الليبيين على منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

الوكالة التركية قالت في مقالها الذي إحتفضت المرصد بنسخة منه قبل حذفه بأنه مر عام على إعلان من وصفته بـ”اللواء الليبي المتقاعد ” (القائد العام للقوات المسلحة المشير حفتر)، هجومه على العاصمة طرابلس، دون إحرازه أي تقدم بفضل عملية بركان الغضب، التي أطلقتها حكومة الوفاق للدفاع عن العاصمة ومقاومة من وصفتهم بـ” أتراك مصراتة “.

تغريدة وكالة الأنباء التركية عن المقال في حسابها على تويتر قبل حذفه

وتابعت الوكالة في مقالها :” عندما بدأ حفتر الهجوم قبل عام، أمل في أن يسيطر على العاصمة الليبية في غضون 48 ساعة، لكنه واجه مقاومة قوية لم يأخذها في الاعتبار خاصة من كتائب مصراتة في جنوب طرابلس، منذ اللحظات الأولى للاعتداء الذي بدأه حفتر في 4 أبريل 2019″.

وأضافت :” اتحدت الوحدات العسكرية غير النظامية التي ظهرت بشكل خاص في المدن الغربية للبلاد بعد الإطاحة بنظام القذافي الذي حكم البلاد 42 عامًا، ضد حفتر تحت مظلة عملية بركان الغضب، وتمكنت القوات العسكرية المنضوية تحت عملية بركان الغضب، التي أعلنتها حكومة الوفاق الوطني المعترف بها رسميًا من قبل الأمم المتحدة، تطوير استراتيجية محكمة ضد هجمات مليشيات حفتر، وإظهار مقاومة قوية في مناطق مثل عين زارة، في جنوب طرابلس”.

وفي إشارة منها لمسلحي مصراتة قالت :” قام أتراك ليبيا (الكراغلة)، الذين يتركزون في مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس)، بإظهار مقاومة فعالة والسيطرة على مدينة غريان (100 كلم جنوب طرابلس)، التي تعتبر منفذًا لمليشيات حفتر باتجاه العاصمة، ومركز عملياتهم الرئيسي للسيطرة عليها”.

عنوان المقال يظهر على وكالة الأنباء التركية في البحث عبر قوقل ولكن محتواه قد تم حذفه

 

وإعتبرت الوكالة التركية أن هناك أسباب عديدة لنجاح حكومة الوفاق ، وفشل من وصفتهم بـ”مليشيات حفتر” (القوات المسلحة الليبية) في الوصول إلى هدفها العام الماضي، يبقى أبرزها نجاح الحكومة بالحصول على دعم الشعب الليبي والمجتمع الدولي حسب زعمها.

وقالت :” وتعتبر حقيقة أن حكومة الوفاق الوطني، حظيت بدعم الشعب الليبي والمجتمع الدولي لاسيما في المدن ذات الكثافة السكانية العالية حول طرابلس ميزتان مهمتان للغاية، حيث هناك خمس مدن رئيسية توفر ميزة الحماية الطبيعية لطرابلس. أهمها مصراتة ويسكنها ليبيون من أصل تركي، وهناك مدن أخرى هي غريان، والزاوية ، والزنتان ،وزوارة ، حيث تحظى حكومة الوفاق الوطني بدعم غالبية سكان هذه المدن”.

وبشأن الوضع العسكري أشارت الوكالة التركية إلى أنه منذ بداية عام 2020، قامت حكومة الوفاق ، أيضًا بحشد مزيد من المقاتلين والأسلحة الثقيلة. واليوم غرفة عمليات عملية بركان الغضب، تضم عشرات الآلاف من المقاتلين، وتمتلك مئات الدبابات والمدرعات، بالإضافة إلى الطائرات بدون طيار التركية الصنع دون أن تذكر الأطقم التركية التي تشغل هذه الطائرات.

وهذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها تركيا النعرات العرقية في ليبيا بعد أن عفى عنها الزمن ، فقد سبق لأردوغان وأن وضع مصراتة ضمن حديثه عن مدن في عدة دول يسكنها تركمان وقال أن تركيا لايمكن ان تبقى محصورة في حدودها الحالية ، لتأتي وكالة الأنباء التركية الآن وتسير على نهجه في هذا الظرف الذي يتفشى فيه وباء كورونا في الاراضي التركية ويفتك بالعشرات يوميًا .

وكشفت الوكالة عن توفير تركيا لأنظمة الدفاع الجوي في العاصمة طرابلس ومصراتة لتشكل رادعاً هاماً ضد الطائرات الحربية، حيث لم يعد بمقدور ما وصفتها بـ”الطائرات الحربية التابعة لحفتر” (السلاح الجوي بالقيادة العامة) الطيران بحرية وقصف المناطق التي تسيطر عليها حكومة الوفاق كما كان عليه الحال في الماضي.

كما أنهت الوكالة الجدل بشأن قصف بارجة تركية لمدينة العجيلات مطلع الأسبوع الماضي حيث أكدت الوكالة بأن بارجة تركية ترسوا قبالة سواحل طرابلس، للتدخل من البحر عند الضرورة، وذلك التزامًا باتفاقية التعاون الأمني والعسكري الموقعة بين السراج  وأردوغان  في 27 نوفمبر 2019.

وبشأن العمليات العسكرية الجارية في منطقة أبو قرين قالت الوكالة :” يتركز الليبيون من أصل تركي (الكراغلة) في مصراتة، التي تعتبر أهم درع حماية في شرق العاصمة طرابلس ، وأظهر الكراغلة في جبهة أبو قرين ، مقاومة باسلة ضد مليشيات حفتر، ساهمت في حماية العاصمة”.

وقالت بأن من وصفتهم بـ”أتراك ليبيا” (مسلحي مصراتة) يضطلعون بدور مهم في حكومة الوفاق ، ويعتبر وزير الداخلية فتحي باشاغا، أحد أهم ممثلي كن وصفتهم بـ”أتراك مصراتة” في الحكومة الليبية.

وأضافت :” ولعب باشاغا، المعروف بأنه أهم وأقوى شخصية بعد رئيس الوزراء فايز السراج، دورًا مهمًا وفعالًا في ضمان الأمن والاستقرار الداخليين في طرابلس والمدن الأخرى أثناء الهجمات التي شنتها مليشيات حفتر ضد العاصمة العام الماضي”.

وقدمت الوكالة في ختام مقالها لمحة عن ما وصفته بـ” استقرار الأتراك في ليبيا ” ، مبينةً بأن “أتراك ليبيا” الذين قدموا من الأناضول واستقروا في ليبيا على طول ساحل البحر المتوسط يعرفون في المصادر العربية باسم “تركمان ليبيا” و”قول أوغلو” التي إشتق منها كلمة كورغولي وجمعها كراغلة.

وزعمت بانه جاء في المصادر التاريخية أنه في السنوات التي تلت عام 1551، أي بعد انضمام ليبيا للدولة العثمانية، استقرت مجموعات من الجنود العثمانيين في ليبيا، واندمجوا مع السكان المحليين، مضيفةً بأنه من المعروف وجود حوالي 35 ألف ليبي من أصل تركي في ليبيا عام 1936، منهم 30 ألفا يعيشون على ساحل البحر المتوسط مثل طرابلس (خاصة منطقة سوق الجمعة) ومصراتة بحسب نص المقال المحذوف.

المرصد – متابعات

Shares