ليبيا – إعتبر القيادي الليبي في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين عصام عميش أن تحركات القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر جاءت بعد مرحلة خسر فيها المعركة العسكرية ووضوح رهانه على المشروع العسكري دون الرجوع لأي طرف آخر حسب زعمه.
عميش أشار خلال تصريح أذيع على قناة “التناصح” أمس الإثنين وتابعتها صحيفة المرصد إلى أنه بعد سيطرة مسلحي الوفاق على مدن الساحل الغربي وغريان واستبسال القوات المدافعة عن طرابلس والتقدمات الأخيرة بالساحة العسكرية، ضاع من حفتر ما وصفه بـ”المشروع العسكري” .
وأضاف ” المطبخ السياسي للدول الاقليمية الذي يدعم العملية البائسة لمجرم الحرب بدأ يفكر في خيارات أخرى يستطيع من خلالها إقحام المجرم في العملية السياسية أو بالمشهد في ليبيا في أي حال من الأحوال لأن النهايات التي بدأنا نصل لها سواء بالمجتمع الدولي أو في ليبيا أن حفتر لم ولن يكون جزء من أي مشروع تسوية سياسية بالبلاد لأنه رجل خاض المخاض السياسي ورفض أي تسوية ومشاركة لذلك جاءت فكرة مطالبة الشعب بأن يعطيه التفويض وجاءت مهزلة ومسرحية أن يعطى هو والقيادة العامة والجيش التفويض لأن يمهدوا للدولة المدنية”.
وإدعى إن ما وصفها بـ”الدول الداعمه لحفتر” وجدت نفسها أمام فشل ذريع وإنهيار كامل لما وصفه بـ”المشروع العسكري” أرادوا من خلاله التسلل للمشهد عن طريق إعلان ما يعطي شكل حلول سياسية والرغبة بالتفاوض باسم الشعب من أجل تحقيق ما يسمى رفع المعاناة وإعادة الحقوق ومسميات زائفة سياسية كان ينقضها المشروع العسكري.
وأضاف :” مما لا شك فيه أن حتمالية تكريس إنقسام البلاد بسبب ما أعلن لأن هناك فرض للواقع بقوة السلاح وهناك محاولة إستجلاب دعم سياسي بائس من ناس باعوا انفسهم رخيصة من أجل المشروع العسكري، قضية أن يتم السيطرة على المنطقة الشرقية ثم يتم الإعلان أحادياً عن مشروع عسكري يسيطر على الشرق الليبي هذا خطر كبير وأعتقد سيكون بداية لتكريس مثل هذا الحل، الطرف الدولي لا زال يرفض الإنقسام ويتكلم بضرورة إشراك الجميع في الحل السياسي لكن لا اعتقد أن هناك إرادة دولية قوية في ظل الضروف الراهنة تغير معادلات الواقع سواء العسكري أو غيره”.
عميش رأى أن الطرف الدولي استطاع فرض الخيار على “حفتر” رغبةً من الأخير في تحقيق أمجاد واهية وإنفاذ رغبات الذين يرغبون في التحكم بمقدرات ليبيا من ورائه من الدول الطامعة وهي محاولة بائسة قد تؤدي لإنقسام البلاد إذا لم يتسطيع أهالي المنطقة الشرقية الوقوف رافضين لما وصفه بـ” المشروع العسكري “.
وعلى الصعيد السياسي لفت إلى أن “حفتر ” (القائد العام للقوات المسلحة المشير حفتر) أثبت دون مجال للشك أنه لا يرغب في حل سياسي بل بفرض نفسه والتي تعتبر بحسب وجهة نظره ورقة قوية يستطيع من خلالها السراج وحكومة الوفاق التفاوض مع الشريك الدولي لوضع النقاط على الحروف مما سيدعمها بالنجاح العسكري.
وأكد على ضرورة إستمرار عملية “عاصفة السلام” (العملية العسكرية المستركة بين مسلحي الوفاق وتركيا) على الرغم من تلكك الرئاسي والأطراف السياسية لتنهي ما وصفه بـ”المشروع العسكري” لكن يجب التقدم نحو الجفرة و بنغازي والشرق الليبي ودعم كل مهجري بنغازي والاستعانة بكل من يريد الوقوف في وجه المشروع العسكري في المنطقة الشرقية وانهاء الإحتراب بترهونة و بني وليد وضمهم لحضن الوطن بحسب تعبيره.
ختاماً طالب حكومة الوفاق بضرورة أن تكون دائماً صاحبة مبادرة سواء على الصعيد الدولي أو إنهاء المعركة داخلياً والقدرة على التعاون مع الحليف الذي دعمها.