ليبيا – قال عضو مجلس الدولة الاستشاري عن مدينة مصراتة وعضو المؤتمر العام منذ عام 2012 أبوالقاسم قزيط إنه يجب البحث عن أسباب اندلاع الحرب من الأساس، موضحاً أن مبادرة رئيس مجلس النواب تعد أفضل بكثير من إعلان الهدنة لأنها تحمل مساراً سياسياً.
قزيط أعرب خلال حلقة مداخلة عبر برنامج “البلاد” الذي يذاع عبر قناة ” 218″ عن استغرابه بأن المبادرة جاءت ضمن خطاب جهوي وليس خطاباً يعم كل الشعب ولم يتحدث كرئيس لمجلس نواب كل الليبيين قائلاً :” إذا ذكر عقيلة أن الحرب على العاصمة غير مشروعة لكان بخطابه ارتقى من زعيم قبلي إلى زعيم وطني” حسب زعمه.
وإدعى فيما يتعلق بمسألة الثقة أنه ما من أحد ممن يتولون السلطة في المنطقة الغربية لديه ذرة ثقة في الجيش، مرجعًا السبب بالتفاهمات التي حصلت بين المشير حفتر ورئيس المجلس الرئاسي في أبوظبي مُذكراً أن بعدها بأسبوع “هاجم الجيش العاصمة” وبسبب ذلك فقد ثقة القيادات في غرب البلاد حسب تعبيره.
وبيّن أن الأمر كذلك في الثقة بالهدنة المعلنة الآن ، مؤكداً أنه لن يكون أي سلم في البلاد ولا توافق مع القيادات الحالية للمؤسسة العسكرية.
كما أشار إلى أن الوضع الحالي أسوأ بكثير من عام 1949، مُشيراً إلى أن ليبيا حينها لم تكن تمر بما وصفه بـ”الحرب الأهلية” تُستخدم فيها كل أنواع الأسلحة وراح ضحيتها الآلاف دون الاشارة إلى ألاف المرتزقة السوريين الذين جاؤوا من تركيا وتقاتلهم القوات المسلحة في أبو قرين وطرابلس.
ولفت إلى أنه من غير المقبول تشبيه المرحلة الحالية بنضال الأباء والأجداد في الأربعينيات لتوحيد ليبيا واستقلالها، مُشيراً في تقديره أنه إذا تم قبول عقيلة صالح رئيساً لليبيا ورئيس أركان الجيش عبدالرازق الناظوري قائداً عاماً لجيش وطني ولكن لن يتم القبول بتواجد خليفة حفتر في أي مشهد مقبل بسبب فقدان الثقة به.
وقال :” كل التنازلات مقبولة وممكنة ولكن شريطة أن لا يكون حفتر جزء منها لا في عملية عسكرية ولا سياسية مقبلة” ، زاعماً أن إعلان قبول القيادة العامة تفويضاً شعبياً يعد ترسيخاً لحكم دكتاتوري بحكومة عسكرية وسيكون الوضع أسوأ من حكم القذافي الذي فرض نفسه أيضاً لأكثر من 40 سنة ثم خرج عليه الليبيون ليس رفضاً لقبيلته لكن رفضاً لحكمه وبقت ليبيا حسب زعمه.
وأعاد قزيط بالاشارة الى ان مبادرة رئيس مجلس النواب في الظروف الحالية تعد متقدمة معتبراً ان التصريحات الواردة فيها غير مناسبة في الوقت الراهن الذي تعيشه ليبيا واصفا اياها مبادرة مدعومة من الجانب الروسي وبشكل واضح حسب رأيه وتحمل نقاطا جيدة ابرزها ان يكون الجيش تحت القيادة السياسية وان تكون الحكومة من كل مناطق ليبيا شرقاً وغرباً وجنوباً.
وفيما يتعلق بمسألة ترحيل ملف حل المليشيات من قبل الحكومات المتعاقبة قال إن لديه تحفظات على الحكومة في طرابلس وأن هنالك مليشيات وفساد ولم يقم السراج بدوره، واصفاً هذا التحفظ بالحقيقي مثل تحفظه على مجلس النواب والدولة ويرى أنها مشاكل تُعالج بعملية سياسية وليس من خلال الحرب.
وقال إن كافة الأجسام قد أخطأت واشتركت في ذات الخطأ، معتبراً أن الحرب الأخيرة التي تشهدها ليبيا يعد اهم حدثاً في تاريخ ليبيا خلال 100 عام متوقعا انه مايزال هنالك فرص للحل.
قزيط اعتبر انها ليست سهلة وليست قريبة ولن تأتي اكلها في اسابيع او اشهر، متوقعا ان القرار المنتظر من مجلس النواب وكل النخب السياسية هو مطالبة رجوع من وصفهم بـ”مهاجمي طرابلس” (القوات المسلحة العربية الليبية) الي القواعد التي انطلقو منها يعقبها حلول سياسية حسب تعبيره.