ليبيا – أكد المرصد السوري على مواصلته مواكبة ورصد ومتابعة عملية نقل المقاتلين التي تقوم بها تركيا من الأراضي السورية إلى داخل الأراضي الليبية فمع استمرار العملية على قدم وساق وتصاعد قضية “تجنيد الأطفال” من قبل الفصائل الموالية لأنقرة وإرسالهم للقتال في ليبيا، يعمد المرصد السوري بدوره إلى تسليط الضوء على الشق هذا من خلال معلومات حصل عليها من مصادر موثوقة.
مصادر المرصد السوري قالت وفقاً للموقع الرسمي التابع له إن الكثير من الأطفال ممن هم دون سن الـ 18 يذهبون من إدلب وريف حلب الشمالي إلى عفرين بحجة العمل هناك في بداية الأمر ومنهم من ذهب دون علم ذويه ليتم تجنيدهم بعفرين من قبل الفصائل الموالية لتركيا وإرسالهم للقتال إلى جانب حكومة الوفاق في معاركها ضد “قوات حفتر” على الأراضي الليبية.
ورصد تفاصيل حادثة جرت مع طفل لم يتجاوز الـ 15 من عمره حيث أقدم الطفل على ترك مخيم النازحين الذي يقطن فيه برفقة عائلته والذهاب إلى عفرين للعمل في مجال الزراعة وبقي على اتصال مع ذويه لنحو 20 يوماً بعد ذلك انقطع الاتصال به وتفاجئ ذوي الطفل بظهوره بأحد الأشرطة المصورة وهو يقاتل إلى جانب الفصائل السورية في ليبيا وعقب استفسار الأهل تبين أن الطفل جرى تجنيدهم في صفوف “السلطان مراد” إلا أن الأخير نكر ذلك في بداية الأمر أثناء توجه العائلة لمقر الفصيل بمدينة عفرين ولم ترد معلومات عن مصير الطفل حتى اللحظة.
وعقب عدة محاولات وتردد للعائلة إلى المقر قال عناصر الفصيل للعائلة بأن طفلهم قد قتل بمعارك ليبيا في محاولة منهم للتخلص من إلحاح العائلة بالسؤال عن طفلها حيث حتى هذه اللحظة لم يعرف مصير الطفل وعند سؤال العائلة عن جثة ابنها جاء الجواب سريعاً بأن “الجثة لدى قوات حفتر”.
وفي حادثة أخرى لكن هذه المرة تتعلق بشاب من ريف إدلب الشرقي أخبر ذويه بأنه ذاهب للعمل في عفرين لتتفاجىء عائلته بوجوده في ليبيا عقب ظهوره في شريط مصور لتعمد العائلة إلى الذهاب لعفرين والاستفسار عن الأمر حيث تبين أن الشاب تم تجنيده من قبل فرقة “السلطان مراد” وقد قتل بمعارك ليبيا ولم تتمكن العائلة من الحصول على جثة ابنها لأنها بقيت لدى “قوات حفتر” وفق زعم عناصر السلطان مراد عقب ذلك بأيام عادت العائلة إلى مقر الفصيل وطالبتهم بتعويض عن مقتل ابنهم إلا أن الفصيل امتنع عن ذلك.
كما أشار المرصد إلى أنه مع وصول دفعة جديدة من المقاتلين إلى الأراضي الليبية بلغ بذلك تعداد المجندين الذين وصلوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن نحو 8700 مرتزق بينهم مجموعة غير سورية في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 3550 مجند.
ونوّه إلى أنه من ضمن المجموع العام للمجندين يوجد نحو 150 طفل تتراوح أعمارهم بين الـ 16 – والـ 18 غالبيتهم من فرقة “السلطان مراد” جرى تجنيدهم للقتال في ليبيا عبر عملية إغراء مادي في استغلال كامل للوضع المعيشي الصعب وحالات الفقر.
في حين وثق المرصد السوري مقتل 8 من مرتزقة تركيا خلال الساعات والأيام القليلة الفائتة على محاور عدة في ليبيا لتبلغ حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا جراء العمليات العسكرية في ليبيا 287 مقاتل بينهم 16 طفل دون سن الـ 18 والقتلى من فصائل “لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه”.
ووفقاً لمصادر المرصد فإن القتلى قتلوا خلال الاشتباكات على محاور حي صلاح الدين جنوب طرابلس ومحور الرملة قرب مطار طرابلس ومحور مشروع الهضبة بالإضافة لمعارك مصراتة ومناطق أخرى في ليبيا.