كاتبة تركية: أردوغان يستعد لمواجهة مستنقع مترابط بين إدلب السورية وليبيا.. والجيش الليبي لن يهزم

ليبيا – قالت الكاتبة التركية المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط حميدة يغيت إن الرئيس رجب طيب أردوغان يستعد لمواجهة مستنقع مترابط في ليبيا ومدينة إدلب السورية،مشيرة إلى أن استخدام تركيا للمتطرفين والمرتزقة في سوريا ومحاولاتها لتصدير بعضهم للقتال في ليبيا من الممكن أن يأتي بنتائج عكسية قد تكلف تركيا ثمنا باهظًا.

يغيت وفي مقال لصحيفة “أرتي جرتشيك” وفقاً لصحيفة “الدستور”المصرية أمس الأربعاء أوضحت أن القتال قد اشتد الأسبوع الماضي في محافظة إدلب شمال غرب سوريا حيث دخل الجيش السوري والجماعات الجهادية في اشتباكات عنيفة جنوب الطريق السريع مما قد يجعل اتفاق الهدنة الذي أبرمته تركيا مع روسيا بشأن إدلب في مارس الماضي يقف على أرض هشة.

وأضافت إن إدلب آخر معقل للمتطرفين والفصائل الإرهابية في سوريا،كانت مشكلة كبيرة بالنسبة لتركيا منذ سنوات مع لجوء الملايين من النازحين السوريين بالقرب من الحدود التركية،لافتة أن جزء من المشكلة هو أن أردوغان حول الكثير من اهتمامه إلى عملياته العسكرية في ليبيا بما في ذلك محاولة تجنيد مرتزقة من سوريا للقتال مع حكومة الوفاق غير الشرعية وهو ما قد يجعل الأمر ينتهي بتركيا في مستنقع مترابط يسحبها إلى أسفل في كل من إدلب وليبيا.

وتابعت أن الجماعات الجهادية في سوريا مثل تحرير الشام المرتبط بتنظيم القاعدة وحزب تركستان الإسلامي تضع أنظارها الآن على الجيش التركي على الرغم من امتناعها في البداية عن مواجهته.

ولفتت يغيت أن تفاقم أزمة تركيا يرجع إلى دعمها للنزاعات بين الأطراف المختلفة،مشيرة أن أكثر المواجهات العنيفة وقعت في مدينة جرابلس السورية الخاضعة للسيطرة التركية وعندما بدأ وقف إطلاق النار يأخذ حيذ التنفيذ في إدلب استعد أردوغان لنقل مقامراته ومواجهاته العنيفة إلى ليبيا.

واستطردت الكاتبة: “كانت هناك دائمًا معارك من أجل الموارد بين الجماعات المدعومة من تركيا،وتركيا ليست على استعداد لوقفها ففي حين ظلت الاشتباكات في إدلب محدودة كان تركيز حزب العدالة والتنمية على ليبيا من بين أسباب اندلاعها في المقام الأول”.

وأضافت أن أردوغان عرض على المسلحين السوريين صفقات مربحة للقتال في الحرب الأهلية الليبية حيث تدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني غير المعتمدة ضد قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر،موضحة أن تركيا عرضت على بعض المقاتلين السوريين 2000 دولار شهريًا،وضمنت لهم المرور إلى أوروبا من ليبيا بعد ذلك بالأضافة إلى رواتب مدى الحياة لعائلات أي مقاتلين يُقتلون في ليبيا وستحصل هذه العائلات أيضًا على الجنسية التركية”.

ولفتت إلى أنه على الرغم من العروض الجذابة واجهت تركيا صعوبة في التجنيد حيث رأى المرتزقة السوريون أن أولئك الذين ذهبوا إلى ليبيا لم يتلقوا سوى راتب واحد مرة واحدة كما أن الوصول إلى بوابات أوروبا ظلت حلمًا لهم لم يتحقق حتى الوقت الحالي.

وتابعت الكاتبة التركية أنه علاوة على ذلك منعت كتائب سليمان شاه وسلطان مراد تحت قيادة الفيلق الثاني للجيش السوري الحر المقاتلين من التوجه إلى ليبيا بسبب ارتفاع معدلات الضحايا من المقاتلين الذين توجهوا إلى ليبيا.

وأكدت يغيت أنه لا توجد إمكانية لهزيمة الجيش الوطني أمام أردوغان ومن الواضح أنه لا توجد حتى أي نية للتطرق إلى ذلك الأمر،لافتة أن أردوغان يواجه مستنقع باهظ الثمن في كلا من سوريا وليبيا ولن يجني عليه بالنفع على الجبهتين.

Shares