بيت المال لـ الشرق الأوسط: الميليشيات هي من تدافع عن العاصمة منذ ثورة 17 فبراير.. ونجحنا في توصيل الغاز والغذاء إلى المنازل

ليبيا – قال عبد الرؤوف بيت المال عميد بلدية طرابلس المركز إن سبب وجود ما وصفها بـ”التشكيلات المسلحة” المنتشرة في العاصمة منذ اندلاع “ثورة 17 فبراير” يرجع إلى أنه لم تجد من يتعامل معها بشكل صحيح بحيث يتم ضمها كمجموعات لوزراتي الدفاع أو الداخلية حسب زعمه.

بيت المال إعتبر في تصريحات لصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية اليوم الإثنين أن الاتهامات الموجهة للميليشيات بارتكاب عمليات خطف وتضييق على المواطنين خروقات أغلبها فردية، مضيفاً:” ينبغي الانتباه إلى أن هذه التشكيلات هي من تدافع عن العاصمة الآن ولولا وجودهم لكانت طرابلس تحولت إلى لقمة سائغة لكل من هب ودب، لهم خروقات وأيضاً حسنات ووفقاً لمعلوماتي كل عناصر التشكيلات مستعدة للتعاون مع الدولة والحكومة الموحدة عندما تضع الحرب أوزرها “.

وأبدى تفهماً كبيراً لتزايد شكاوى سكان العاصمة في الأشهر الأخيرة وقال :” الناس عايشة في ظل الحرب منذ عام بالإضافة إلى أزمة انقطاع المياه والكهرباء بشكل متكرر، ولمدد طويلة التيار ينقطع بالعشرين ساعة في ظل درجات حرارة مرتفعة لم نعتدها في شهور الصيف الأولى”، لافتاً إلى أزمة إضافية تتمثل في نقص السيولة وتأخر دفع الرواتب لشهرين وثلاثة كل هذا يؤثر في نفسية المواطنين ويزيد من شكواهم.

وأضاف :” نحن لا نستطيع أن نقدم لهم شيئاً لقلة الإمكانات، فضلاً عن تعرضهم للقذائف والصواريخ بشكل يومي في الفترة الماضية”، واصفاً حجم الدمار الذي حل على طرابلس بأنه كبير جداً بسبب الصراعات المستمرة منذ عام 2011.

أما عن أزمة انقطاع المياه التي تشهدها طرابلس باستمرار قال بيت المال:” هذا الموضوع تكرر أكثر من ثماني مرات في الفترات الأخيرة وفي أغلب الأحيان يكون الانقطاع جراء اعتداء جماعات خارجة على القانون لأهداف مختلفة، فتلجأ إلى إغلاق صمامات المياه بالنهر الصناعي أو الاعتداء على حقول الكهرباء المغذية له وأحياناً يكون انقطاع المياه لتضرر الشبكات الكهربائية وفي الحالات التي يتم التعدي فيها على الشبكات يحول الأمر للنيابة العامة التي تصدر قراراتها بالقبض على المخالفين”.

وإستطرد حديثه:” نحاول أن يكون هناك حل من قبل وزارتي الدفاع والداخلية، ولكن إلى الآن لا توجد أي جهة مكلفة رسمياً بحماية هذه المرافق الحيوية، هناك أكثر من 350 ألف مواطن من مدن وأحياء العاصمة، حسب إحصائية أعدت في شهر مارس الماضي نزحوا عن ديارهم وهذا يعني ببساطة أن آلاف المنازل تعرضت للهدم بسبب الحرب وبالتبعية تهدمت أيضاً مرافق عامة ومطارات وموانئ وهذا الاعتداء تسبب في توقف خطط الصيانة لكثير من المرافق في ظل تساقط القذائف”.

ولفت بيت المال إلى أن بلديته تتعامل حالياً مع جائحة “كورونا” بعيداً عن الإنفاق الحكومي بحيث تعتمد بشكل تام على تبرعات صندوق دعم أهلي بالإضافة إلى تبرعات ودعم من منظمات محلية ودولية وذلك بعد رفضه في نهاية مارس الماضي ميزانية قدمتها حكومة الوفاق بقيمة مليون و300 ألف دينار لبلديته تضمنت بنوداً وأوجه إنفاق خارج مهام البلديات كاستيراد أجهزة تنفس صناعي وتشييد مقرات للعزل الصحي.

بيت المال رأى أن البلدية نجحت في تنفيذ تجربتي توصيل أسطوانات البوتاجاز والخبز والسلع الغذائية إلى المنازل وأيضاً الرواتب والمعاش الشهري لبعض الشرائح المجتمعية لتجنب الازدحام وانتشار عدوى فيروس كورونا.

Shares