النايض: إعلان القاهرة سيؤدى لفتح مسارات سياسية ونقاشات عسكرية ستفضى بليبيا للأمن والسلام

ليبيا – أشاد رئيس مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة عارف النايض بإعلان القاهرة  لحل الأزمة الليبية والذي أعلنه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بحضور كل من رئيس البرلمان المستشار صالح والقائد العام للجيش المشير حفتر ، واصفاً هذه المبادرة بـ”التاريخية” وانه بالإمكان تفعيل بنودها على أرض الواقع.

النايض أكد خلال إستضافته عبر قناة العربية التي تابعتها المرصد أنه يمكن وقف إطلاق النار قبل الموعد المحدد في المبادرة، مشيرا إلى أن ذلك سيؤدى لفتح مسارات سياسية واقتصادية ونقاشات عسكرية ستفضى بليبيا للأمن والامان والسلام.

وحول مدى التزام كافة الأطراف بوقف إطلاق النار فعليا على الأرض، أوضح النايض أن المبادرة لم تأتى من فراغ وإنما هي بلورة لأسابيع من العمل المضنى، متوجها بالشكر إلى الدبلوماسية المصرية على مجهوداتها والتواصل الدولي مع عدة أطراف وعدة عواصم حتى إعلان المبادرة.

وأشار رئيس مجمع ليبيا إلى أن المبادرة تحظى بدعم دولي قوى وكان هذا واضح بالحضور المميز بسفراء الدول المعنية بالملف الليبي.

ولفت النايض إلى أنه بمجرد الإعلان عن المبادرة حظت بدعم كبير وخاصة من العواصم الهامة كموسكو وواشنطن، مؤكدا أن هذا في غاية الأهمية لأن هذا التوافق الدولي هو الأساس الذى تبنى عليه النجاحات،.

ولفت إلى أن المبادرة لم تحاول تهميش مبادرات سابقة طرحتها عواصم عربية وأوروبية سواء في باليرمو أو أبو ظبي أو أو برلين، مشيرًا إلى أن إعلان القاهرة شامل وتضمن كافة النقاط الإيجابية في مبادرات سابقة.

وأوضح أن ميزة ما ينادى به الرئيس السيسى بإخراج المرتزقة والأجانب هو مطلب لكل ليبي، مضيفاً بأن الشعب يدعم هذه المبادرة.

ودعا النايض إلى ضرورة تحلى الجميع بالوضوح في التعاطي مع المبادرة، مؤكدا أهمية ألا تفسر انسحابات القوات المسلحة على أنها هزيمة أو غلبة للجانب الآخر لأن ذلك سيكون خطأ كبير في الحسابات.

وقال:” لا نريد أن نرى المزيد من الموتى من شباب ليبيا ويجب أن نصون الدم الليبي وأن نتواضع جميعا لله وللوطن وعلينا استغلال المبادرة التي تعد فرصة تاريخية للسلام والاستقرار.”

وأشار رئيس مجمع ليبيا للدراسات في ختام حديثه إلى أهمية استغلال المبادرة التي طرحت في القاهرة لتحقيق السلام وترسيخ حكم القانون ويكون فيها التفويض السياسي من قبل صندوق الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي أشارت لها هذه المبادرة.

 

تأييد عربي ودولي كبير

 

هذا وقد لقي “إعلان القاهرة” الذي أطلقه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتمهيد عودة الحياة الطبيعية إلى ليبيا اليوم السبت ترحيبًا عربيًا ودوليًا كبيرًا ، حيث دعمت عدة دول التخلي عن النزاع العسكري واللجوء إلى الحوار بين جميع الأطراف الليبية.

وفور صدور الإعلان في مؤتمر صحفي مشترك جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس البرلمان المستشار صالح والقائد العام للقوات المسلحة المشير حفتر، رحبت على الفور المملكة الأردنية على لسان وزير خارجيتها بالمبادرة ، معتبرة بأنها إنجاز مهم ومبادرة منسجمة مع المبادرات الدولية من الواجب دعمها.

كذلك رحبت المملكة العربية السعودية بإعلان القاهرة ودعوة الرئيس المصري لوقف إطلاق النار في ليبيا، مبينةً بأنها تدعم كل الجهود الدولية لوقف القتال والعودة للتفاوض وأنها تشدد على وحدة ليبيا وحمايتها من التدخلات الخارجية.

ومن جانبها أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن تأييدها للجهود المصرية التي وصفتها بـ” الخيّرة ” الداعية إلى وقف فوري لإطلاق النار في ليبيا، والعودة إلى المسار السياسي ، مثمنةً في هذا الإطار المساعي المخلصة التي تقودها الدبلوماسية المصرية بحسٍّ عربي مسؤول وجهود مثابرة ومقدرة.

كذلك أعلنت مملكة البحرين، دعمهما للمبادرة المصرية الداعية لحل الأزمة الليبية عبر جمع كافة الأطراف لبدء حوار جاد، مضيفةً على لسان خالد بن أحمد آل خليفة مستشار ملك البحرين للشؤون الدبلوماسية في تغريدة على “تويتر”، إن إعلان القاهرة خطوة مهمة تجمع جميع الأطراف في ليبيا للعمل على بدء حوار جاد تتظافر فيه الجهود الوطنية للتوصل إلى اتفاق تاريخي.

 

وأوروبيًا هنأ وزير الخارجية الفرنسي لودريان مصر على الجهود التي بذلتها في الملف الليبي، مشيدًا بالنتائج التي تحققت وتهدف إلى الوقف الفوري للقتال واستئناف المفاوضات في إطار اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5، وإبرام سريع لوقف إطلاق النار يضمن مغادرة المرتزقة الأجانب من ليبيا.

ومن جانبها رحبت الولايات المتحدة الأمريكية بالجهود المصرية لدعم العودة إلى المفاوضات السياسية التي تقودها الأمم المتحدة وإعلان وقف إطلاق النار ، داعيةً جميع الأطراف للمشاركة بحسن نية في وقف إطلاق النار والعودة للمفاوضات.

كذلك رحبت روسيا على لسان سفارتها في القاهرة بالمبادرة المصرية التي وصفتها بـ”الهامة” ، مشيدةً بكل الجهود الرامية إلى تسوية النزاع واستعادة السلام على كافة الأراضي الليبية.

ورحب البرلمان العربي على لسان رئيسه مشعل السلمي بإعلان القاهرة لحل الأزمة الليبية ، وحل الأزمة الليبية والحفاظ على وحدة واستقرار ليبيا، مؤكدًا على أن هذا الإعلان يضع خريطة طريق للحل السياسي في ليبيا، ويهدف إلى إنهاء الاقتتال بين أبناء الشعب الليبي، وإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من كافة الأراضي الليبية.

ومن جهتها رحبت الجامع العربية على لسان أمينها العام أحمد أبو الغيط بالمبادرة المصرية لإنهاء الأزمة الليبية ، مبدياً دعمه لإنهاء الصراع والعودة للمفاوضات السياسية.

ويضم “إعلان القاهرة” مقترحات بإعلان وقف إطلاق النار في عموم ليبيا اعتبارا من الاثنين، الثامن من يونيو، وتجديد الدعوة إلى استئناف مفاوضات السلام في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة بصيغة 5+5.

ويقضي الإعلان بإلزام كافة الجهات الأجنبية بـ”إخراج المرتزقة الأجانب من ليبيا وتفكيك المليشيات وتسليم أسلحتها”، حتى يتمكن “الجيش الوطني” من “الاضطلاع بمهامه الأمنية” بحسب نص المبادرة.

وينص إعلان القاهرة أيضًا على تشكيل مجلس رئاسي منتخب مع ضمان تمثيل عادل لكافة أقاليم ليبيا الثلاثة لإدارة الحكم وإجراء انتخابات نزيهة وتوزيع عادل وشفاف على كافة المواطنين، مشددة على ضرورة اعتماد إعلان دستوري ينظم العملية السياسية في البلاد.

المرصد – متابعات

 

Shares