مخلوق بحري غريب قد يكون “مفتاح الحل” لأزمة عالمية (صورة)

الولايات المتحدة – وجد باحثون أن مخلوقا بحريا غريبا يعيش على عمق 304.8 متر تحت السطح، مغلفا بفقاعة مخاطية عملاقة، قد يكون مفتاحا لإزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.

وتلتقط اليرقات العملاقة جزيئات غنية بالكربون في شبكات المخاط، التي تشبه البالون وتمتد حتى ثلاثة أقدام (0.91 متر).

ومع نمو الحيوان في الحجم، تُستبدل الفقاعة وتصبح المرشحات مسدودة بالجسيمات. وبمجرد التخلص منها، فإنها تغرق في قاع البحر وتغلف الكربون للأبد، ما يمنعه من العودة إلى الغلاف الجوي.

وتقوم اليرقات أيضا بالتقاط المواد البلاستيكية الدقيقة والتخلص منها بهذه الطريقة، والتي يمكن أن تأتي من الملابس ومستحضرات التجميل وغالبا ما تتناولها الأنواع البحرية الأخرى.

عرض الصورة على تويتر

واستخدم الباحثون نظاما من أشعة الليزر المركب على روبوت ثقيل، لرسم خريطة لجسم اليرقات العملاق في سلسلة من الصور ثلاثية الأبعاد.

وقال المعد الرئيس كاكاني كاتيجا، المهندس الرئيسي في معهد “خليج مونتيري” لأبحاث الأحياء المائية (MBARI) في كاليفورنيا، إن المخاط منتشر في كل مكان في المحيط، وتصنع الحيوانات المخاطية الهياكل المخاطية المعقدة.

وأضاف: “والآن بعد أن أصبح لدينا طريقة لتصور هذه الهياكل عميقا تحت السطح، يمكننا أخيرا فهم كيفية عملها والأدوار التي تلعبها في المحيط.”

وتتوافر اليرقات بكثرة في أحواض المحيطات في العالم، وتتراوح أطوالها من أقل من نصف بوصة إلى ما يقرب من 4 بوصات.

وتعيش اليرقات العملاقة، أو Bathochordaeus، على أعماق تصل إلى ما يقرب من 304.8 متر، في “منطقة شفق المحيط”، بعيدا عن ضوء الشمس.

فيديو مُضمّن

وتقوم اليرقات “العملاقة” بإنشاء شبكات مخاط تشبه البالون يمكن أن يزيد عرضها عن 3 أقدام، والتي تحيط بالفلاتر الداخلية الصغيرة، التي تستخدمها الحيوانات لتتغذى على الجسيمات والكائنات الدقيقة.

وتطفو كميات كبيرة من الكربون عبر الماء، على الرغم من “الثلج البحري” – وهو عبارة عن تدفق من النفايات العضوية التي تغرق نحو قاع المحيط. وإن عملية غرق النفايات الغنية بالكربون في أعماق المحيط، هي مفتاح دورة الكربون العالمية – دورة الكربون بين الغلاف الجوي والمحيطات والأرض والوقود الأحفوري.

ولكن اليرقات العملاقة يمكن أن تساعد في التحكم في هذه العملية، من خلال مرشح المخاط الذي يشبه الفقاعة الخارجية.

وأثناء السباحة في المياه، تقوم بضرب ذيلها لضخ المياه وجمع وتناول جزيئات الطعام باستخدام مرشحها الداخلي.

ومع ذلك، فإن المرشح الخارجي يحجز الحطام النباتي وجزيئات الطعام، التي لا يمكن للحيوان تناولها أو قطع أخرى من الحطام ليست للاستهلاك.

وعندما تصبح المرشحات مسدودة، تطلق الحيوانات المخاط، الذي يغرق بسرعة في قاع البحر. وهذا يساعد المحيط على إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي ويحمل أيضا المواد البلاستيكية الدقيقة من عمود الماء إلى قاع البحر.

وتستطيع اليرقات تصفية مجموعة متنوعة من الجسيمات أثناء معالجة كميات كبيرة جدا من الماء – حتى 80 لترا في الساعة.

وحللت الدراسات السابقة مرشحات اليرقات الصغيرة في المختبر، ولكن حساسية فقاعة مخاط المخلوق العملاق، تعني أن هناك حاجة إلى طرق أخرى لدراستها عن كثب.

لذا، طور الفريق أداة تسمى DeepPIV – قياس سرعة تصوير الجسيمات العميقة – لمسح اليرقات العملاقة في مياهها الأصلية.

ومن خلال تسجيل حركة الجسيمات، يمكن للباحثين توثيق التيارات الصغيرة حول الحيوانات البحرية والمياه المتدفقة عبر مرشحاتها.

ومع تحرك الروبوت ROV ذهابا وإيابا، كشف ضوء الليزر عن سلسلة من المقاطع العرضية من خلال الأجسام الهلامية الشفافة ومرشحات المخاط.

ومن خلال تجميع سلسلة من هذه الصور المقطعية المستعرضة، تمكن الفريق من إنشاء عمليات إعادة بناء ثلاثية الأبعاد لليرقات الفردية ومرشحاتها، تماما مثل كيفية تصوير أطباء الأشعة للأجزاء الداخلية من أجسام بشرية من مسح CAT.

ونُشرت الدراسة في مجلة  Nature.

المصدر: ديلي ميل

Shares