ليبيا – أكد رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح أن الشعب الليبي سيطلب رسميًا من مصر التدخل بقوات عسكرية إذا اقتضت ضرورات الحفاظ على الأمن القومي الليبي والأمن القومي المصري وذلك دفاعا شرعيًا عن النفس حال قيام الميليشيات الإرهابية والمسلحة بتجاوز الخط الأحمر الذي تحدث عنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومحاولة تجاوز مدينتي سرت أو الجفرة.
صالح وفي مقابلة مع وكالة “أنباء الشرق الأوسط” الرسمية المصرية أشار إلى أنه في حال اختراق سرت سيطلب تدخل القوات المسلحة المصرية لمساندة الجيش الليبي وحينها سيكون التدخل المصري لحماية حقوقها،موضحًا أنه في حال قيام الميليشيات بتجاوز الخط الأحمر سيكون التدخل المصري في ليبيا شرعيًا وبناء على تفويض من الشعب الليبي وذلك لأن مصر تحمي الأمن القومي الليبي وفي ذات الوقت تحمي أمنها القومي من خلال تأمين حدودها الغربية ومنع تقدم الميليشيات لتسيطر على مناطق تمثل تهديدًا لأمن مصر.
وحول تحرك الجيش الليبي من مناطق سيطرته في العاصمة طرابلس،قال صالح إنه حينما تحرك الجيش إلى طرابلس كنا واثقين في قدرته على تحرير العاصمة من قبضة الميليشيات الإرهابية،مشددا على أن الجيش لم يكن طامعًا في السلطة ولم يهدف إلا لتخليص الليبيين من الميليشيات.
وأضاف أن تحرك الجيش من العاصمة طرابلس كان صحيحًا بعدما قامت تركيا بإحضار أكثر من 15 ألفا من المرتزقة إلى العاصمة وهو ما كان يدعو لاستخدام قوة أكبر قد تضر بالمواطنين الأبرياء فكان تحرك الجيش استجابة للمطالب الدولية بوقف إطلاق النار واتساقًا مع مبادرات المجتمع الدولي والتي تبلورت في مبادرة إعلان القاهرة المعلنة في السادس من يونيو برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأوضح أن الركن الأساسي في المبادرة هو وقف إطلاق النار وهو مطلب دولي ومصر دائما تطالب به ومن ثم الذهاب إلى طاولة المفاوضات وهو الحل الذي ترفضه القوى الاستعمارية وبعض الليبيين أصحاب المصالح.
وشدد على أن الحوار لابد ألا يكون فيه تهميش ولا إقصاء لأحد على أن يكون جميع الليبيين شركاء في السلطة بكل درجاتها حيث لا بد أن يُمَثل كل إقليم في الرئاسة وجميع السلطات بكل مستوياتها،لأن الليبيين جميعًا شركاء في الوطن والسلطة فلا إقصاء ولا تهميش لأحد.
وتابع:”لن نختلف على الثروة ولا على السلطة، ولدينا قاعدة للحكم في ليبيا، ونحن شركاء في كل شيء، كما أن النفط لكل الليبيين”.
كما بيّن أن كل من لا يريد وقف إطلاق النار في ليبيا هو مستفيد من حالة الفوضى ويريد استمرار هذه الحالة لتحقيق مصالحه الخاصة،مشددًا على أن الميليشيات الإرهابية والمسلحة والمرتزقة يريدون القتال ونهب ثروات الليبيين والسيطرة على المنشآت النفطية التي هي حق لكل الليبيين في الشرق والغرب والجنوب،مشددًا على أن تلك الميليشيات والجماعات المسلحة في العاصمة لا بد من حلها طوعا أو كرها وتسليم المسؤولية للمؤسسات الأمنية.
وحول موقف المجتمع الدولي من تطورات الأوضاع فى ليبيا،قال رئيس مجلس النواب إن هناك شبه إجماع بين المجتمع الدولي على أن المبادرة المصرية هي الحل لإنهاء الأزمة الليبية، حيث تلقى المجلس ردود أفعال واسعة مؤيدة لإعلان القاهرة مثل روسيا والولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية والعربية خصوصا بعد المجازر التي وقعت من الجماعات الإرهابية في ترهونة ومصراتة وغرب ليبيا.
وحول تنفيذ قرارات حظر السلاح،أكد صالح أنها لم تنفذ إلا على الجيش ولكنه يصل جهارا نهارا إلى الميليشيات المسلحة رغم أن المجتمع الدولي يستطيع أن يوقف تماما وصول السلاح والعتاد والمرتزقة إلى الأراضى الليبية.
وشدد أن ليبيا دولة تحترم اتفاقياتها وأن الشعب الليبي متكفل بجميع الالتزامات الدولية التي تلتزم بها ليبيا وفقا للقانون ويضمن الحقوق لأصحابها ويرحب بالجميع ويجب أن تكون هناك سلطة معبرة عن الشعب الليبي.
وأردف:”أن كل ليبي عاقل لا بد أن يقبل بمبادرة وقف إطلاق النار”،داعيًا الليبيين لانتهاز هذه الفرصة السانحة لحل الأزمة الليبية ومشددًا على أن الليبيين انتبهوا الآن وأدركوا أن هناك مؤامرة على ليبيا ويريدون الحل.
كما أكد أن الشعب الليبي بجميع مكوناته سواء في الغرب أو الشرق أو الجنوب يؤيدون جميعهم جهود الرئيس عبدالفتاح السيسي لوقف إطلاق النار وحقن دماء الليبيين والحفاظ على الأمن القومي الليبي.
وأضاف أن مجلس النواب هو السلطة الوحيدة المنتخبة والممثلة للشعب الليبي وقد تواصل أعضاؤه مع مختلف مكونات الشعب الليبي الذي أجمع على دعم جهود الرئيس السيسي سواء في تنفيذ مبادرة “إعلان القاهرة” لوقف إطلاق النار واستئناف الحوار الليبي-الليبي أو بالاستعداد للتدخل العسكري بشكل شرعي لمساندة الشعب الليبي في الحفاظ على مقدراته وثرواته من محاولات القوى الأجنبية للسطو عليها.
صالح إختتم مقابلته بالقول:”إن الرئيس السيسي لم يكن متحيزًا لموقف على حساب موقف كما أن تدخل مصر لا يعد دعمًا لطرف على آخر بل إن الرئيس السيسي يدفع جميع الأطراف دائما للحوار والحل السلمي ويدعو دائمًا للتصالح والتفاهم والتوصل إلى حلول”.