تونس تغرد منفردة حول ليبيا في الجامعة العربية بعيدًا عن إجماع العرب والجوار المغاربي

ليبيا – إجماع عربي حول ليبيا قل حدوثه تشكل اليوم في جامعة الدول العربية حول قرارها رقم 8524 المتعلق بتطورات الوضع والترحيب بإعلان القاهرة وتثبت وقف إطلاق النار وعدم تحريك الجبهات .

فقط ثلاثة دول عربية تحفظت على فقرات في هذا القرار وهي دولة قطر و تونس والصومال لتخرج بذلك عن الإجماع العربي المتشكل وليتبين بأن حكومة الوفاق لم يتبقى لها من عرب لشعبها العربي إلا هذه الدول الثلاثة من 21 دولة بما فيها سوريا ذات المقعد المجمد التي أعلنت موقفها رغم جراحها متناسقًا مع العرب في بيان منفصل  .

وكان تحفظ قطر يتعلق بالمادتين 7 و 8 التي ترحبان بإعلان القاهرة ومبادرتها بشأن ليبيا وكذلك ضرورة سحب كافة القوات الأجنبية المتواجدة على الإراضي الليبية وداخل مياهها ورفض تحريك جبهات القتال حتى لا تتسع المواجهة ، أي أن قطر وبصيغة أخرى ترفض وقف إطلاق النار وتدعم تجدد المواجهات.

المواد 7 و 8 التي تحفظت عليها قطر

 

أما الصومال فقد تحفظت أيضًا على ذات هذه المواد 7 و 8 وكان الغريب أيضًا تحفظها على المادة 11 التي تنص على ” إلزام كافة الجهات الخارجية بإخراج كل المرتزقة من ⁧‫ليبيا‬⁩ وتوحيد المؤسسات العسكرية والأمنية ضمن مسار الحل السياسي وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها وفقاً لمقررات ⁧‫برلين‬⁩ “. ⁧‫

 

وبصيغة أخرى يعني أن الصومال ترفض إخراج كافة المرتزقة من ليبيا وعلى رأسهم السوريين الذين جلبتهم حليفتها أنقرة وكذلك تدعم إستمرار إحتفاظ ” المليشيات ” الليبية بسلاحها بل وترفض بذلك مخرجات مسار برلين ! . ‬⁩

 

 

وقد يعد ذلك مفهومًا لجمهورية الصومال التي تدير أمن عاصمتها مقديشو من قاعدة تركية أنشأتها أنقرة هناك بدعوى تدريب القوات الصومالية وقد يكون ذلك مفهوماً أيضًا لدولة قطر المتحالفة مع تركيا وإيران خاصة أن الأخيرة قد أعلنت دعمها هي الأخرى لحكومة الوفاق ، كما يؤخذ في الحسبان القاعدة التركية في الدوحة التي استقدمتها بعد المقاطعة الخليجية لها بدعوى انها كانت ستتعرض لاجتياح من دول جوارها الخليجي.

 

لكنه موقف في المقابل غير مفهوم على الإطلاق بالنسبة لتونس ، فقد تحفظت على إعلان القاهرة بينما دعمته الجزائر علمًا أن تونس تشترك مع مصر والجزائر في اللجنة الثلاثية المعنية بليبيا ، وكان الأغرب هو تحفظها على آخر سطر من الفقرة 7 الذي يحذر من مغبة تحريك الجبهات الحالية بما يسهم في توسعة المواجهات، أي أن الجارة تونس وبصيغة أخرى تدعم تجدد القتال وتوسعة المواجهات في ليبيا !! .

موقف غريب ويناقض كل ما يعلنه الرئيس قيس سعيد عن رفضه تجدد القتال في ليبيا وكان آخر ماقاله في هذا الصدد يوم أمس من باريس معلنًا دعمه الوقف الفوري والتام لإطلاق النار في ليبيا ليأتي اليوم هذا القرار من البعثة التونسية في الجامعة العربية ويعترض على فقرة تدعم هذا التوجه في ظل خلافات باتت واضحة بين قصر قرطاج وبرلمان الغنوشي كما يروق لبعض التونسيين تسميته ! .

 

 

ليكون السؤال عن دوافع هذا الموقف التونسي ” الشاذ ” ليس عن إجماع العرب ، بل حتى على إجماع دول الجوار المغاربي أو الإفريقي وهي ( مصر – السودان – الجزائر – إضافة للمغرب وموريتانيا ) ليأتي متسقًا مع مواقف دولتان تتماهيان مع أنقرة وتحتضنان قواعد تركية هما قطر والصومال ربما يكون لها تأثيرها عليهما ، فهل هناك تأثير لقاعدة تركية غير معلومة في تونس أم أن التأثير يجوب قصري القصبة و باردو حيث مقر حكومة الفخفاخ وبرلمان الغنوشي؟ .. يقول أحد الدبلوماسيين العرب المستغربين من هذا التيه التونسي .

المرصد – خاص

Shares