اليمن – وجه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي نداء إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، داعيا إياه إلى العودة لتنفيذ اتفاق الرياض ووقف القتال مع قوات الحكومة المعترف بها دوليا.
وشدد هادي، في كلمة ألقاها امس خلال اجتماع عقده بهيئة مستشاريه وأعضاء هيئة رئاسة مجلس النواب في العاصمة السعودية الرياض، على أن اليمن يمر اليوم بـ”مرحلة حرجة في تاريخه”، محملا “الأعداء والمتربصين والمغامرين” المسؤولية عن السعي إلى “استغلال هذه الظروف لتحقيق مكاسب شخصية أو فئوية أو مناطقية أو طائفية، ومراكمة أوجاعه ومآسيه دون رادع من ضمير أو إنسانية”.
وأشار ادي إلى قبول حكومته بالاتفاق المبرم مع المجلس الانتقالي في الرياض أوائل نوفمبر الماضي، وأكد ضرورة تنفيذه بشكل كامل دون انتقاء او تجزئة، كـ”مخرج آمن لإنهاء أسباب ومظاهر وتداعيات التمرد المسلح في العاصمة المؤقتة عدن وبعض المناطق المحررة”، بغية “استيعاب الجميع في إطار الدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية والمدنية”.
وأقر الرئيس بأن تنفيذ اتفاق الرياض تعثر لفترة طويلة بسبب “الممارسات التصعيدية”، بينها إعلان المجلس الانتقالي حالة الطوارئ وفرض نظام الحكم الذاتي في كافة محافظات الجنوب أواخر أبريل، على خلفية تفشي فيروس كورونا المستجد.
كما أشار هادي في هذا الصدد إلى التطورات الأخيرة في أرخبيل سقطرى حيث أحكمت قوات المجلس الانتقالي مؤخرا سيطرتها على المقارات الحكومية، واصفا ذلك بـ” التمرد على الدولة ومؤسساتها واعتداءات على مواطنيها الأبرياء المسالمين”، ولفت إلى أن جزيرة سقطرى آمنة ولم تطلق فيها رصاصة واحدة حتى ذلك الحين.
وأعرب هادي عن أسفه وحزنه إزاء مشاهدة المدرعات والعتاد والمركبات العسكرية وهي تقتحم مؤسسات الحكومة في سقطرى بدلا من أن تكون “في عقبة ثره” في جبهات القتال مع “العدو الحقيقي” جماعة الحوثيين.
وتابع: “أتوجه بالدعوة لأبنائي في ما يسمى المجلس الانتقالي لأن نستفيد من الجهود المخلصة والكبيرة لأشقائنا في المملكة (السعودية) التي تبذلها للعودة إلى مسار تنفيذ اتفاق الرياض. أدعوهم لإيقاف نزيف الدم وتفويت الفرصة على المتربصين بالشعب اليمني وإيقاف التصعيد والاعتداءات والعودة الصادقة والجادة لتنفيذ اتفاق الرياض”.
ولفت هادي إلى أنه قد أصدر توجيهات إلى قوات حكومته بالالتزام التام بوقف إطلاق النار في محافظة أبين استجابة لجهود السعودية لإتاحة الفرصة للمساعي الرامية إلى إنهاء “التمرد” واستئناف تنفيذ الاتفاق.
ولا يزال التوتر مستمرا في جنوب اليمن منذ العام الماضي، عندما بسطت قوات المجلس الانتقالي سيطرتها على عدن ومناطق أخرى من جنوب البلاد.
ولم ينجح اتفاق الرياض في احتواء الأزمة بالكامل، مع وقوع حوادث واستئناف القتال بين قوات حكومة هادي وقوات المجلس من حين إلى آخر.
وشهد الوضع في جنوب اليمن تصعيدا جديدا أواخر أبريل الماضي عندما أعلن المجلس الانتقالي نظام الحكم الذاتي في كافة محافظات الجنوب، في خطوة وصفتها حكومة هادي بـ”التمرد” على الشرعية.
المصدر: RT