بالأرقام .. كشف حساب ” المرتزقة السوريين ” في ليبيا عن 6 أشهر من القتال

ليبيا – أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ( المعارض ) مباشرة حكومة الوفاق في سداد مرتبات آلاف المرتزقة والإرهابيين السوريين العاملين لصالحها في ليبيا  .

ووفقًا لمدير المرصد السوري ( رامي عبدالرحمن ) فإن الوفاق قد سددت دفعات كاملة من مرتبات متأخرة لهؤلاء المرتزقة مع رغبة آخرين منهم في التوجه إلى ليبيا بعد حصول الآخرين على مرتباتهم التي تأخرت لفترة ما تسبب في عزوف أعداد أخرى عن المجيء   .

وقال عبدالرحمن اليوم الإثنين في لقاء مع قناة ” الغد العربي ” أن هناك مجموعة من المرتزقة قد غادرت ليبيا الأيام الماضية وعادت إلى سوريا عبر رحلات مباشرة من طرابلس ومصراتة فيما تم إستبدال هذه المجموعات بأخرى جديدة ليبلغ الإجمالي 15 ألف مرتزق .

وأضاف : ” أعداد هؤلاء المرتزقة تتزايد والهدف هو قلب موازين المعارك لصالح حكومة الوفاق في خليج سرت ، الحلم الأردوغاني لن يقف عند حدود ليبيا التي تجرى المعارك داخلها ولكن العين على مصر ، نتحدث عن أكثر من 15 ألف مرتزق من جنسية سورية وآلاف الجهاديين من جنسيات أخرى بينهم عناصر من داعش ذهبوا عبر الأراضي التركية إلى ليبيا ”  .

وكانت العدسات والتقارير قد وثقت مشاركة عناصر متشددة ضد القوات السورية الموالية لتركيا في ليبيا ومن هؤلاء الإرهابي سامر الأطرش المكنى ” أبويعرب ” الذي قُتل في ضربة غرب سرت وكذلك الإرهابي المدعو ” غليص جنّاب ”  الذي ظهر في مقطع فيديو وهو يجوب وسط طرابلس فيما كانت إحدى صوره القديمة في سوريا تظهره وهو يحمل رأس أحدهم بعد أن قام بقطعه ، وفي المجمل يعتبر هؤلاء الذين تم توزيعهم بالآلاف في كل محاور طرابلس سببًا من أسباب إحراز قوات الوفاق تقدمًا بعد أن تقهقرت عشرات الكيلومترات للخلف قبل ” هدنة يناير ” الماضي برعاية روسية تركية .

وفي سياق متصل ، قالت صحيفة ” المونيتور ” الأمريكية اليوم الإثنين بأن تركيا التي تقود المعارك ومن خلفها حكومة السراج ، تخطط للمضي قدمًا في عملية عسكرية تستهدف سرت وما بعدها منتصف شهر يوليو القادم ، وفي المقابل لم يعد خافيًا تلهف الأتراك لجني مكاسبهم المادية من ليبيا بعد مكاسبهم العسكرية التي لم تحقق لهم بعد أي نصر مادي بسبب تدني إيرادات حكومة طرابلس .

تقرير سوري يسلط الضوء

ومن جهتها نشرت منظمة ( سوريون من أجل الحقيقة والعدالة ) وهي منظومة حقوقية سورية واسعة الإنتشار في الدوائر الغربية ، تقريرًا من 56 صفحة إطلعت عليه صحيفة المرصد وقد فصلت فيه المنظمة التبعات القانونية لجريمة تجنيد السوريين من قبل تركيا في ليبيا كما تحدثت فيه عن مرتباتهم وقالت أنها تفوق مرتبات المقاتلين الليبيين .

 

وقد تضمن التقرير أيضًا شهادات ومقابلات مع مقاتلين سوريين في ليبيا وقد قال أحدهم ردًا على وصفهم بالمرتزقة قائلاً انهم مرتزقة في الحالتين ولكن في ليبيا يتحصلون على الأموال .. وستنشر صحيفة المرصد هذا التقرير كاملًا في وقت لاحق .

 

 

ومن المعلوم أن مرتبات المقاتلين السوريين البالغة 2000 دولار شهريًا كل مقاتل كانت قد تأخرت طيلة الفترة الماضية في وقت كانت عقود تشغيل أول مجموعة منهم وصلت شهر ديسمبر الماضي ثلاثة أشهر وفي حينها استطاعت المرصد توثيق أول ظهور لهم علنًا في معارك منطقة صلاح الدين جنوب طرابلس بمطابقة جغرافية غير قابلة للتشكيك .

 

وبعد إنتهاء مدة العقد من ديسمبر وحتى مارس تم تمديدها 3 أخرى حتى شهر يونيو الجاري على أن تتولى الوفاق دفع الرواتب وتعويض أسرة كل قتيل 10 الاف دولار تدفعها من طرابلس عبر الوسيط التركي  ويتم تغطيتها مستنديًا وفق الإتفاق الموقع بينهما فيما تتولى تركيا لوحدها قيمة علاج الجرحى منهم ، وذلك بحسب بنود هذا الإتفاق الجانبي بخصوص المرتزقة الذي كشف عنه المرصد السوري لحقوق الإنسان  .

 

عملية حسابية

وبعملية حسابية بسيطة وعلى اعتبار أن متوسط عدد المرتزقة والمقاتلين والارهابيين السوريين في ليبيا قد بلغ 13 ألف مقاتل براتب 2000 دولار شهري ستكون قيمة مرتباتهم شهريا 13×2000 هي 26 مليون دولار شهريًا .

وإذا تم حساب هذه القيمة 26 مليون شهري على الفترة الزمنية 6 أشهر حتى الآن ستكون القيمة 156 مليون دولار على الأقل تضاف لها قيمة تعويضات القتلى البالغة 5 مليون دولار على اعتبار ان عدد قتلاهم بلغ على الاقل 500 قتيل لكل منهم تعويض قدره 10 آلاف دولار وبذلك يكون الإجمالي حتى الآن 161 مليون دولار  على الأقل بين مرتبات وقتلى تدفع من خزائن الليبيين تضاف لها مصاريف التسفير والتسليح والآليات والإعاشة … سابقًا ولاحقًا !  .

 

ثنائية النفط وتمويل الحرب

وفي ذات السياق أعلن ” حراك المدن والقبائل الليبية للحفاظ على موارد النفط ” والذي كان يغلق المرافق النفطية خلال الفترة الماضية تسليمه زمام الأمر في هذا الشأن للقيادة العامة للقوات المسلحة مع إعادة فتح الإنتاج بما يضمن توزيع عائداته وحرمان تركيا والمليشيات والمرتزقة منه ” .

 

فيما أقدمت تركيا قبل أيام على خطوة مريبة تمثلت في إلغاء خطابات الضمان الصادرة من المصرف المركزي التركي والمتعلقة باتفاقيات مع المصارف والجهات الليبية مقدرة بـمليارات الدولارات .

 

 

وتحدث بيان الحراك عن ” ضمانات دولية وأممية ” لإعادة فتح النفط وتوزيع عائداته بشكل عادل وآمن بعيدًا عن سطوة المليشيات وفسادها والمرتزقة ومرتباتهم ، لكن أيً شيء بخصوص هذه الضمانات لم يصدر حتى وقت كتابة هذا التقرير لا من البعثة الأممية ولا من أي طرف دولي .

 

 

في المقابل تتمسك حكومة الوفاق ومجلس الدولة المسيطر عليه من قبل جماعة الإخوان المسلمين بأحقيتها التامة في الإشراف والتصرف الحصري في عائدات النفط تحت إشراف مصرف ليبيا المركزي في طرابلس .

 

 

وتتحجج الوفاق ومن يسير في ركبها بأن هذا الإشراف الحصري يتم وفقًا لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة في وقت تقول فيه لجنة النفط والطاقة بمجلس النواب في طبرق أن ضمانات دولية سيُفتح بموجبها النفط مجددًا إلا أن اللجنة لم تشر مثلًا لمصير هذه القرارات الأممية التي وضعت كل موارد ليبيا تحت إشراف الوفاق منذ مارس 2016 بموجب قرار صادر بالإجماع من مجلس الأمن الدولي لا يلغيه إلا قرار مماثل ! .

 

لقاء أردوغان وصهره مع الصديق الكبير

 

تجدر الإشارة في هذا السياق إلى سابقة تاريخية لم تعرفها ليبيا من قبل ولكن حدثت اليوم تمثلت في إجتماع بتركيا بين الرئيس التركي رجب أردوغان وصهره ” بيرات البيرق ” مع محافظ مصرف ليبيا المركزي المنتهية ولايته الصديق الكبير  ، فيما بدت أنها رسالة تركية للجميع بأن المساس بالكبير ” خط أحمر ” بعد الحديث عن تحركات للإطاحة به مقابل إعادة فتح النفط وإبعاده عن عائداته .

 

 

وفي وقت ترفض فيه بعض قيادات الوفاق الإقرار بوجود المقاتلين السوريين في صفوفهم رغم كل الأدلة الملموسة والتقارير ، كان السراج قد أقر ضمنيًا في يناير الماضي باستعانته بهم من خلال لقاء مع بي بي سي قال فيه ” نحن نتعرض لانقلاب ومن حقنا الاستعانة بمن نراه ” تلاه إقرار ضمني آخر على شاشة الجزيرة من فتحي باشاآغا فيما قال خالد المشري لموقع بلومبيرغ بأنهم استعانوا بمقاتلين تركمان ( سوريين من أصول تركية ) وليس مرتزقة سوريين !.

المرصد – خاص

Shares