تقرير | سفير يستدعي مدير وأردوغان يجتمع مع الكبير .. علامات إستفهام ودلالات

ليبيا – إستدعى السفير التركي لدى ليبيا ” سرحان آكسن ”  الإثنين في مكتبه المدير التنفيدي للشركة العامة للكهرباء علي ساسي المصراتي في سابقة أثارت الكثير من السخط والجدل بين المواطنين وعلى وسائل التواصل الإجتماعي فيما قالت الشركة أن اللقاء تم بناءً على دعوة  .

وتعد هذه السابقة أيضًا غريبة جدًا حيث دَرَج في الأعراف الدبلوماسية والإدارية أن السفراء هم من يزور المسؤولين في البلد المُضيف من خلال زيارات تعارف بروتكولية وليس العكس علاوة عن أن اللقاء يتعلق بلقاء سفير مع مسؤول تنفيذي محلي يفترض أن لا شأن له بالعمل الدبلوماسي ولا السياسي ولا حتى التجاري المسؤولة عنه في هذا النطاق وزارة الكهرباء حصرًا !.

لقاء ساسي مع السفير التركي في مكتبه

 

وقال ساسي في بيان : ” تم عقد اجتماع موسع نقل خلاله السفير التركي رؤية الشركات التركية لحل جزئي لمشكلة الكهرباء في ليبيا بطرح مجموعة من المقترحات التي تساهم في استقرار الشبكة الكهربائية، كما أفاد السفير التركي أن هذه المقترحات تم عرضها على بعض أعضاء المجلس الرئاسي” .

 

بيان الشركة حول اللقاء

 

من جهته ووفقًا للبيان فقد :”رحب ساسي بهذه المقترحات التي قال أنها تساهم في تخفيف المعاناة على المواطنين وتعهد باحالتها إلى الجهات المختصة بالدولة للموافقة عليها تمهيدأ لتنفيذها ”  وذلك في إشارة منه لصفقة تسعى لها تركيا من خلال تأجير محطات عائمة باهظة الثمن لحكومة الوفاق ، وكانت الأخيرة قد أبدت موافقة فيما يبدوا وفقًا لتقارير الصحف التركية إلا أن الصفقة لم تتم بعد ما دفع السفير التركي على مايبدوا  إلى ” لي ذراعهم ” من خلال إحراجهم ودفعهم لإتمامها وذلك من  بوابة ساسي لأن ” أهل مكة أدرى بشعابها “.

 

دايلي صباح التركية المقربة من حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة كشفت أن الحكومة التركية تسعى للإستثمار في ليبيا من خلال سفن الطاقة العائمة

 

ويأتي هذا اللقاء في ظل الإحتجاجات والأصوات المحلية المتعالية لإقالة ساسي من منصبه في ظل فشله وبقية أعضاء مجلس الإدارة المتناحر في حل أزمة الكهرباء المتفاقمة رغم إنفاق عشرات مليارات الدولارات على حل هذه الأزمة المستمرة منذ 9 سنوات دون مبرر ولا جدوى {  كما تجدر الإشارة للتنويهات الصادرة عن خارجية الوفاق بشأن ضرورة عدم عقد أي لقاءات أو مسؤولين أجانب دون إخطارها ، لكن سيالة قد ابتلع لسانه في جوف حلقه هذه المرة .. يقول أحد المعلقين }  .

 

احتجاجات سابقة ضد علي ساسي ومحمود حمزة مسؤولي مجلس إدارة شركة الكهرباء – أرشيفية

وفي الأثناء يرى بعض المراقبين والمهتمين بأن اللقاء وفي هذا التوقيت بالذات وبالنظر لما جاء فيه من تفاهمات بين سفير ومدير شركة الكهرباء ليس إلا للضغط على الحكومة لتسريع توقيع المزيد من الصفقات وهو أيضًا رسالة جلية من ساسي مفادها ولسان حاله يقول ” أنا باقٍ في منصبي ، أو بالأحرى قد دفعت ثمن بقائي به بعلامة قف تركية أمام كل من يسعى لإزاحتي ، فأنا ضامن مصالحهم ومصالح الشركة ومفتاح حل الأزمة متواجد بين الظهرة والدهماني حيث السفارة وحيث مقر الشركة ”  .

رسالة أخرى أم ڤيتو ؟ 

 

وبينما كان ساسي يجتمع مع السفير التركي في مكتبه بطرابلس والجدل يشتعل ، كان محافظ مصرف ليبيا المركزي المنتهية ولايته الصديق الكبير يعقد إجتماعًا مماثلًا هو الآخر ولكن مع أعلى الهرم ممثلاً في الرئيس رجب أردوغان وصهره ” بيرات البيرق ” المسؤول الأول عن الملف الإقتصادي والتجاري التركي مع ليبيا.

 

لقاء أردوغان وصهره مع الصديق الكبير

 

وهو بالمناسبة – أي بيرات البيرق – صهر أردوغان مدير سابق لشركة ” جاليك ” التركية للمشاريع الكهربائية التي يتولى إدارتها حاليًا شقيقه من بعده بعد تدرجه في المناصب من النفط والاقتصاد الى المالية وقد كان من ضمن الوفد الذي زار طرابلس منتصف هذا الشهر الجاري.

 

 

ومثل ساسي ، باتت الأصوات تتعالى حتى داخل معسكر الوفاق للإطاحة بالكبير بما في ذلك بعض أصوات حلفائه السابقين وفيهم من يرى أن إستمرار وجود هذا الرجل على هرم المؤسسة المالية إستمرار للإزمات والفساد وعدم عدالة توزيع الموارد اضافة لتغلغل الإخوان المسلمين في مفاصل المركزي وبل والمؤسسات التابعة له أيضًا.

 

 

إلا أن الكبير هو الآخر ذهب إلى إنقرة و ” دفع ثمن بقائه ” في منصبه الذي سجل به رقم قياسي بين كل دول المنطقة ألا وهو 11 سنة متواصلة بالمخالفة لكل قوانين هذا البلد بداية من الاعلان الدستوري وحتى الاتفاق السياسي الذي يتمسك به ومن فوقه قانون المصارف !.

 

 

وعلى كل حال لا يُعرف بالتحديد مالذي يدور بين الكبير والرئاسة التركية التي لا تخفي نهمها لجني حصاد إنتصاراتها في ليبيا أو ما أسمته ” تسطير التاريخ ”  كما جاء على لسان فؤاد أقطاي نائب أردوغان.

 

 

ولا يبدوا أيضًا أن الرئاسي يعلم هو الآخر على الأقل حتى الآن بالزيارة لأن المصادر الموثوقة أكدت أن لا علم لهم بها أو بالإجتماع الذي دار بين الرئاسة التركية والكبير ، لكن ما بات واضحًا هو أن نفوذ الأتراك قد تجاوز الجميع دون إستثناء وبأن المجمع الرئاسي في أنقرة وسفارتها في طرابلس قد باتت قبلة لكل من يريد أن يرسم لنفسه خطًا أحمرًا إذ نال رضا الأتراك ودعمهم له.

المرصد – خاص

Shares