اوغلو: فرنسا تأمل في إعادة دورها الاستعماري في ليبيا وشمال أفريقيا بعد إقصائها من الناتو

ليبيا – قال السياسي التركي المقرب من حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم يوسف كاتب اوغلو إن فرنسا منذ البداية وقفت في الجانب الخطأ ودعمت ما وصفهم بـ”الانقلابيين والخارجين عن الشرعية” (القوات المسلحة الليبية والبرلمان المنتخب) وهذا ما أفقدها الكثير من التواجد والزخم السياسي والدبلوماسي في الملف الليبي حسب زعمه.

اوغلو اعتبر خلال تصريح أذيع على قناة “التناصح” وتابعتها صحيفة المرصد أن دعم فرنسا لـ”حفتر ” (القائد العام للقوات المسلحة المشير حفتر) أبعدها تماماً أن يكون هناك إمكانية تفاهمات وانسجام مع الدور التركي في ليبيا حسب تعبيره.

وتابع:” تركيا دخلت من الباب ونسقت مع حكومة شرعية أما فرنسا تخبطت سياسياً وديبلوماسياً حيث اعترفت ظاهرية بحكومة الوفاق وقبلت بالسفير الليبي في باريس ولكن فعلياً هي نسقت مع دول إقليمية داعمة لحفتر وراهنت عليه وعندما توالت الهزائم وأصبح حفتر ورقة خاسرة لذلك تخبطت سياسياً وأصبحت وحيدة تتخبط في الساحة حتى إيطاليا كان لها استدارة وموقف داعم للشرعية”.

وأشار إلى أن فرنسا عندما أيقنت أنها أخطأت عوضاً من أن تصحح مسارها بدأت تهاجم تركيا وتستعديها من أجل حفظ ماء وجهها، معتقداً ان فرنسا تريد تصحيح مسارها ليكون لها دور فعال في الملف السياسي والديبلوماسي لكن ليس لديها جرأة سياسية للاعتراف بخطئها بالملف الليبي حسب قوله.

وقال :” التخبط الفرنسي حتى في سياسته المباشرة مع ليبيا واضحة للعيان، فرنسا تقول أنها لن تشارك في مناورات الناتو لأن لديها موقف منزعج من الاتفاقات الأمنية التركية الليبية وهذا ليس صحيح هي منزعجة لأنها فقدت كل مراكز القوة وأن يكون لها مصداقية على الأرض، هناك من يدعم الوجود الفرنسي لذلك لديها آمال بأن تعيد دورها الاستعماري في القارة الافريقية وهي تحن له وترى أن ليبيا بوابة رئيسية فما يهمها أن يكون لها موطأ قدم وتسيطر على الجنوب ومافيه من ثروات” دون أن يشير لعمل تركيا فعليا على الارض على إعادة حقبة الاستعمار العثماني.

وزعم أن المنظومة الفرنسية حالياً تكسرت أمام الوجود التركي في ليبيا ، مبدياً أسفه إزاء استمرار فرنسا في تخبطها ومراهنتها على من وصفهم بـ “الخونة” والبدائل الموجودة على الأرض التي ربما تطعن في ما وصفها بـ” الشرعية الليبية” التي لذلك واضح للجميع مناداة فرنسا بضرورة تطبيق حظر الأسلحة البحرية بحسب قوله.

وعلق على إعلان وزيرة الجيوش الفرنسية انسحابهم من عملية “ايريني” مؤقتاً قائلاً:” عندما يكون هناك دول في الناتو وأعضاء بالاتحاد الأوروبي بدأوا يصححون مسارهم ويعلنون علناً دعم الشرعية في ليبيا وجدوا أن الدخول من الباب الصحيح للملف الليبي وتحقيق أي مكاسب ومنافع مشتركة هي الطريق الأقصر لكن فرنسا بقيت وحيدة وماكرون يتخبط وفشل سياسياً وعسكرياً عندما راهن على حفتر، عدم المشاركة في المناورات مع الناتو يؤكد هذا الانطواء والعزلة ألم يقل ماكرون أن الناتو مات سريرياً جاءته الصاعقة من قبل تركيا وأمريكا أنه هو من مات سريرياً.

اوغلو نوّه إلى أن المنظومة  الفرنسية لا يعول عليها في شيء وهي الآن في مرحلة تسمى الإقصاء من الناتو، لافتاً إلى ان فرنسا تدعم بطريقة غير مباشرة الوجود الروسي من خلال الاتفاق على دعم حفتر الامر الذي أزعج الناتو ويذلك أصبح لا يدعم ولا يؤيد أي رأي لفرنسا لأنها خاطئة من البداية وتتخبط حسب زعمه.

وأكد السياسي التركي في ختام حديثه على أن فرنسا أصبحت خارج اللعبة السياسية وتحاول أن تشد الأنظار نحوها.

 

Shares