من معيتيقة .. تركيا ترفض القفز على جهودها وتنسف شعار ” خشم البندقة “

تحليل

ليبيا – مرة أخرى تصر تركيا على وضع الرئاسي بحكومته وشخوصه و ” مليشياته ” وحتى مناصريه في حجمهم الحقيقي و تؤكد لهم بأنها هي من صنع الفارق وحقق ” النصر ” وليس هم بداية من ترهونة وجنوب طرابلس بل وحتى مستقبًلاً نحو ما تخطط له بخصوص سرت رافضة القفز على جهودها وإختزالها في من كان يعد للفرار من طرابلس قبل تدخلها بثقلها ، جيشًا ، ومخابرات وإعلام.

رغم كل ما تجنيه في المقابل من مربح مالي ، هذا رصيد عسكري تُصر تركيا على عدم تركه للوفاق ولا تفوت الفرصة على تذكيرهم به حد الذل بل وباستعراض القوة للجميع في الداخل والخارج عن مدى نفوذها وحجم ماقامت به من دعم عسكري تدعي ” بضعة مليشيات ” صناعته وماكان ليتحقق دونها بدعم مفتوح و 13 ألف مقاتل سوري يجوبون العاصمة طولاً وعرضًا سلمًا وحربًا.

اليوم جددت تركيا توجيه نفس هذه الرسالة بمختلف معانيها ومن على الأرض حيث ما كان يسميه الجيش بـ ” عش الدبابير ” ألا وهو قاعدة معيتيقة الجوية التي لطالما ما كان يؤكد السراج وباشاآغا والوفاق إعلامًا وحكومة ومن فوقهم البعثة الأممية بأنها هدف مدني في كل قصف كان يطالها قبل أن يعلنها وزير دفاع أردوغان ” خلوصي آكار  صراحة اليوم ، ” هذه معيتيقة وهذه غرفتنا العسكرية فيها بل ذهب الى ترحمه على ” شهدائهم ” الذين سقطوا فيها في رواية لطالما نفاها معسكر الرئاسي أيام الحرب ، غرفة زارها في مستهل الزيارة حتى قبل أن يتجه للقاء السراج في طريق السكة ، فهذه أولوية نحو ” أبطاله ” المجهولين  لا تفوقها أولوية  .

كان مشهد خروج وزير الدفاع التركي يرافقه رئيسه أركانه الجنرال ” يسار غولر ” وسط عشرات الجنود الأتراك في قلب معيتيقة دون أي حضور ليبي ولو كان صوريًا ومن أمامه خرائط ليبيا صادمًا للجميع بما فيه ” بعض ” أنصار الوفاق  .

وزير الدفاع التركي في جمع من الجنود الاتراك دون أي حضور ليبي او حتى مترجم للعربية لعدم وجود أي ليبي او عربي في الغرفة

مشهد الوزير ورئيس الاركان التركيين حمل في طياته مقدار لا يقاس من مهانة وذل بل وحتى امتهان للوفاق بكافة أجنحته وكأن  ” لسانه حاله يقول ( نحن للحرب وهؤلاء رجالها ) وأولائك الذين يدعون صناعة الانتصارات وحدهم لا مكان لهم هنا بيننا في هذه اللحظة إذ ينتهي دورهم في نقطة ما نحن نحددها سواءً بعيدًا عن الإعلام أو كما في هذه الصورة أمام عدساته ، الرسالة واضحة ووصلت للجميع ، يقول الوزير التركي أو هكذا أراد في طيات الرسالة ” .

وعلى كل حال تأتي هذه الزيارة بعد يومين من إرسال القوات التركية تعزيزات مكثفة إلى قاعدة عقبة بن نافع الجوية ( الوطية ) وسط تقارير عن تسلم تركيا القاعدة رسميًا فيما يظهر من خلف الوزير التركي شاشة بتاريخ اليوم داخل الغرفة التركية وهي صورة مباشرة من داخل قاعدة معيتيقة من خلال كاميرا مراقبة تراقب التحركات في القاعدة ومطارها المدني المفترض أنها مرافق مختلطة بين مدنية وعسكرية ليبية سيادية .. وفقًا لباشاآغا !  .

شاشة مراقبة تبث من داخل معيتيقة عبر كاميرا مراقبة لغرفة عمليات الاتراك

وبالعودة إلى زيارة وزير الدفاع التركي ورسائلها ومن قبلها رسائل أردوغان ونوابه وحزبه وإعلامه وحتى ذبابهم الإلكتروني ، لتأتي زيارة الوزير التركي لتقول إختصاراً ” خشم البندقة  الذي تتغنون بكسره في طرابلس نحن من كسره وهذا النصر الذي تتحدثون عنه نحن صناعه وها نحن هنا ، فلا تتجاوزوا خطوطكم  ”  .

ضابط برتبة لواء في سلاح الجو التركي – معيتيقة

وفي كل هذا الخضم ، كان السؤال الأبرز عبر وسائل التواصل الإجتماعي تعليقًا على زيارة الوزير التركي هو ( أين قنونو ؟ ) لكنه كان الحاضر الغائب إذ غاب هو وحضر المشغل الحقيقي للطيران التركي المسير الذي لطالما كان قنونو يتبنى عملياته بما في ذلك تلك التي كانت تستهدف شاحنات البيض والبطيخ والدجاج .

المرصد – خاص

 

Shares