الأمين: على الأتراك الإدراك بأن التحالف يجب أن يتم مع الشعب الليبي وليس حكومة الوفاق

ليبيا – علق القيادي بمدينة مصراتة وسفير المجلس الرئاسي لدى مالطا الحبيب الأمين على زيارة رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج والوفد المرافق له إلى مالطا معتبراً أنه عمل للتعاون في مجال الهجرة غير الشرعية والتنسيق في مجال التعاون الإقليمي مع مالطا.

الأمين أشار خلال تغطية خاصة أذيعت على قناة “ليبيا بانوراما” أمس الثلاثاء وتابعتها صحيفة المرصد إلى أنه من الجيد في النهاية أن يتم التعاون مع دولة أوروبية لها كامل العضوية ولها صوت كامل في الإتحاد الأوروبي ومواقف عادة ما تراعي جيرتها وقربها الجغرافي وانعكاسات الأزمات في ليبيا و”الحروب عليها” في ظل وجود حصة كبيرة لديها من المصالح.

وتطرق إلى دخول إيطاليا على الخط وهرولتها لحليف ليبيا تركيا مشيراً إلى أن إيطاليا عبارة عن لاعب يبحث عن مصالحه في ليبيا وسوف يذهب لمن وصفه بـ”الطرف القوي”، مبيناً أنها راجعت موقفها بعد أن أصيبت سياستها التي وصفها بـ “الحمقاء” تجاه ليبيا والتي لم تنجح في التعامل والوفاء بتعهداتها لحكومة الوفاق رغم ما قدمته من دعم لها في مجال الهجرة والتعاون الاقتصادي.

وأضاف:” أعتقد أن زيارة وزير الدفاع الإيطالي لتركيا سابقة مهمة بحيث أنه من أسبوعين كان وزير الخارجية الإيطالي دي مايو في انقرة و الآن وزير الدفاع وقبلها منسق العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي في انقرة أي أنهم يركزون على مسألة إعادة وترميم العلاقات ما بين انقرة والإتحاد الأوروبي التي لم تتضرر بفعل أوروبي شامل و لكنها تضررت بسبب الموقف الفرنسي المؤثر في بروكسل والذي انعكس عليها، إيطاليا عليها مراجعة نفسها والاستفادة منها عن طريق وضع إملاءات عليها وطلب ضمانات لأن الموقف الإيطالي في ابسط التعريفات واكثرها لياقة يمكن وصفه بالمتخاذل وليس موقف حليف إستراتيجي وشريك كبير”.

في سياق آخر تناول عملية استهداف قاعدة الوطية حيث قال:” القصف السابق الذي تم على قاعدة الوطية كان هناك حديث عن تحرك أسراب من طائرات أمريكية وصلت لقاعدة البراني يبدوا أنها شراكة لدول داعمة لحفتر في قصف الوطية ردعاً لإمكانية استخدامها في إطار شراكة للتدريب والدعم التقني والفني التركي اللوجستي لبناء القدرات وتشغيل القاعدة الليبية فبعد أن تأكدوا أن هناك نصب لقواعد طيران الهوك التي يقال أنها قصفت وهي أمريكية الصنع يبدوا أنهم أرادوا إرباك المشهد وهذا تزامن مع زيارة وزير الدفاع التركي ورئيس أركانه لليبيا بهدف إرباك أي خطة للتوجه لسرت والجفرة وتحريرها بالكامل”.

ورأى أن المهم ليس معرفة من قام بقصف قاعدة الوطية بل أن يكون هناك ردة فعل وتجاوز لما سمي الخط الأحمر الذي حدده الرئيس المصري.

كما استطرد حديثه:” بشأن المفاوضات لفتح النفط كأننا علينا أن نصدر النفط ونخسر الوطن والمبادئ التي ناضل لأجلها الشعب الليبي، استغرب أن يتحدث رئيس مؤسسة بهذا الأمر كونه سيادي سياسي تديره الحكومة ويدخل ضمن خطة الحرب وتحرير وطني شامل فلا يمكن أن نتفاوض على النفط بشكل يبقي العدو والخصم والغازي والأجنبي موجود على أرض الوطن لنفتح النفط فقط، علينا أن نضع المعركة وهي معركة تحرير وطن والأساس والمبدء والباقي يترتب ورائها ولا يخرج عن إدارة وخطة المعركة”.

ولفت إلى أن فرنسا لا زالت تعتقد بأنها قادرة على الوصاية على شمال افريقيا وجنوب الصحراء وافريقيا التي كانت تديرها بمجموعة من المرتزقة لكن الآن فرنسا متراجعة في ظل حضور إيران غير العادي في افريقيا وتواجد الروس بقوة بالإضافة لوصول الأتراك لجنوب افريقيا.

الأمين أفاد أن هناك إعادة تشكيل للوعي السياسي الليبي الذي طال بعض السياسيين الليبيين، مضيفاً :” حالياً نتيجة الضعف والهوان التي تعيشها الدولة الليبية ويرفضها الشعب الليبي هم استعادوا أدوارهم السابقة في التعامل مع الخريطة الليبية على أساس ثلاثي وسربوا للوعي الجمعي، هناك طرف رابع استعاد عقليته السياسية وهم الروس لأنهم طالبوا بحصة في ليبيا عشية الاستقلال الليبي”.

وأردف:” هناك فرق جوهري بين تركيا ومصر فالأخيرة دعمت جنرال بالسلاح في إطار حرب على الوطن الليبي لانتزاع السلطة أما تركيا استدعيت باتفاق، هذه الحرب اضطرت الليبيين الذين هم رافضين لحفتر وأنا منهم لمواجهة الحرب، نحن في حرب دفاع وليس هجوم لصد مطامع بعض الدول، حكومة الوفاق أو أي حكومة من حقها أن تبحث عن حلفاء وعليه الاتراك تواجدوا في إطار دولة وتبادل مصالح و شراكة”.

وشدد أنه على الأتراك الإدراك بأن التحالف هو مع الشعب الليبي وليس الحكومة لأنها متغيرة بحسب قوله، معتقداً أن مالطا لن تكون بثقل ووزن وحجم تبادل تجاري أو اقتصادي كبير بحجم ما هو مع تركيا وإيطاليا أو مع ألمانيا لكنها تعتبر مهمة بحكم وضعها الجغرافي الجيوسياسي التاريخي مع ليبيا وهذا مهم بالنسبة للبلدين وأذكى اقتصاديا من إيطاليا وفقاً لتعبيره.

كما اختتم مطالباً الدولة الليبية بضرورة الانتباه للفرصة التاريخية التي لن تجدها بعد ذلك عن طريق إدارة لعبة المصالح بذكاء وعدم تكرار اخطائها السابقة بثقة عمياء وأن تكون حازمة وحاسمة بإدارة شؤونها الداخلية والإيفاء بوعودها وتعهداتها للخارج، داعياً الحكومة العودة لتصحيح أخطائهم وتبني مشروع جديد بسياسات وخدمات للدولة الليبية.

 

ش

Shares