صنع الله يفقد توازنه بعد تصاعد المطالبات بإقالته من ” منصبه الدائم “

ليبيا – أفقدت المطالبات المتصاعدة بإقالته من منصبه كشرط من شروط إعادة تصدير النفط مصطفى صنع الله المصراتي توازنه في بيانه أصدره مساء اليوم تعقيبًا على التطورات الأخيرة في هذا الملف معلنًا عودة القوة القاهرة التي أعلن رفعها قبل يومين بعد دخول ناقلة لتحميل شحنة متبقية في الخزانات على الرغم من تأكيد المسؤولين عن الإغلاق استمراره وبأن الناقلة لم تدخل إلا لهذا الغرض فقط  .

عقب بيان من السفارة الأمريكية أصدر صنع الله بيانًا أقل ما يوصف هو فقدانه لأدنى معايير التوازن الى درجة حديثه وتلويحه بالتصعيد العسكري في الموانئ النفطية في لغة يستخدمها لأول مرة دون مراعاة عواقبها وسببها تصاعد المطالبة بإقالته من منصبه الدائم الذي يشغله بالتكليف منذ خمسة سنوات وانتقال مناقشة هذا الأمر إلى الأروقة الدولية  .

وذهب صنع الله الذي يُعرف بشخصنته لكل الخلافات حتى الوظيفية ، في بيانه الى القول بأن مرتزقة روس يحتلون الموانئ النفطية دون إبراز أي دليل على هذه الإتهامات التي لايمكن التأكد من مصداقيتها بعد ثبوت عكسها في حقل الشرارة الذي تجولت به المرصد قسمًا قسمًا بعد ساعات قليلة من تلك الإتهامات ولم تجد أي أثر لأي أجنبي في مختلف أركانه   .

وعلى فرض صدق هذه الافتراضية – أي وجود الروس لأن المرصد لم تتمكن من التأكد بشكل مستقل من وضع الحقول في خليج سرت كونها واقعة في نطاق مناطق عمليات عسكرية –  كان من اللافت أن رئيس مؤسسة النفط المكلف غير المعين شرعيًا بذلك أن بلغ به الى درجة أن يزعم بأن مرتزقة سوريون هم الأخرون يحتلون الموانئ النفطية لينطبق عليه قول ( رمتني بدائها و انسلت ) علمًا بأنه قد حضر الإجتماع في طريق السكة الشهر الماضي مع الوفد التركي الرفيع ويعرف تمامًا من الذي معه ( أبومحمد ) ومن لا  ، ويعلم تمام المعرفة من هم السوريون الذين ينتظرون سداد مرتباتهم من عائدات هذا النفط .. بالصوت والصورة وبأن هذه المعضلة أصلًا هي سبب رئيسي من أسباب الإغلاق اضافة لمطلب إقالته .

مزاعم عن وجود السوريين تحديدًا أثارت سخط قطاع واسع من الليبيين ، فلم يشاهد أحدًا أي سوري في أي منطقة إلا في صفوف الوفاق وهم يحتشدون أصلًا لمهاجمة الموانئ النفطية تحت راية تركيا أو  مع الجيش ولكن فقط في تقارير وكالتي رويترز وبلومبيرغ اللتان يتعامل معهم ” المكلف ” عن طريق شركات العلاقات العامة مسبقة الدفع ومن خلاله صديقه السابق وعميل المؤسسة الحالي سفير لندن لدى طرابلس سابقًا ” بيتر ميلت ” صاحب الشركة التي ظفرت بعقد قيمته آلاف الجنيهات برأس مال تأسيسي قدره جنيه إسترليني واحد ! .

هروب للأمام

وعلى الرغم من أن قادة القبائل قد ظهروا صوتًا وصورة منذ البداية وأعلنوا مسؤوليتهم عن الإغلاق وحددوا مطالبهم وأولها عدم عودة الإيرادات لقنوات الفساد السابقة التي من بينها إدارات في مؤسسة النفط والمصرف المركزي ورد عليهم صنع الله نفسه منذ أشهر بأنه سيلاحقهم قضائيًا لهذه الفعلة .

إلا أنه عاد اليوم مكررًا لرواية الإخواني خالد المشري وإتهم دولة الإمارات العربية المتحدة فجأة بالوقوف وراء هذا الإغلاق متناسيًا تحديده المسؤولية هو بنفسه لقادة القبائل وتعهده بمحاكمته قبل أن يصعدوا من مطالبهم الى مستوى إقالته في وقت كان قد خفف فيه من لهجة خطابه ضدهم قبل شهرين بمناسبة عيد الفطر وخاطبهم بلغة الشرع والعُرف الإجتماعي في عدم جواز الإغلاق  وهي اللغة التي تُخاطب بها القبائل دون غيرها كما دعاهم الى حلحلة المشاكل في المستقبل .

ليخرج اليوم هربًا للأمام متهمًا دولة ثانية بهدف إحراجها وخلق ضغط عليها بسبب مأزقه الذي ان استمر سيطيح به من منصبه شعبيًا ، وتناسقًا مع تصريحات أصدقائه الأتراك الذين يعدون للهجوم على كل حال ويستعدون لتوقيع عقود ” شفط ” برية وبحرية معه على أن يستمر الإئتلاف الحاكم في العاصمة كما هو وعلى رأس أضلعه الكبير وصنع الله ذاته  .

قال صنع الله ” أُبلغت المؤسسة الوطنية للنفط أن دولة الإمارات العربية المتحدة أعطت التعليمات لقوات حفتر لوقف الانتاج مجددًا ” دون أن يحدد من الذي أبلغه وكيف ولماذا ،  وفي المقابل قال مسؤولين في المؤسسة لـ المرصد ” علمنا أن مصدر هذه المعلومات هي السفارة التركية في طرابلس ” .

في المقابل وإذ لم يبرز أي دليل على إتهاماته هذه ، قال الشيخ السنوسي الحليق نائب رئيس المجلس الأعلى لقبائل ليبيا الذي يتصدر حراك إغلاق النفط ” أن صنع الله لا يملك أن يتهمهم بمثل هذه الإتهامات وهو آخر من يتحدث عن الإملاءات الخارجية وأكد أن الإقفال لم يتم إلا بإرادة شعبية خالصة ” كلام الحليق يمكنه أن تعززه فرضية أخرى وهي أن أي ليبي لم يشاهد أيً من حكام ومسؤولي الإمارات يتحدثون عن هذا الشأن لا علنًا ولا سرًا لكن الجميع شاهد أردوغان وهو يستعرض الموانئ النفطية قبل شهر على خريطة في قصره ويعد عدة الحرب لها بينما إبتلع صنع الله حلقه تجاه هذا المشهد المُهين وإعلان الحرب الذي كاد أن يحرق الأخضر واليابس .

إنفوجرافيك من المرصد يبين الطريقة التي يلتصق بها صنع الله بمنصبه منذ 2014 عن طريق التكليف بدل التعيين

في أغسطس 2014 وعقب عملية فجر ليبيا الإنقلابية وخروج السلطة الشرعية من طرابلس ، كُلف صنع الله من قبل وزير مكلف وكيلًا لوزارة النفط ، ثم كُلف بتسيير مؤسسة النفط فترة تسييرية مؤقتة استمرت لعامها الخامس ليكون بذلك واحدًا ” من ثالوث الإخوان المسلمين للمناصب والمصائب الدائمة بجوار الصديق الكبير وخالد شكشك معرقلًا لأي حل أو حوار يهدف في النهاية لحلحلة الوضع وإعادة مراجعة شاغلي هذه المناصب المغتصبة ومنتهية الولاية ” كما شخصهم تلميحًا ضمنيًا بذلك المبعوث السابق غسان سلامة عن شاغلي هذه المناصب إبان حرب صيف 2018 .

المرصد – خاص

 

 

Shares