لجنة مكافحة كورونا: 30 بؤرة وبائية تم تسجيلها في ليبيا والوضع انتقل إلى مرحلة الانتشار

ليبيا – عقدت اللجنة العليا لمكافحة وباء كورونا بنغازي أمس السبت برئاسة رئيس الأركان العامة الفريق عبدالرازق الناظوري وبعضوية وزير الداخلية والصحة بالحكومة الليبية المستشار إبراهيم بوشناف وسعد عقوب اجتماعا مع اللجنة الطبية الاستشارية للجنة العليا بحضور وزير التعليم فوزي بومريز  ورئيس اللجنة الطبية الاستشارية فتحية العريبي والناطق الرسمي باسم اللجنة أحمد الحاسي.

اللجنة أطلعت بحسب المكتب الإعلامي لوزارة الداخلية الليبية على الوضع الوبائي للبلاد وعلى أوضاع مراكز الحجر والعزل الطبي ولجان التقصي والرصد العاملة في مواجهة الوباء.

كما اطلعت اللجنة على عدد الحالات المصابة بالمرض النشطة منها وكذلك التي تم شفاؤها إضافة إلى تلك التي انتقلت إلى رحمة الله تعالى.

وبدوره، أعلن وزير الصحة أن إجمالي الإصابات بفيروس كورونا بلغ 1389 حالة منها 1011 حالة ما تزال نشطة وأن عدد المتعافين من المرض بلغ 340 حالة فيما انتقل إلى رحمة الله تعالى بسبب المرض عدد 38 حالة.

وقال عقوب إن الوضع الوبائي في ليبيا انتقل من مرحلة الاحتواء إلى مرحلة الانتشار، لافتا إلى أن 30 بؤرة وبائية تم تسجيلها في ليبيا.

ومن جانبه، قال نائب رئيس اللجنة الطبية الاستشارية للجنة العليا والناطق الرسمي باسم اللجنة أحمد الحاسي إن المنطقة الممتدة من سرت غربا وحتى أمساعد شرقا وصولا إلى الكفرة جنوبا لم يسجل بها إلا 73 حالة موجبة، مشيرا إلى أن نسبة المصابين في هذه المنطقة تقدر بنحو 7% من إجمالي عدد المصابين.

وأوضح الحاسي أن مدينة سبها لوحدها سجّل بها 538 حالة موجبة بينهن عشرة حالات تم تسجيلهن البارحة من العناصر العاملة بالمستشفى، لافتا إلى أن المنطقة الغربية تعد فيها مدينتي طرابلس ومصراتة الأكثر تواجدا للحالات المصابة بالمرض.

وبيّن أن تدوينة الطبيب المقيم في كندا هاني شنيب التي فسّرت على أنها تتحدث عن الوضع الوبائي في ليبيا ليست كما فهمت وإنما تحدث فيها عن الوضع الوبائي في الولاية التي يعيش بها خارج الوطن.

وشدد أن جائحة كورونا تعد واقعا معاشا وحقيقة دامغة، لافتا إلى أن عدم ظهور الأعراض على الحالات التي أثبتت التحاليل إصابتها المؤكدة بالمرض لا يعني عدم وجوده.

ومن جهتها ، فسرت رئيس اللجنة الطبية الاستشارية فتحية العريبي الأمر لكون الحالات التي انتقلت إليها العدوى بالمرض لم تكن معظمها من كبار السّن، مشيرة إلى أن هذه الفئة هي المعرضة لظهور الأعراض والمهددة بالمضاعفات بسبب وجود عدد الأمراض المزمنة لديها وأن التباعد الاجتماعي الذي يطبقه كبار السن هو ما جنبهم الإصابة بالمرض.

وأوضحت أن جميع الحالات التي تم إيواءها في مستشفى الهواري العام وبرج الأمل بمركز بنغازي الطبي ومستشفى الكويفية ومصحة الإرادة لم يتم تسجيل أية حالة منها تحتاج إلى التنفس الصناعي، مؤكدة أن 20% من الحالات المصابة بالمرض تحتاج للإيواء بالمستشفى فيما لا تظهر الأعراض على 80 % من إجمالي المصابين.

وأكدت رئيس اللجنة الطبية الاستشارية أن المرحلة المقبلة سيتم فيه عزل الحالات المصابة بالمرض في منازلها خاصة تلك التي لم تظهر عليها الأعراض التي تتطلب دخولها للمستشفى للحصول على العناية الطبية، مؤكدة أن الرحلات الأخيرة للعالقين في الخارج سيتم إخضاعهم عقب عودتهم للحجر المنزلي لمدة 14 يوما في حال بينت تحاليل البي سي آر خلوهم من المرض.

وطالبت اللجنة العليا لمكافحة وباء كورونا بضرورة الاستمرار في تطبيق كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية اللازم تنفيذها لضمان عدم تفشي هذا الوباء وخروجه عن السيطرة.

وأكدت اللجنة أن كافة التدابير الوقائية والاحترازية المتعلقة بالجانب الأمني والخدمي التي تم اتخاذها في السابق ضمنت عدم انتشار الوباء بشكل سيء، مؤكدة أنها ستزيد من الإجراءات الأمنية والعسكرية التي تحول دون انتقال المواطنين من المدن والمناطق التي تشهد وضعا وبائيا سيئا إلى غيرها من المدن والمناطق التي تشهد استقرارا.

ومن جهة أخرى، أكد الناظوري أنه وبالتنسيق مع الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية ورئيس الحكومة الليبية عبد الله الثني سيعلنون رفع الحظر على أداء الصلوات الخمس والجمعة في كافة المساجد  شريطة تطبيق كافة التدابير الوقائية والاحترازية التي أعلنت عنها اللجنة الطبية الاستشارية منها على سبيل الذكر لا الحصر إزالة الفرش الأرضي وإغلاق دورات المياه وإقامة الصلاة عقب الأذان مباشرة واصطحاب المصلي لسجادته وارتدائها لكمامة الأنف والفم في كل صلاة مع التباعد بين المصلين.

وفي السياق ذاته، استعرض بومريز الموقف العام للوزارة منذ بداية أزمة جائحة كورونا وما اتخذته من إجراءات ساهمت مساهمة كبيرة في مكافحة هذه الظاهرة على مستوى البلاد وما تتطلبه المرحلة القادمة لاستكمال الرسالة التعليمية.

وناقش بومريز ووكلاء الوزارة مع اللجنة العليا واللجنة الطبية الاستشارية الإجراءات الواجب اتخاذها لتنفيذ أعمال الامتحانات في ظل تدابير وقائية واحترازية وإمكانيات طبية لازمة وضرورية.

وأوضح أن الوزارة قامت بإصدار أسئلة استرشادية لطلاب التعليم الأساسي والثانوي يتم اختبارهم فيها بعد توفر كافة الاشتراطات الوقائية والاحترازية في المدارس وفقا لآلية سيتم الإعلان عنها لاحقا.

وأكد أن الوزارة لن تتمكن من توفير هذه الاشتراطات في الوقت الراهن من خلال تعقيم 2196 مؤسسة تعليمية و184 كلية ومعهد عالي إضافة إلى شراء كمامات لعدد 700 ألف طالب وطالبة بسبب الظروف المالية التي تمر بها الحكومة الليبية، معربا عن أمله في حل الأزمة بعد عطلة عيد الأضحى المبارك.

وقال إن وزارة التعليم ستجري امتحانات مرحلة النقل للتعليم العام (الأساسي، والثانوي) يوم 8 أغسطس المقبل في حال توفرت الإمكانيات اللازمة للتدابير الاحترازية والوقائية.

وفيما يتعلق بالتعليم العالي، أكد بومريز أن الامتحانات ستنطلق في 9 أغسطس المقبل على أن يتم تطبيق كافة التدابير الاحترازية والوقائية للطلاب وأعضاء هيئة التدريس كونهم كبار في السن ويفهمون معنى التباعد الاجتماعي ويعلمون خطر المرض، لافتا إلى أن اللائحة 501 الخاصة بالتعليم العالي تسمح لمن تجاوزوا 75 % من المقرر الدراسي إجراء الامتحانات النهائية.

وفيما أكد أن المسؤولية تضامنية، دعا الوزير أولياء الأمور لتفهم خطر الجائحة، لافتا إلى أن جدولا زمنيا محكما سيضمن عدم ضياع العام الدراسي على الطلبة ويضمن مراجعة ما ضاع خلال هذا العام الدراسي في العام القادم.

وأكد أن لجنة علمية تعكف هذه الأيام على إعداد لائحة التعليم عن بعد، مؤكدا أنه سيتم اعتمادها وتكون رافدا من روافد التعليم في ليبيا ومشيرا إلى انطلاق العديد من المنصات التعليمية عبر شبكة الإنترنت والقنوات التلفزيونية.

Shares