الفاندي: نرفض تدخلات أنقرة في بلادنا ودفعها بآلاف المرتزقة للقتال في صفوف الوفاق

ليبيا – حذّر رئيس المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان القبائل الليبية صالح الفاندي من مخاطر تركيا وتنظيم الإخوان على المنطقة، معرباً عن رفضه لتدخلات أنقرة في بلاده ودفعها بآلاف المرتزقة للقتال في صفوف قوات حكومة الوفاق.

الفاندي وفي تصريح لصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية اليوم الأربعاء دافع عن شرعية التدخل المصري في ليبيا بحكم الجوار والتاريخ والأمن القومي المشترك، قائلاً:” إن مجلسه الذي يمثل كل أطياف ومكونات الشعب الليبي ومن قبله مجلس النواب والقيادة العامة للجيش منحوا الإذن لمصر وطلبوا قواتها التدخل لحماية أمننا القومي المشترك وردع أطماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاستعمارية ولا يوجد تفويض أكثر شرعية من هذا”.

وذهب الفاندي إلى أنهم سيدافعون عن ليبيا بكل قوتهم، مؤكداً: “لدينا مليون مواطن جاهزون ومدربون على حمل السلاح ويمكننا الدفع بهم إلى ساحة القتال علاوة على أبنائنا المنخرطين بالفعل في صفوف قواتنا المسلحة”.

ورأى أن الرد الابلغ على الرئيس التركي هو رؤيته للقبائل وهي تتقدم الجيش المصري إذا ما قرر الدخول إلى ليبيا وحينها ستقابَل قواته بحفاوة وترحاب من الجميع وخصوصاً قبائل بالمنطقة الغربية باستثناء الإسلاميين وحلفائهم بحكومة الوفاق والميلشيات المسيطرة على العاصمة ممن يأخذون أوامرهم من قطر وتركيا».

وتابع موضحاً: “نحن دعمنا جيشنا بأبنائنا وندعمه مادياً بكل ما نملك وكل ما لدينا هو تحت تصرف قواتنا المسلحة لكن ما يقدَّم للوطن لا يتم الإفصاح عنه بالإعلام”، متسائلاً: “بأي حق أو سند شرعي يتحدث أردوغان عن ليبيا؟ هل نسي جرائم أجداده العثمانيين خلال استعمارهم لبلادنا عندما هجّروا قبائل عدة نحو الحدود المصرية؟ أم نسي جرائم قواته وما جلبه من مرتزقة سوريين أعملوا القتل والتدمير في ترهونة؟”.

ورد الفاندي على ما وصفه بحملات التشكيك في كون مجلسه لا يمثل أطياف الشعب الليبي، بقوله: “تهديدات المحسوبين على حكومة ما يسمى الوفاق لنا ممن يأتمرون بأمر قطر لا تمثل شيئاً… ومجلسنا يمثل كل القبائل الليبية بمختلف المكونات وبعموم البلاد، باستثناء قلة من قبائل المنطقة الغربية”.

وأبدى الفاندي قدراً من اللوم في معرض حديثه عن دور الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في تعاطيه مع دور القبيلة وما سماه الانحياز لحكومة الوفاق وقال: “الأمم المتحدة للأسف لم تتعاون مع القبائل ولم تأتِ إلى بنغازي للاستماع إلينا ولمطالب الشعب الذي نمثله هم يذهبون إلى طرابلس رغم أنهم يرون بأعينهم أن العاصمة فاقدة للأمن والأمان والدليل عدم وجود أي سفارة لأي دولة بها”.

وأضاف: “هم يرون الحقيقة لكنهم يتجاهلونها والأمر مشابه عندما يقومون بمساواة الجيش الوطني المحترف والمنضبط الخاضع للقانون والنظم العسكرية بالميليشيات المسلحة بالغرب التي تقتل وتختطف المواطنين”، لافتاً إلى أن المحتل جلب حتى الآن أكثر من 15 ألف مرتزق سوري يتقاضى كل واحد منهم ألفي دولار شهريا فيما لا يزيد راتب جل الليبيين من أصحاب العائلات الكبيرة عن ألف دينار ونحن من سنحاكم هؤلاء “، على حد تعبيره.

وتابع: “أن أغلب إنفاق الحكومات التي تعاقبت على طرابلس منذ 2011 انحصر على الميليشيات إذ لم ينجز مشروع واحد في ليبيا لا مدارس أو مستشفيات أو خدمات المال هناك يُصب في يد الصغار الذين يتباهون بحيازة السلاح حتى تمكنت قيادات الميليشيات من جمع ملايين الدولارات وامتلاك السيارات الفارهة… هذه الفئة هي من تحمي السراج والعاصمة الآن”.

ووجه رئيس المجلس الدعوة إلى دول الجوار خصوصا الجزائر وتونس لمساندة الموقف المصري في ردع الأطماع التركية، محذراً من مخططات أنقرة بعيدة المدى لتدمير المنطقة، بقوله: “نعم أردوغان يهدف إلى استنزاف النفط والغاز الليبي لكن الهدف الرئيسي يتمثل في التخطيط لتدمير المنطقة فالكل يعرف جيداً خطورة العناصر الإرهابية التي أحضرها من سوريا على أمن المنطقة وبالتالي يجب على الجميع التكاتف لصد هذا العدوان الغاشم”.

الفاندي انتهى مدافعاً عن المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني، بقوله: “هذا رجل وطني وإيماننا به جعلنا ندفع أبناءنا للانضمام تحت قيادته حيث استطاع أن يبدأ تكوين الجيش بـ170 رجلاً فقط ليخوض معارك قوية في مواجهة الإرهابيين في مدن شرق ليبيا وصولا إلى العاصمة لكن المنتفعين بالسلطة والمال هناك خافوا على مقاعدهم فاستعانوا بالأتراك لمجابهة الجيش الوطني”.

Shares