ليبيا – علق رئيس تكتل إحياء ليبيا عارف النايض على المكالمة الهاتفية التي جرت بين المستشار صالح والسفير الأمريكي رتشارد نورلاند التي تطرقت إلى موضوع مؤسسة النفط، وموضوع التدخلات الأجنبية في ليبيا، والتوتر العسكري حول سرت والجفرة.
النايض قال في مقابلة مع قناة العربية الحدث الخميس تابعتها المرصد بأنه ليس هناك في ليبيا من لا يتفطن إلى أهمية ضخ النفط وانسيابه وتصديره، ولكن هناك إشكاليات حقيقية بسبب ذهاب الموارد المالية المترتبة على ضخ النفط إلى مصرف ليبيا المركزي بطرابلس، الواقع تحت سيطرة جماعة الاخوان المسلمين بالكامل، مبيناً بأن أكثر من تسعة مدراء في الإدارات العليا بالمصرف من الإخوان المسلمين.
وبشأن وضع مؤسسة النفط قال :”هناك إشكالية كبيرة، للأسف فرئيس المؤسسة بطرابلس صنع الله يدعي الحيادية ويدعى أنه تكنوقراط وأنه ليس له علاقة بالسياسة ويدعي الاستقلالية، أولا هناك الكثير من المغالطات، فالمؤسسة لا يجب أن تكون مستقلة، يجب أن تكون تحت سيطرة البرلمان ورقابة البرلمان، فكرة أن هناك مؤسسة لا تخضع لأي نوع من الرقابة أو الحوكمة هذه مشكلة كبيرة”.
وتابع في ذات السياق قائلاً:” المشكلة الأخرى في تصدير النفط نفسه هناك إشكاليات، النفط يصدر عن طريق شركات معينة فقط، وبعض هذه الشركات في سويسرا تتبع للإخوان المسلمين، فحتى عملية بيع النفط ليست عملية حيادية، نحن نطالب برقابة ليس فقط على مصرف ليبيا المركزي والتدقيق في مصرف ليبيا المركزي، ولكن تدقيق أيضا في صادرات النفط”.
وبشأن ادعاءات حياد مؤسسة النفط بطرابلس قال:” للأسف المؤسسة لم تكن قط محايدة في كل هذه الحروب، استخدمت طائرات المؤسسة في نقل العتاد والعناصر العسكرية، واستخدمت للضغط على المناطق غير الداعمة لحكومة الوفاق بقطع إمدادات البنزين والغاز عنها ، والجنوب الليبي يشهد على ذلك، هذه المنطقة محرومة الآن من الغاز ومن البنزين فقط لأنها تتبع للبرلمان وحكومة البرلمان وجيش البرلمان بدلا من حكومة الوفاق”.
وتعليقاً على المفاوضات الروسية التركية بشأن ليبيا قال:” نحن نعلم بأنه كان هناك تشاورات روسية تركية مبكرا حتى في موضوع الهدنة وغير ذلك، ونحن نرحب بأي تشاور دولي كالتشاور بين الرئيس ماكرون والرئيس ترامب أو الرئيس ترامب والرئيس السيسي، كل هذه التشاورات نحن نرحب بها، ما لا نرحب به هو الصفقات على حساب الشعب الليبي، وصفقات على حساب البرلمان وحكومة البرلمان وجيش البرلمان، نحن نراقب هذه التطورات سنستمع لهذه التطورات، عندنا ثقة بأن الجانب الروسي لن يقوم بصفقة على حساب ليبيا، ولن تدخل صفقات بخصوص سوريا في الملف الليبي ولكن روسيا وتركيا ليسا وحدهما، هناك عالم بالكامل جلس معا في برلين على أعلى مستوى ونحن مع مسار برلين ومع المبادرة البرلمانية التي طرحها رئيس البرلمان عقيلة صالح، والتي أقرها أيضًا الجيش الليبي في مبادرة القاهرة”.
وتابع :” الخط الأحمر الذي رسمه الرئيس السيسي في القاهرة هو خط أحمر ليبي ، لن يكون هناك أي تراجع عن سرت والجفرة، بل سيكون هناك تقدم إذا ما تجرأت تركيا بدعم المزيد من الغطرسة، نحن نستمع للمشري يقول بأنه يريد أن يبسط حكومة الوفاق على كامل التراب الليبي، هيهات له، بل إن البرلمان يجب أن يبسط سلطته على كامل التراب الليبي لأنه البرلمان المنتخب من قبل الشعب الليبي وله الشرعية التشريعية الكاملة”.
وأشار رئيس تكتل إحياء ليبيا إلى وجود إصرار وغطرسة عجيبة لدى الأتراك ولدى من وصفهم بـ” عملائهم من أمثال المشري” ، مبيناً بأن رئيس مجلس الدولة وحكومة الوفاق، التي أصبحت تدار من تركيا، الآن أصبحوا مجلس الولاية ولاية طرابلس عند السلطان العثماني الآن يدفع الأتوات ويدفع الميري للسلطان العثماني ويأتمرون بأوامره حسب قوله.
وأكد على أنهم يتمنون السلام ومشايخ القبائل ورئيس البرلمان عندما طلبوا التدخل المصري طلبوا ذلك من أجل السلام لا من أجل الحرب، مشيراً إلى أن ليبيا تتعرض لاجتياح من قبل 16 ألف مرتزق جلّهم من القاعدة ومن داعش تم تصديرهم إلى ليبيا عن طريق تركيا وكذلك منظومات عسكرية متقدمة من الناتو، وطائرات مسيّرة، فطلب مساعدة الجيش المصري شيء طبيعي جداً تحت منظومة الدفاع العربي المشترك، وهناك اتفاقيات دفاع مشترك منذ أيام النظام السابق مع الشقيقة مصر، وطلب واضح من البرلمان الليبي ورئيس البرلمان الليبي ومن القبائل الليبية حسب قوله.
وشدد النايض على أن الدول الداعمة للجيش لن تتوانى عن تقديم كل ما يمكن تقديمه للدفاع لا فقط عن سرت والجفرة ولكن للدفاع عن كامل التراب الليبي حتى الحدود التونسية والجزائرية والجنوب الليبي بالكامل ، مؤكداً على أن البرلمان الليبي له الشرعية الحقيقية والمعترف بها دوليًّا كآخر جسم تشريعي منتخب، هذا البرلمان له جيش شرعي، هذا البرلمان له حكومة شرعية برئاسة السيد عبدالله الثني، هذا هو الواقع.
وقال بأن أردوغان أصبح يتصرف مع الليبيين كما تصرف أسلافه في محاولة لإعادة أحلام الدولة العثمانية، مبيناً بأن الليبيون يثقون بالمنظومة الدفاعية العربية، وبمصر و الجزائر والبرلمان التونسي الذي أشاد بالمحاولات التي تجري داخله لإقصاء جماعة الاخوان .
وطالب رئيس تكتل إحياء ليبيا كل الدول العربية بدعم البرلمان الليبي وقواته المسلحة ضد الاجتياح التركي، داعياً الأمين العام للأمم المتحدة إلى إتخاذ قرار بكل مهنية وشفافية وموضوعية، لتعيين مبعوث أممي جديد في ليبيا دون التأثر بالصراعات السياسية بين الدول.
وأعرب في ختام حديثه عن أسفه من الصراع الدائر بين عدة دول على منصب المبعوث الأممي إلى ليبيا، مضيفاً :” نحن نشكر السيدة ستيفاني ويليامز على ما تقوم به بعد استقالة السيد غسان سلامة، ولكن يبقى الأمر أننا نحتاج إلى مبعوث يتمتع بثقة كاملة وبمساندة كاملة من السيد الأمين العام”.