ليبيا – علّق عضو مجلس النواب علي السعيدي على الإعلان عن ما يسمى مجلس إقليم فزان، معتبرًا أنّه هناك تهميش واضح لأهل فزان من قبل الحكومات المتعاقبة التي مرّت على البلاد، مشيرًا إلى أنّ فزان هي الحلقة الأضعف في ليبيا.
السعيدي أكّد خلال مداخلة هاتفيّة عبر برنامج “الحدث” الذي يذاع على قناة “ليبيا الحدث” أمس الأربعاء وتابعتها صحيفة المرصد، على أنّه منذ دخول القوّات المسلحة لأوباري عادت بوصلة الجنوب لحضن الوطن واستعادت ليبيا – خاصّة الجنوب- جزءًا من الهيبة، مؤكّدًا على أنّ الحدود الليبية الجنوبية أكثر خطرًا على وحدة ليبيا بالدرجة الأولى، بالإضافة للحدود المفتوحة من دول الجوار كتشاد والنيجر بالتحديد.
وأشار إلى أنّ الحكومة الليبية برئاسة عبدالله الثني خصصت أموالًا لفزان، لكنها لم تصل نتيجة الخلل الواقع في أبناء فزان، خاصة الشخصيات الموجودة داخل الحكومة التي تتحمّل المسؤولية كاملة.
وأضاف: “نلوم الشخصيّات الضعيفة الموجودة في الحكومة التي لا تستطيع أن تنتزع حقوق فزان، هناك شركة تمّ تأسيسها تسمى شركة فزان للخدمات النفطيّة كان من المفروض أن يكون مقرها سبها، لكن للأسف أصبح مقرها طرابلس بدلًا من أن تأتي للجنوب، وتم تعيين أبناء المنطقة الغربيّة وليس أبناء فزان”.
كما علّق على أهداف هذا المجلس وإعتقاد البعض بأنه يسعى لانفصال فزان قائلًا: “الانفصال ليس بالأمر السهل، أن تكون فزان دولة في ظل التشظي وغياب قوة أمنيّة تحمي أيّ قرار أو أي مطلب لفزان، علينا أن نتذكر أنّ مايسمى بحكومة الأمم المتّحدة حاولت غزو الجنوب بعد انسحاب الجيش من طرابلس، والبحث عن أكبر رقعة ليتمّ فيها تفاوض في المستقبل، لكن الجيش وسلاح الجوّ الليبي كان له دور كبير في إسقاط وتدمير الأرتال”.
وكشف عن وجود شخصيّات من أبناء الجنوب يتمّ استخدامهم كأداة من قبل أطراف أخرى؛ لتمرير مشاريع ما لجماعة الإخوان المفسدين في ليبيا بحسب قوله، مشددًا على أنّ فزان لن تكون جزءًا من دمار الوطن و تقسيمه.
واعتقد أنّ دور المؤسسة العسكريّة والقوات المسلحة حماية التراب الليبيّ وعلى القوات المسلّحة أن تدرك تمام الإدراك ما يحاك ضدّ ليبيا، مضيفًا: “القوات الليبية موجوده في اوباري، ولن تسمح بإقامة هذه المشاريع التي تحاول أن تقسّم وتهمّش ليبيا، جماعة الإخوان تسعى لتوسيع رقعة الأرض التي تعبث بها، وأوسع مما يملكون الآن وهي الغرب الليبي من مصراته للحدود الليبيّة التونسيّة حيث لا تتجاوز المساحة الـ 600 ألف كيلو متر مربع، بينما المساحة التي يملكها الجيش تفوق المليون و200 ألف كيلو متر مربع”.
السعيدي استبعد حدوث تقسيم أو تمزيق لليبيا وتكون فزان انطلاقته؛ لأنّه أمر بعيد المنال، موضّحًا أنّ جماعة الاخوان المفسدين يريدون الوصول لفزان لأنها الحلقة الضعيفة في ليبيا.
واختتم متطرقًا لما يتمّ تداوله بشأن عقد اجتماعات في إيطاليا تهدف لبناء مساكن للمهاجرين غير القانونيين في الجنوب، موضحًا:”أن الدعم الحقيقي هو قطر وإيطاليا مجرد بوابة لتنفيذ المشروع، إيطاليا سبق وأن تدخلت في الشأن الليبي وفي اعتقادها بأنها ستحل النزاع بين التبو وأولاد سليمان، وكان دورها تعويض القبيلتين وجبر الضرر وعودة العلاقات والتسامح بينهما، وعليه بالنسبة لإيطاليا لا نعتقد أن لديها مشروعًا في العمق في بناء المساكن للهجرة غيرِ الشرعيّة، فهي تعيش على الهجرة غير الشرعيّة التي تذهب لليبيا، ولأنّها تأخذ استحقاقًا كبيرًا من المفوضيّة العليا الأوروبية لتمويل وتغطية المشروع، لذلك لن تكون ضدّ فكرة مشروع الهجرة على أراضيها بل سترحب به، قطر من تموّل هذه المشاريع وسبق لها أن وصلت لليبيا عندما كان النزاع بين التبو والطوارق، حيث كانت تدعم جهات ضدّ الأخرى”.