البرلمان المصري: التدخل التركي في ليبيا يهدف إلى هدم الدولة الليبية والاستيلاء على ثرواتها

ليبيا – أكد رئيس مجلس النواب المصري علي عبد العال أن هناك دول تعمل على التدخل في الشأن الليبي عبر تذكية الفتن والانشقاق داخل الصف الليبي للنيل من مقدرات البلاد.

عبد العال وفي تصريح لصحيفة “بوابة الأهرام “المصرية نوّه إلى أن تركيا تهدف من خلال تدخلها السافر في ليبيا إلى زعزعة الاستقرار لليبيا وللأمن القومي المصري.

وأشار إلى موقف مصر الثابت تجاه ليبيا وحرصها على وحدة سلامة أراضيها والعمل على ضرورة التوصل لحل الأزمة الليبية.

وإلى نص الحوار :- 

س/ كانت الأزمة الليبية واحدة من أبرز الملفات التى تعامل معها مجلس النواب أخيرا، فكيف تنظر إلى تلك الأزمة والدور المصرى فى حلها بالاتفاق مع الأشقاء الليبيين؟

ج/ هناك دول تعمل على التدخل في الشأن الليبي عبر تذكية الفتن والانشقاق داخل الصف الليبي في محاولة للنيل من مقدرات هذا البلد الكبير وتقسيمه إلى دويلات،ولم يعد خافيا عن أحد اليوم ما تقوم به تركيا من تدخل سافر في الشأن الليبي سواء عسكرياً بوجود جنود أتراك على الأراضي الليبية وتوقيعها مذكرتي تفاهم منعدمة وباطلة مع حكومة السراج حول التعاون الأمني والعسكري وتحديد مناطق النفوذ البحرية أو عن طريق دعم فصائل مسلحة معينة من أجل قلب موازين القوى لمصلحة هذه الفصائل أو من خلال إرسال مقاتلين ارهابيين أجانب الى ليبيا لتذكية الصراع،وكل ذلك بهدف زعزعة الاستقرار والأمن والاستيلاء على ثروات الدولة وحقوق الشعب الليبي وإيجاد تهديد للأمن القومي المصري على الحدود الغربية مع ليبيا.

والموقف المصري ثابت تجاه الشقيقة والجارة ليبيا، فنحن حريصون على وحدة وسلامة الأراضى الليبية ونعمل على ضرورة التوصل لحل للأزمة بأيدى الليبيين أنفسهم بمساندة المجتمع الدولي فمصر تعد الأزمة الليبية أمنا قوميا لها لما تمتلكه الدولتان من تاريخ ومصير وحدود مشتركة وبالتالي فنحن نمد يدنا لجميع الليبيين،بالتعاون على دعم وحدة الاراضي والدولة الليبية وهنا استدعى ما أكده مراراً الرئيس عبدالفتاح السيسي من الدعم المصري لاستقرار وأمن ليبيا وتفعيل إرادة الشعب الليبي وكذلك مساندة جهود الجيش الوطني الليبي في مكافحة الإرهاب والقضاء على التنظيمات الإرهابية ورفض كل التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي الليبي ولهذا أطلق الرئيس السيسي المبادرة المصرية،إعلان القاهرة الرامية إلى حل الأزمة فى ليبيا حيث دعت المبادرة إلى وقف إطلاق النار بدءا من يوم الاثنين الثامن من يونيو الماضي وإلزام الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها.

س/ لكن تركيا لا تزال تمارس ألاعيبها فى لييبا، فكيف ترى مواجهة هذا التدخل التركى على ما يمثله من تهديد للأمن القومى المصري؟

ج/ مصر كما ذكرت تعد سلامة ووحدة ليبيا مسألة متعلقة بالأمن القومي لذا فإنها لن تدخر جهداً للحفاظ عليه مهما كلف الأمر ليس بغرض التدخل فى شئون الأشقاء ولكن بغرض وضع الأمور في نصابها وطريقها الصحيح نحو التسوية السلمية للصراع.

ومصر دولة قوية تملك مقومات الردع ولديها من الوسائل الناعمة والصلبة فى آن ما يكفي لأن تفرض إرادتها فلا التاريخ ولا الجغرافيا ولا اللغة فى مصلحة الوجود التركي فى ليبيا وهو ما يفرض على جميع الأطراف والقوى الليبية أن ترفض التدخل التركي وأن تنأى بنفسها عن التعامل معه وتفطن إلى النيات الحقيقية وراء هذا التدخل الذى يهدف إلى هدم الدولة الليبية وطمس هويتها والاستيلاء على مقدراتها وثرواتها،وأنا أدعو هذه الأطراف إلى وحدة الصف ونبذ الانقسام السياسي والاقتتال وعليهم جميعاً أن يدركوا أن الحل لابد أن يكون سياسياً مدفوعاً بإرادة الليبيين أنفسهم من أجل بناء وطنهم.

والحقيقة أن المجتمع الدولي أصبح مطالبا أكثر مما مضي بأن يضطلع بمسئولياته بشكل حاسم فى التصدى للتدخل التركي فى ليبيا وهو تدخل بات ينذر بتصعيد إقليمي ستكون له آثاره الوخيمة على جهود التوصل لتسوية شاملة وقابلة للتنفيذ وهنا يجب على المجتمع الدولي دعم ورعاية المبادرة المصرية الأخيرة للتسوية السياسية للأزمة وهو ما نادت به مصر بالفعل وقد تلقينا كثيراً من الدعم من قِبل المجتمع الدولي عبر تواصل عدد من الدول مع مصر،على رأسها روسيا والولايات المتحدة الأمريكية كما أعربت العديد من المنظمات الدولية عن دعمها للمبادرة المصرية سواء الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة أو جامعة الدول العربية وهو ما يعنى أن هناك توافقاً دوليّاً حول ضرورة تطبيق حل سياسي والحقيقة أن إعلان القاهرة جاء فى توقيت كان المجتمع الدولي بعيداً عن ممارسة دور فاعل فى ليبيا.

س/ كيف ترى الرسالة التى أطلقها الرئيس السيسى فى أثناء زيارته المنطقة الغربية العسكرية؟

ج/ الرئيس السيسي وجه رسالة،تقول بوضوح إن قواتنا المسلحة على أتم الاستعداد وفى أي وقت للحفاظ على الأمن القومي داخلياً وخارجياً إذا تطلب الأمر وقال إن الجيش المصري من أقوى جيوش المنطقة ولكنه جيش رشيد يحمي ولا يهدد يؤمن ولا يعتدي فتلك هى عقيدتنا وثوابتنا التى لا تتغير كما أمر الجنود بأن يكونوا مستعدين لتنفيذ أى مهمة داخل حدودنا وإذا تطلب الأمر خارج حدودنا في إشارة إلى أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدى أمام أي محاولة دنيئة للنيل من أمنها القومي وزعزعة الاستقرار على حدودها مع جيرانها الأشقاء الأمر الذي لاقى استحساناً وتأييداً من جانب الشعب الليبي ومختلف القوى الليبية.

س/ وماذا عن التحركات البرلمانية الدولية التى قام بها مجلس النواب المصرى فى هذا الملف؟

ج/ نحن نعمل على مساندة القيادة السياسية فى جهودها لإحلال الاستقرار في ليبيا ونؤيد أي إجراءات أو قرارات فى هذا الشأن ونحن على تواصل دائم مع البرلمان الليبي بقيادة الأخ المستشار عقيله صالح لتقديم كل أشكال الدعم والمؤازرة له وللأشقاء فى هذه المحنة وقد عقدنا العديد من اللقاءات الثنائية بغرض توحيد الرؤى وتأكيد الدعم للأشقاء فى ليبيا كما نعمل معاً من أجل عرض القضية الليبية أمام مختلف المحافل البرلمانية الدولية والإقليمية من أجل إيضاح الموقف والصورة كاملة وطلب دعم برلمانات دول العالم وحكوماتها لجهود إحلال السلام فى ليبيا وفي الوقت المناسب لدينا المجموعة العربية والمجموعة الاسلامية فى الاتحاد البرلماني الدولي وتجمعنا بهم جميعا علاقات طيبة للغاية.

Shares