الخيار بين الرئيس الحالي ومعلمة سابقة.. بيلاروس تختتم اليوم الانتخابات الرئاسية

بيلاروس – تصوت بيلاروس اليوم الأحد في انتخابات رئاسية تنحصر المنافسة الأساسية فيها بين الرئيس ألكسندر لوكاشينكو ومعلمة سابقة صعدت للشهرة لتقود أكبر تحد للوكاشينكو الساعي لولاية رئاسية سادسة.

وبخلاف الحملات الانتخابية السابقة، التي كان فوز الرئيس لوكاشينكو فيها يبدو أمرا مفروغا منه حتى قبل انطلاقها، تجري الانتخابات الحالية في ظل تصاعد احتجاجات ضد سياسات الرئيس الذي يحكم البلاد منذ العام 1994.

وبعد أن أخرجت السلطات أبرز منافسين محتملين للوكاشينكو من اللعبة بمنعهم من التسجيل، بل واعتقال اثنين منهم، وهما رجل الأعمال فيكتور باباريكو والمدون سيرغي تيخانوفسكي، التفت المعارضة حول سفيتلانا تيخانوسكايا معلمة اللغة الإنجليزية السابقة التي ظهرت فجأة في الساحة السياسية بعد سجن زوجها سيرغي.

وتمكنت حملة تيخانوفسكايا من تنظيم تجمعات انتخابية حاشدة في العاصمة مينسك ومدن أخرى، وجمع أحدها عشرات آلاف الناس في العاصمة مينسك، في أكبر حشد معارض منذ عقود.

خلاف مع موسكو وضغوط على المعارضة

والحملة الانتخابية الحالية تخللها أيضا خلاف بين مينسك وموسكو حول اعتقال الأمن البيلاروسي لـ33 مواطنا روسيا، وصفتهم مينسك بأنهم متعاقدون مع ما يطلق عليه شركة “فاغنر” العسكرية الخاصة الروسية، وصلوا إلى بيلاروس بهدف التخطيط “لأعمال إرهاب”.

من جهتها، رفضت موسكو هذا الاتهام ونفت أي نية لها للتدخل في شؤون الدولة الجارة والحليفة، واعتبرت اعتقال مواطنيها ناجما عن عمل استفزازي، مطالبة بإطلاق سراحهم فورا، بينما يرى معظم المحللين الروس والدوليين أن ورقة احتجاز “المرتزقة الروس” سعت السلطات في مينسك لاستخدامها ذريعة لشن حملة ملاحقة أشد ضد المعارضة قبيل وعقب الانتخابات الرئاسية الحالية.

وتقول جماعات حقوق الإنسان في بيلاروس إن السلطات قامت خلال الحملة الانتخابية بتوقيف أكثر من 1400 شخص واعتقال مئات منهم.

المعارضة تشكك في نزاهة الانتخابات والمراقبة الدولية محدودة

رغم قرار لجنة الانتخابات البيلاروسية بمنع المعارضة من إجراء فرز بديل للأصوات فقد حثت تيخانوفسكايا مؤيديها على مراقبة مراكز الاقتراع، وقالت أمس السبت: “نحن أغلبية ولا نريد دماء في الشوارع…فلندافع معا عن حقنا في الاختيار”.

وحسب القانون البيلاروسي، بدأ التصويت المبكر قبل 5 أيام من يوم الاقتراع الأساسي، وقالت لجنة الانتخابات إن نسبة الإقبال خلال تلك الأيام بلغت 41,7% من الناخبين، وسط اتهامات يطلقها مراقبون مستقلون بأن هذا الرقم مبالغ فيه، وأن عملية التصويت المبكر برمتها تفتقد الشفافية.

وهذا العام تجري الانتجابات الرئاسية اليلاروسية في ظل مراقبة دولية محدودة حيث اعتمدت لجنة الانتخابات 250 مراقبا دوليا فقط، منهم 180 ضمن بعثة رابطة الدول المستقلة.

ورفضت عدة مؤسسات أوروبية، وأبرزها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، إرسال مراقبيها إلى بيلاروس هذا العام، خلافا للسنوات السابقة، كما قالت لجنة الانتخابات المركزية الروسية إنها لن ترسل ممثليها إلى بيلاروس للمراقبة على سير الانتخابات.

ووفقا للقانون البيلاروسي، تعتبر الانتخابات الرئاسية صالحة إذا شارك في الاقتراع أكثر من 50% من الناخبين المسجلين، كما يعتبر المرشح فائزا إذا نال أصوات أكثر من 50% من المشاركين في التصويت.

المصدر: RT + وكالات

Shares