الضراط: هناك مساعٍ لانطلاق عمليّة سياسيّة لمعالجة إخفاقات حكومة الوفاق

ليبيا – اعتبر مستشار حكومة الوفاق للعلاقات الأمريكيّة محمد عبد الله الضراط أنّ المساعي التي تقوم بها أمريكا مؤخّرًا تعدُّ استمرارًا لردّة فعل حول التصعيد الروسيّ، الذي تعتبره الولايات المتّحدة خطرًا على مصالحها وحلفائها والمنطقة بالكامل.

عبد الله أشار في تصريح أذيع على قناة “ليبيا الأحرار” التي تبثُّ من تركيا وتموّلها قطر أمس السبت وتابعته صحيفة المرصد إلى أنّ إطالة أمد الأزمة هو الهدف الأساسي الواضح للطرف الروسيّ، من خلال تواجد مرتزقة فاغنر بالإضافة إلى التدخل المباشر من قبل القوّات العسكرية الروسيّة، وزيادة عدد الطائرات الروسيّة التي تأتي ليس فقط من سوريا بل من روسيا، حيث تشير معلومات أوليّة إلى وجود بعض المنظومات المتطوّرة للدفاع الجويّ، قد تهدد المسار الجويّ في محيط البحر المتوسّط والصحراء الكبرى بشكل كامل، حسب زعمه.

وأكّد على أنّ كلّ هذه التحرّكات تدفع الإدارة الأمريكيّة لتحرّكٍ حذر برغم أنه ليس بالمستوى المطلوب، لافتًا إلى أنّ هناك مساعيًا كبيرة جدًا لانطلاق عمليّة سياسيّة شكليًّا، قد تكون تحت رعاية أمميّة لكن بدافع أو بدعم أمريكيّ أوروبيّ لمعالجة إشكاليّتين: الأولى الخطر الذي تشكله روسيا على مصالحهم من منظورهم، والإخفاقات المستمرّة في أداء الحكومة، ليس فقط في القطاعات العسكريّة والأمنيّة بل حتى من منظور خدميّ.

ونوّه إلى أنّه بحسب المنظور الأمريكي فإنّ أيّ حكومة عاجزة عن كسب ثقة المواطنين أو ثقة الرأي العام في توفير أبسط سبل العيش الكريم والخدمات الأساسيّة خاصّة في إطار انتشار وباء كورونا، يعدُّ ناقوس خطر للولايات المتحدة بأنّ الوضع الداخليّ لا يبشّر بالخير بخصوص بسط السيطرة الأمنيّة.

كما تابع: “ترامب لا يريد المخاطرة بأيّ موقف سياسيّ مهما كانت إيجابياته بالنسبة للمصالح الأميركية، خاصة مع قرب إجراء الانتخابات؛ لذلك سيكون التدخّل في ليبيا والتصعيد غيرَ مباشر من خلال حلفائه وعلى رأسهم الحكومة التركية وقطر وبعض الدول الأوروبية”.

وأضاف: “عقيلة صالح وحفتر وغيرهم يتحرّكون كقطع شطرنج في يد بعض الدول، لذلك هم ليسوا أصحاب القرار، حفتر يتخبّط ويظهر بمواقف سخرية فهو يحاول الظهور على أنه زعيم للجيش وترسانة عسكرية تستعدّ لتحرير العاصمة، هذه الأطراف ليست صاحبة مشروع بل أدوات، لذلك الولايات المتّحدة تتعامل مع الأطراف التي تقف خلفهم. والولايات المتّحدة مدركة أنّ الوضع بالنسبة للحكومة الشرعيّة المعترف بها دوليًّا، الوضع الداخلي خطير. لكن التعامل مع الوضع على الأرض بالنسبة للولايات المتحدة ما زال مستمرًا من خلال الوكلاء، وهذا سيكون فعالًا ومؤثرًا أكثر من التدخّلات الأخرى التي تقوم بها بعض الأطراف”.

مستشار حكومة الوفاق للعلاقات الأمريكية أوضح أنّ الرغبة بالتوجّه للحوار السياسيّ مرتبط بالمخرجات المنتظرة، لافتًا إلى أنّ الدخول في حوار سياسيّ هدف للحكومة الحريصة كلَّ الحرص على أن يكون حلًا سياسيًا ليبيًا شاملًا يبعد الجميع عن خطورة القتال والاقتتال الداخليّ.

وأردف زاعمًا : “التحشيد الذي نقوم به الآن هو ذات التحشيد الذي تمّ للدفاع عن العاصمة من خلال إعداد العدّة للقتال إن أُجبرنا على ذلك، الدفع نحو حلّ سياسيّ عمليّ قابل للتنفيذ و النجاح، له مقوّمات تتطلب أحيانًا تصعيدًا عسكريّا لإبعاد الخطر الحقيقيّ، وهو حفتر ومشروعه لعسكرة الدولة”.

وفي الختام نوّه إلى أنّ الحلّ السياسيّ هو الأرجح والأسلم والأقرب للواقع، مبيّنًا أن ما وصفه بـ”مشروع حفتر” خطيرٌ ووما زال قائمًا بالرغم من أن حفتر بشخصه انتهى دوره، لكنه يبقى ورقة تستخدم من قبل روسيا وغيرها لإطالة أمد الأزمة في ليبيا، على حد زعمه.

Shares