الغرياني: نريد محاربة الفساد وتغييرًا وزاريًا.. ويجب توفير الأموال للكتائب لتحرير الجنوب

ليبيا – قال مفتي المؤتمر العامّ المعزول من قبل مجلس النواب الصادق الغرياني إنّ المبادرات تحتاج من الجميع إلى تأمّل ونظرة عقلانيّة وموضوعيّة، مشيرًا إلى أنّ البلاد تعاني من أزمة رفض مبادرات متكرّرة.

الغرياني لفت خلال استضافته عبر برنامج “الإسلام والحياة” الذي يذاع على قناة “التناصح” التابعة له إلى أنّه منذ عام 2014 لليوم، لم ينظر للمبادرات التي قدمت بإيجابيّة. وكل مبادرة إمّا يتمّ تجاهلها من الأطراف والنخب أو يتولّى البعض الهجوم عليها حتى يتمّ إجهاضها؛ مما انعكس على تباعد وتباين المواقف بين المؤسسات ومن يعنيهم الأمر على كل المستويات، سواء على مستوى المؤسسة أو الوزارة أو الحكومة ومؤسسات المجتمع المدنيّ حتى على النخب وأصحاب الفكر.

وأشار إلى أنّ المبادرة التي قدّمها مجلس النواب في طرابلس اشتملت على عدد من النقاط أقلّ ما توصف بها المناكفات وعدم البناء وقبول الآخر، وبأنّ أصحابها لا يؤمنون بالعمل الجماعيّ والمؤسّسي الخارج عن دائرتهم بحسب قوله.

وأضاف: “ما نراه الآن هو انقسام وتشبّث وترك للعمل المؤسّسي والجماعي، وأنّ كلّ إنسان يريد رأيه أن يكون هو المأخوذ به، وهذا مخالف للمنطق والعقل ومبادئ الإسلام ويدخل في الرياء، مجلس النواب في طرابلس قدّم المبادرة وهي يتمنّاها كل إنسان وطني وإنسان غيور على وطنه بعد أن وصل الحال لما نحن فيه، لكنها مبادرة ناقصة وقاصرة ولا توجد فيها آليات توضح كيف نصل للمبادرات التي وضعها، نريد محاربة الفساد وتغييرًا وزاريًا لكن ما الآلية التي توصلنا اليها؟”.

كما استطرد في حديثه بالقول: “في هذه الأيام كلّ الأطراف تبنّت محاربة الفساد كالرئاسي ومصرف ليبيا ووزارة الداخليّة، لكنّ هذا لا يعني تبني محاربة الفساد وعدم البدء بمحاسبة ذاته واتخاذ كلّ الوسائل بهذا الخصوص”.

وعلّق على مبادرة النواب المجتمعن في طرابلس مقترحًا “أن يحصل حسن نيّة وتعزيز ثقة بين الأطراف، ونرى الرئاسيّ منقسمًا على نفسه وكل شخص يفضح الآخر ويتهمه، نحتاج لمصالحة بين الإدارات و المؤسّسات نفسها. الرئاسيّ يجب أن يتصالح مع نفسه ومع المركزي والداخليّة و مع المؤسسات التابعة له لتكون هناك ثقة بينهم، علينا أن نتفق على خطوة إيجابيّة لنضع قدمنا على الطريق مع البرلمان والمبادرة وهذه الحكومة”.

ورأى أنّ الخطّة لإنقاذ ليبيا تتمثّل بمطالبة النواب الذين قدّموا المبادرة من عامّة الشعب أن يكون موقفهم بنّاء منها ومحاولة إضافة آليات لها؛ للوصول إلى تحقيق الأهذاف من ناحية قانونيّة، مضيفًا: “نطلب من البرلمان وأعضاءه الذين أصدروا الوثيقة أن يقدّموا وثيقة أخرى بينهم وبين الله ويشهدون الله على أنفسهم، ويقسمون أن يكونوا أوفياء لما ورد في مبادرتهم”.

الغرياني تابع: “هذه المبادرة طرحت ناقصة لا يوجد فيها آلية لتنفيذ المطلوب منها، هذه لبنة ينبغي على كل النخب و السياسيين و أهل الفكر أن لا يتجاهلوها؛ لذلك من الضروري تبنّيها واعتبارها طوق نجاة. لا بدّ أن نعمل على المصالحة فيما بين المسؤولين وتعزيز الثقة بين المجالس حتى لا تلتفت للأجنبي”.

واختتم حديثه واصفًا الوضع في الجنوب خاصة سبها بـ”المأساوي” في ظلّ عدم تحرّك المسؤولين، مضيفًا: “الكتائب المتواجدة هناك لديها القدرة على تحرير المنطقة، فبدلًا من منح الملايين للسارقين يجب تخصيصها لهذه الكتائب لتحرير الجنوب”.

Shares