تقرير إيطالي يكشف الدور القطري بتدريب الجماعات الإرهابية خلال عام 2011 في ليبيا

ليبيا – قدم المحلل السياسي الإيطالي جوزيبي جاجليانو عبر موقع مجلة “ستار” تحليله الخاصّ لاتفاق التعاون العسكري بين قطر وليبيا وتركيا، الذي أعلن عنه فى منتصف شهر أغسطس.

جاجليانو وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين تركيا وقطر بحسب مانقلته صحيفة “اليوم السابع” المصرية، قال : “إنه يجب أن نتذكر أن تركيا دعمت قطر دائما على المستوى العسكري وتلقت في المقابل دعمًا ماليًا كبيرًا ويكفي أنّ نذكر على سبيل المثال أنّ نائب قائد قوات أنقرة في الدوحة يتولى منصب رئيس أكاديمية أحمد بن محمد العسكرية القطرية، وهذا يعني أنّ تدريب الكوادر العسكرية يتم اختياره على أساس الخيارات السياسية والدينية الموالية لتركيا”.

وأشار إلى أنّ وجود قوّات الأمن التركية في قطر يعكس بشكل كبير أهمية النفوذ السياسي العسكري التركي في الدوحة، والذي تمثّله قاعدة طارق بن زياد، حيث توجد قيادة “القوة المشتركة القطرية التركية”.

التقرير لفت الانتباه إلى زيادة صادرات قطر من الأسلحة التركية بشكل كبير، مما سمح لأنقرة تحقيق إيرادات قدرها 335 مليون دولار، في حين أنّ العملية العسكرية التركية نبع السلام في شمال شرق سوريا كانت مدعومة بشكل علني من الدوحة لتوسيع نفوذ الإخوان المسلمين.

وبحسب التقرير: “على الجانب الاستثماري، أنفقت قطر 15 مليار دولار منذ عام 2018 واشترت حصّة 50% في شركة BMC التركية لتصنيع المركبات المدرّعة، وهناك أيضًا شركة البرمجيات العسكرية التي تسيطر عليها الدولة في أنقرة، والتي وقّعت اتفاقية شراكة مع شركة المسند القابضة فى قطر لمشروع مشترك متخصص في الأمن الإلكتروني. ومع ذلك، فإنّ أحد أهم الاتفاقيات لمعالجة الوضع الاقتصادي الخطير في تركيا هو اتفاق 20 مايو، والذي بفضله أعلن البنك المركزي التركي عن مضاعفة اتفاقية تبادل العملات مع قطر ثلاث مرات”.

وأضاف المحلل الإيطالي: “فيما يتعلق بالعلاقات بين ليبيا وقطر تمكّنت الدوحة من الاستفادة من نقاط الضعف السياسية لكل من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، إلى جانب تراجع اهتمام ترامب بالشرق الأوسط وتركيز سياسته الخارجية على الصين وروسيا، مستفيدة من حالة عدم الاستقرار هذه. حاولت قطر استغلال هذه الفرصة المواتية لكي تحاول اكتساب وزن وأهمية أكبر على المستوى الجيوسياسي في ليبيا. لهذا السبب بالتحديد، كان الوجود العسكري القطري في صراع 2011 جنبًا إلى جنب مع الناتو مهمًا بالتأكيد ليس فقط بفضل استخدام القوة الجوية، ولكن أيضا من خلال تدريب المتمردين الليبيين سواء داخل ليبيا أو الدوحة، دون أن ننسى بالطبع الدور ذا الصلة الذي لعبته قوّاتهم الخاصّة فى الهجوم الأخير على القذافي”.

وتابع: “بعد سقوط نظام القذافي، اعترفت قطر بالمجلس الوطني الانتقالي كمؤسسة سياسية شرعية وقدمت الدعم على كافة المستويات”. وقال: “من أدوات النفوذ الأخرى، وفي الوقت نفسه اختراق ليبيا، كان بالتأكيد الشقيقين علي وإسماعيل الحلبي الذين تعرضا للاضطهاد من قبل نظام القذافي. على وجه الخصوص، فإن علي الحلبي هو بالتأكيد أحد أهم الرجال المرتبطين بالإخوان المسلمين. ومن الشخصيات الرئيسية الأخرى لقطر بالتأكيد عبد الحكيم بلحاج، الذي اعتبرته كل من وكالة المخابرات المركزية ووزارة الخارجية الأمريكية إرهابيًا خطيرًا كزعيم للجماعة الإسلامية الليبية”.

وبحسب المقال: “اليوم تستثمر قطر بكثافة فى إعادة إعمار البنية التحتية العسكرية في طرابلس، وبالفعل كان هناك مستشارون عسكريون ومدربون في الوفد القطري عقدوا اجتماعات مع نظرائهم الليبيين والأتراك  وذلك لم يكن مصادفة”.

Shares