بعد جولتين دون نتائج .. هل تحقق “الدستورية السورية” اخترقا في اجتماع الغد؟

سوريا – تكاد تكون معدومة المؤشرات على اهتمام شعبي سوري بنتائج الجولة الثالثة التي تشهدها جنيف غدا للجنة الدستورية السورية، أو على وجود أي آمال باختراق جدي.

ولم تسفر الجولتان (الجولة الثانية انتهت بفشل حتى قبل أن تبدأ، كما علق البعض وقتها) عن أي نتائج، فهل تحقق الجولة الثالثة اختراقا أو بداية مسار حل للأزمة السورية المستمرة منذ سنوات؟

أكثر المتفائلين يقولون إن الجولة القادمة ستحدث اختراقا طفيفا، بينما يرى آخرون أنها لن تأتي بجديد، وسط عدم اهتمام شعبي بالأمر.

ويتفق المحلل السياسي غسان يوسف مع من يرون أن اجتماع الغد لن يحقق أي نتائج، بل أنه يقول في حديث مع RT إن “نتيجة الجولة الثالثة ستكون الصفر، كما مثيلتها في الجولتين السابقتين”.

لماذا؟ وما المؤشرات التي يمكن اعتمادا عليها الوصول إلى نتيجة كتلك؟

يقول يوسف: إن أساس الخلافات ما زال موجودا والجولة ستشهد “خلافا كبيرا باعتبار أن المعارضة أتت بهدف واحد وهو تغيير نظام الحكم وصياغة دستور جديد لا يسمح للرئيس بشار الأسد بالترشح لولاية جديدة وهذا ما يرفضه وفد الدولة السورية”.

ويضيف يوسف أن الوفد الحكومي يؤكد أنه “حتى لو تم الاتفاق على تعديل الدستور الحالي أو على البدء بدستور جديد فيجب العمل به وإلغاء ما قبله وبالتالي تلغى الفترات التي كان الرئيس الأسد رئيسا فيها وتبدأ من نقطة الصفر وبذلك يحق له الترشح”.

وحول الاتفاق على تشكيل هيئة حكم انتقالية، يقول يوسف إنه كان يجب على تلك الأطراف أن تتفق على عدة أمور، وأن تقوم بداية بإجراء انتخابات، وتشكيل حكومة، والاتفاق على الدستور”، أما اليوم فهم بدؤوا، كما يرى يوسف، “من رأس الهرم وليس من قاعدته، هم يريدون كتابة دستور يناسب المحتل التركي والتيار الإخونجي (التسمية المتداولة لتنظيم “الإخوان المسلمين” في سوريا) الموجود في “الائتلاف” وهذا ما لا تقبل به الدولة السورية وهذا سبب الخلاف والخلاف الأكبر بين الطرفين” كما يقول يوسف.

وحول التدخلات الخارجية، ودور ممثلي “المجتمع المدني” في اللجنة في الحد منها، يقول يوسف: “أعتقد أن وجود المجتمع المدني سيكون غير فاعل بسبب أن البعض يتبع تركيا والآخر يتبع الدولة السورية، وأنا أرى أن اللجنة ليست مستقلة، ولا يمكن لأي طرف إلا أن يضغط على من يمثله فيها، و”المجتمع المدني” مقسوم قسمين البعض هو مع المعارضة والآخر مع الدولة”.

لذلك، يتابع يوسف، “أعتقد أن الخلاف موجود وحاصل، والتدخل موجود سواء من قبل تركيا الدولة التي تحتل أراض سورية والتي تدعم معارضة متعاملة معها وتتلقى الأوامر منها، وأيضا بالنسبة لوفد الحكومة إذ يجب أن يكون أيضا هو يتلقى أوامره من الحكومة السورية”.

ويقول يوسف إن الجولة لن تنجح إذ أن “كل فريق تابع لجهة معينة، ومنهم من  يحلمون بدستور جديد أعتقد بأنه لن يتحقق باعتبار أن الدولة سترى بما تقوم به المعارضة تهديدا لوحدة البلاد واستقرارها، وبالتالي سترفض شروط المعارضة وسنصل إلى نهاية جولة ثالثة نتيجتها الصفر كما مثيلتها في الجولتين السابقتين”.

المصدر : RT

Shares