الغرياني: بعد المظاهرات على الرئاسي إنقاذ نفسه بتشكيل حكومة كفاءات وليس حكومة محاصصة

ليبيا – اعتبر مفتي المؤتمر العامّ المعزول من قبل مجلس النواب الصادق الغرياني أنّ التفاوض والاتفاقات مع خليفة حفتر ومجلس النواب هي نوع من العبث وإلهاء الشعب وإيهامه بوجود حلول للأزمات، مشيرًا إلى أنّ ما يجري ما هو إلا إطاله للأزمات.

الغرياني خلال استضافته عبر برنامج “الإسلام والحياة” الذي يذاع على قناة “التناصح” التابعة له أمس الأربعاء، وتابعتها صحيفة المرصد قال: إنّ البرلمان وحفتر لم يفيا بالوعود التي صدرت عنهما، منوّهًا إلى أنّ اتفاق وقف إطلاق النار جاء بضغوط خارجية يتبعها المسؤولون في ليبيا دون اعتراض.

وأضاف: “ما صدر من الأجسام السياسية والإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تنصّل منه حفتر في اليوم الثاني عن طريق ناطقه الرسمي، هذا الإعلان ما هو إلا صدى لإملاءات المجتمع الدولي وقرارته، فللأسف المسؤولون لدينا كلما يتنفس المجتمع الدولي والأمريكان والأمم المتحدة ويفهمون منهم أنهم يريدون شيئًا ليس لهم إلا السمع والطاعة دون تردد، وهذا استسلام وتضييع للقضية وللأمة”.

وأردف: “أليس عقيلة صالح هو من سلّط حفتر علينا؟ وهو من أعطى الرتبة لحفتر وهو لا يستحقها، وعينه القائد العام لما سماه الجيش الليبي؟ أليس هو من بارك عدوان حفتر على طرابلس؟ ومن دعا السيسي والحكومة المصرية لغزو ليبيا بعشرة ملايين من المصريين؟ أليس هو من أعطى الحق لمصر أن تأخذ النفط الليبي من غير مقابل مجانًا؟ فمن العجب أنّ المسؤولين لدينا يعلنون أنّهم لن يتفاوضوا مع حفتر، ثم يعلنون استعدادهم للتفاوض مع عقيلة صالح على الرغم من أنّه نسخة طبق الأصل من حفتر، وهما وجهان لعملة واحدة”.

كما استطرد في حديثه بالقول: “لن تنطلي علينا البيانات الفارغة التي لا معنى لها ومن يريد الإصلاح فالطريق واضح، المجتمع الدولي إن كان يريد لليبيا الاستقرار ولليبيين أن يتصالحوا، فليدخل بالأمر من أبوابه ويوقف دعم المنقلب على الشرعية الذي عرقل اتفاق الصخيرات، البرلمان ليس عقيلة صالح”.

وأكّد على أنّ هناك أعضاء من المنطقة الشرقية حريصون على مصلحة ليبيا والمنطقة الشرقية، وهم من ينبغي أن يتكلّموا بصوت واحد أمام البعثة الأممية.

وبشأن المظاهرات التي تشهدها البلاد علق قائلًا: “ما أقوله للذين يخرجون ويطالبون برفع الظلم والإصلاح ومحاربة الفساد، أقول لهم: سر نجاح الصادقين منكم والعقلاء هو الحرص على جمع الكلمة ووحدة الصف,. الرئاسي وعد بالإصلاحات لكنّ الوعود لا تكفي وحدها نريد إصدار قرارات. أطلب من الرئاسي والمسؤولين الوفاء بعهودهم والبدء بالإصلاحات وتشكيل حكومة كفاءات وليس حكومة محاصصة واتخاذ قرارات تنقذ البلاد وأنفسهم”.

الغرياني حذّر الموجودين في الميدان من الذين يخترقون وينادون ببعض المطالب التي تعتبر ضد الحراك واصفًا إياها بـ”الخلايا النائمة”، التي تقوم بأعمال بالتخريب و الفساد، مضيفًا: “يفترض أن تقوم الأجهزة الأمنية بإجراءات ضد هؤلاء، وأقول للعقلاء: لا ينفع الاختلاف، وعليكم أن تتّفقوا على كلمة واحدة”.

وشدّد على ضرورة أن تتوحّد هذه المظاهرات وتكون مطالبها عادلة لتشكيل حكومة مخلصة وصادقة حتى تستطيع ليبيا التفاوض مع المجتمع الدولي بكفاءة لتنتزع حقوقها، مشيرًا إلى أنّ الاختلاف في الميادين سيكون إطالة للعهود و الفترة الانتقالية السوداء المظلمة التي لن تزيد الليبيين إلا شرًا، بحسب قوله.

Shares