ليبيا – على خلاف التوقعات بأن عودته ستكون إلى مصراتة ، عاد وزير داخلية الوفاق فتحي باشاآغا إلى العاصمة طرابلس عقب أقل من 24 ساعة من توقيفه عن العمل قادمًا من أنقرة لتظهر معه مجددًا أرتال الشرطة وسياراتها الفارهة للإستعراض بعد اختفائها قبل يومين من الساحات والميادين والشوارع .
حوالي 300 سيارة مسلحة ومئات المسلحين وفق بعض التقديرات كانت في استقبال باشاآغا في موكب من معيتيقة استغرق قرابة ثلاثة ساعات حتى حط رحاله حيث مقر اقامته في قرية النخيل بجنزور فيما تمركزت بعض الآليات المسلحة للحماية في معسكر سيدي بلال القريب .
وفور وصوله المطار ، ألقى باشاآغا كلمة قصيرة في صالة كبار الزوار أمام بعض الموالين له وضباط الداخلية أكد فيها امتثاله للقانون وللتحقيق في وقت يحتشد مئات المسلحين الموالين في الخارج بتبعيات مختلفة .
ويرى البعض أن هذا التحشيد العسكري الذي قام به باشاآغا بدل أن يحتشد بحماية الشرطة فقط ، كان الهدف منه أصلاً التأثير على مجرى ومسار التحقيق الذي من المتوقع أن يخضع له اليوم الأحد في مقر الرئاسي بطرابلس .
وكان اللافت أيضًا أن تبعيات هؤلاء المسلحين الموالين قد تفاوتت مابين مجموعات تابعة للداخلية وأخرى مدنية مسلحة لكن اللافت أن كان من بينها تبعيتهم لرئاسة الأركان العامة بالمنطقة الوسطى وهم بالتالي من المفترض ان تبعيتهم لوزارة الدفاع و ” القيادة السياسية ” العليا أي الرئاسي ورئيسه .
فيديو | موكب باشاآغا مدججًا بالسلاح ومئات المسلحين وسيارات التشويش وكشف المتفجرات يمر من طريق الشط بمحاذاة " ميدان الشهداء " في جولة بالعاصمة مع إنسحاب عدة تمركزات لـ " القوة المشتركة " التابعة للسراج من طريقه. #ليبيا #المرصد pic.twitter.com/eFneSAd5KS
— صحيفة المرصد الليبية (@ObservatoryLY) August 29, 2020
ومن الأمور اللافتة أيضًا ، هي دخول هذه القوات الى طرابلس بدون تكليف رسمي من الجهة المسؤولة عنها إدارياً وهي الرئاسي ووزارة دفاعه يضاف الى كل ذاك دخولها في مناطق غير مكلفة بالتمركز فيها مع خرق حظر التجول الذي من المفترض أن ” القيادة السياسية ” قد فرضته .
فيديو | موكب باشاآغا المدجج بالسلاح يمر من طريق الشط في اتجاه غرب #طرابلس رفقة مسلحون يهتفون ضد السراج تبعية بعضهم لـ " رئاسة الأركان بالمنطقة العسكرية الوسطى التابعة إداريا للرئاسي " بحسب شارات السيارات وملابس عسكرية يرتدونها . #ليبيا #المرصد pic.twitter.com/bsSKUb9rT1
— صحيفة المرصد الليبية (@ObservatoryLY) August 29, 2020
وفي خضم كل هذه التطورات ، وجهت اوساط مقربة من الرئاسي لباشاآغا تهمة محاولة الإنقلاب على الحكومة ، واستدلت في ذلك على جهوزية عدة كتائب مقربة منه وتمركزها في مدينة الخمس حتى قبل 23 أغسطس تاريخ اندلاع الاحتجاجات ، لكن باشاآغا قال في المطار أن الخلاف بسبب الفساد والفاسدين متوعدًا بمواصلة الحرب ضدهم .
ومن هذه الكتائب كتيبة ” 166 للحراسة ” بقيادة محمد الحصان وقد لوحظ تمركزها في منطقة بضواحي مدينة الخمس خلال الايام الماضية قبل ان تتحرك اليوم بعدتها وعتادها نحو طرابلس وتدخل مطار معيتيقة فيما صعد آمرها الى داخل الطائرة لاستقبال باشاآغا واصطحابه .
صور | محمد الحصان آمر " الكتيبة 166 " التابعة لأركان الوفاق يستقبل باشاآغا من داخل الطائرة في مطار معيتيقة مع تمركز حوالي 300 سيارة مسلحة خارج المطار على متنها مسلحون يتوعدون " القوة المشتركة " والسراج . #ليبيا #المرصد pic.twitter.com/aINLp9vZyS
— صحيفة المرصد الليبية (@ObservatoryLY) August 29, 2020
جاب رتل باشاآغا المكون من عشرات السيارات المصفحة وكاشفات المتفجرات والتشويش شوارع طرابلس إذ شقها من شرقها الى غربها وحط رحاله في جنزور حيث محل اقامته في قرية النخيل السياحية متجاورًا مع البعثة الأممية وسط ذهول المواطنين مما يجري .
اليوم هو اليوم الفاصل في هذه القضية وقد تحولت الى قضية رأي عام ، باشاآغا كان قد طلب نقلًا على الهواء لجلسة التحقيق معه وهو مطلب مرفوض لدى الرئاسي وفق المصادر ، ولكن باشاآغا نفسه لا يعرف إذا ماكان مازال متمسكًا بهذا الشرط ، أو أن وساطة ما قد تحدث لثنيه عنه واجراء تحقيق إداري صوري ينتهي بعودته الى سابق عمله .
شاهد | " فضفضة شاب مع نفسه أمام رتل باشاآغا في الطريق السريع وهو يحصي عدد السيارات " . #ليبيا #المرصد pic.twitter.com/VHgK9FKYyT
— صحيفة المرصد الليبية (@ObservatoryLY) August 30, 2020
لكن الجوهري المفصلي وفقًا للمراقبين هو الترسانة المسلحة التي ادخلها ” وزير الداخلية ” اليوم إلى طرابلس والمخاوف من ان تأثر على مجرى التحقيق ونتيجته إذ أن القاعدة الليبية نصت على أن تقوية موقف احدهم عسكريًا يتيح له موقفًا وموقعًا تفاوضيا او سياسيًا أكبر ، يضاف لذلك اعتزام الرئاسي اجراء تعديل وزاري قد يقيل به جميع الوزراء بما فيهم باشاآغا الذي لن يسكت سلاحه بكل تأكيد سواء عن اقالة أسوة بالبقية او بالادانة في التحقيق إن تمت .
المرصد- خاص