الإعلام الدولي يسلط الضوء على قضية باشاآغا : دولة وزير داخل دولة !

ليبيا – سلطت وسائل إعلام عربية ودولية الضوء على الصراع بين فتحي باشاآغا ورئيسه فائز السراج وعودة الوزير الموقوف للتحقيق بقوة السلاح الذي يستخدمه وفقًا لهذه الوسائل لخدمته رغم أن بعضه من المفترض أنه ملكيته تؤول للدولة  .

ولم يقتصر الإهتمام بهذه القضية ونفوذ الرجل الطامح للسلطة بالسلاح والتحالف مع الإخوان المسلمين تارة وبالخطابات الشعبوية تارة أخرى على الإعلام المحلي فقط ، حيث لفتت أرتال باشاآغا ” المليونية ” كلفة لا عددًا ، أنظار الإعلام الخارجي أيضًا لتبرز قصة وزير تحول الى دولة داخل دولة وحاكم داخل حكومة في هذه التقارير التي رصدت المرصد أبرزها .

 

تحقيق تحت التهديد !

قناة ” سكاي نيوز عربية   ” نشرت تقريرًا تحت عنوان “الميليشيا فوق حكومة السراج.. باشاغا يعود لمنصبه بقوة السلاح ”  لمست فيه حديثًا عن ” عودة باشاآغا إلى عمله تحت تهديد السلاح الذي مارسته ميليشيات تابعة لباشاغا، خصوصا أن نتيجة التحقيق معه لم يتم الإعلان عنها ” ، وفقًا للتقرير .

وقال الكاتب والصحافي عبد الباسط بن هامل، في هذا الصدد، إن المتحكم في ما سماه “المسرحية التي تدور على أرض طرابلس” هي “تركيا بالدرجة الأولى، مضيفا: “هؤلاء كلهم عملاء لتركيا، سواء كان السراج أو باشاغا ومن لف لفهم”.

وزير كاد أن يشعل حرب !

أما صحيفة ” العرب اللندنية ” فقد نشرت تقريرًا هي الأخرى تحت العنوان أدناه ”  إعادة باشاغا إلى منصبه تنزع فتيل الحرب بين مصراتة وطرابلس ” .

وأضافت الصحيفة في التقرير : “عودة باشاآغا خطوة تهدف إلى تجنب حرب وشيكة بين ميليشيات مصراتة التي يحتمي بها باشاغا وميليشيات طرابلس الموالية لرئيس حكومة الوفاق فايز السراج ووصل باشاغا إلى طرابلس وسط تعزيزات أمنية كبيرة، حيث تم التحقيق معه. وتم تطويق مقر حكومة الوفاق طيلة فترة التحقيق ” .

كما أشارت الصحيفة إلى أن ” قرار حكومة الوفاق بإعادة وزير الداخلية الموقوف فتحي باشاغا قد تم تحت الضغط، وذلك عقب تهديداته الأخيرة بفضح الفساد ” .

وزير يبتز حكومته بملفات الفساد!

موقع ” ميدل إيست أونلاين ” نشر تقريره أيضًا عن هذه العودة وقال أن قرار إعادة باشاآغا ” يوحي بحدوث تسوية بين رئيس حكومة الوفاق فايز السراج وباشاغا بعد أن هدد الأخير بكشف ملفات فساد ترفع الستار عن أنشطة مشبوهة لحكومة طرابلس وسوء إدارتها لشؤون البلاد ” .

وتطرق التقرير أيضًا إلى : ” إشعال قرار إيقاف باشاغا جبهة من التوتر بين مليشيات الموالية له وأخرى موالية للسراج، وتبادل الطرفان التهديدات بينهم في ظل تردي الوضع المعيشي للمواطنين وعدم حصولهم على الحماية في المظاهرات ” .

اعتماد على ” مليشيات ” مصراتة

قناة ” سي إن إن ” العربية نشرت تقريراً سلطت فيه الضوء على الخلافات التي دبت عقب قرار إيقاف باشاآغا عن العمل إذ أشارت إلى الاحتفال بقرار وقفه في طرابلس والإعتراض على القرار ذاته في مصراتة مسقط رأسه مشيرا الى اعتماد حكومة السراج على ”  القوة العسكرية التابعة لمدينة لمصراتة في بسط سيطرتها ومواجهاتها ضد حفتر “.

تهديدات ” مليشيات ” طرابلس

قناة ” الحرة ” الأمريكية نشرت تقرير أيضًا تناولت فيه ” الإستقبال الحافل ” لباشاآغا في مطار معيتيقة يوم عودته من تركيا بعد قرار وقفه عن العمل ،

وقد تطرق تقرير القناة الأمريكية لمقاطع الفيديو التي رافقت عودة باشاآغا وقالت : ” عند وصوله المطار كان يسمع صوت أحد العناصر المؤيدة لميليشيات مصراتة في الفيديو يقول “قادمين لكم يا مليشيات (طرابلس) في عقر داركم، باشاغا في قلب العاصمة”.

وحول المظاهرات ، قالت القناة ، أن ”  المتظاهرون في عدد من المناطق الخاضعة لحكومة الوفاق إلى قمع من جانب عناصر الشرطة والميليشيات التابعة للوفاق، حيث سجلت حوادث إطلاق نار على المحتجين السلميين “.

تهديد بالتمرد على الحكومة

صحيفة ” الشرق الأوسط ” اللندنية تطرقت بدورها إلى اشتراط باشاآغا أن يتم التحقيق علانية أمام الرأي العام المحلي وهو المطلب الذي تنازل عنه اليوم في طريق السكة .

وأضافت : ” هدد أحد قادة ميليشيات مصراتة الموالين لباشاغا، بالتمرد على حكومة الوفاق. وقال آمر «الكتيبة 166» التابعة لقوات «الوفاق» محمد الحصان «لن أسكت عن الفساد، وإذا خرج باشاغا من الحكومة فلن تمثلني».

وكان الحصان الذي ظهر برفقة باشاغا لدى وصوله إلى مطار طرابلس قادماً من تركيا، أعلن وصول قوة الدعم والإسناد التابع لكتيبته إلى ثكناتها العسكرية في طرابلس، علماً بأن الكتيبة استدعت كامل عناصرها قبل يومين.

وساطة تركية

أما قناة ” العربية ” فقد فصّلت في توالي فصول صراع الأجنحة الداخلي الذي شهدته حكومة الوفاق خلال الأسبوع الماضي بين رئيسها السراج وباشاغا مشيرة إلى دخول وساطة تركية على خط هذا الصراع.

وقبل تحديد موعد التحقيق مع باشاغا الذي وصفته القناة بـ ” الرجل القوي والصاعد في مصراتة ”  والمرتبط بجماعة الإخوان المسلمين القريبة من تركيا، احتمى كل منهما بميليشيات مسلحة لحراسته، ما زاد من خوف اندلاع صدام مسلح بين تلك الميليشيات .

وعن مصدر قوته ، أشار التقرير إلى أن باشاآغا يستمد قوّته من “مليشيا حطين”، ثالث أكبر الميليشيات المسلحة في مدينة مصراتة والذي كان في وقت سابق أحد قادتها وحارب في صفوفها، كما أنه مدعوم من “كتيبة المرسي” التي قام بتشكيلها وشارك بها في هجوم ميليشيات فجر ليبيا على العاصمة طرابلس عام 2014

بالإضافة إلى ذلك، برزت “ميليشيا 166” كقوّة داعمة لباشاغا ومناوئة لقرار توقيفه وإخضاعه للتحقيق، حتى أنها دخلت في خلاف مع السراج وهدد قائدها “محمد الحصان” بالانشقاق من حكومة الوفاق وكشف ملفات الفساد، إذا خرج باشاغا منها ، وفقًا لتقرير العربية.

وفي ذات الصدد تمثل “مليشيا لواء الصمود” التي تعدّ من أكبر وأقوى المليشيات المسلحة في مصراتة وفي الغرب الليبي بقيادة الإرهابي المدرج على قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي منذ نوفمبر 2018 بتهمة زعزعة الأمن في ليبيا صلاح بادي، سندا قويّا لباشاغا، حيث أعلنت في أكثر من مناسبة دعمه له حتى أنها وضعت على ذمتّه كل قواتها فيما أعلن هو رفضه العقوبات على بادي ضمنيًا.

ولباشاغا أيضا نفوذ على “مليشيا لواء المحجوب” وكذلك على “مليشيا القوة الثالثة” التي ينحدر أغلب عناصرها من مدينة مصراتة ومعهما “مليشيا شريخان”، إلى جانب “مليشيا طاجين” التي تصطف خلفه وتدفع باتجاه أن يكون رجل المرحلة المقبلة ، بحسب التقرير ذاته .

مليشياوي يرفع لواء محاربة المليشيات !

وفي المجمل كانت التقارير العربية وحتى الصادرة باللغة الإنجليزية والإيطالية والفرنسية تبرز التناقضات بين حديث باشاآغا عن مكافحة المليشيات وضرورة تفكيكها ومحاربتها بينما يحتمي بأخرى ويواليها لا لشيء الا لاأنها توافقه في الأيدولوجيا والجهة .

ورغم أن باشاآغا لا ينتمي تنظيميًا لجماعة الإخوان المسلمين ، إلا أنه يواليها بشكل كبير ولا يقبل إقتلاعها من مفاصل الدولة بل ويشكل معاها تحالفات استراتيجية ليست ببعيدة عن تحالفاته الخارجية وخاصة مع الدوحة وأنقرة وله في ذلك الباع الطويل منذ 2011 وحتى اليوم مرورًا بفجر ليبيا المشؤومة .

المرصد – خاص

Shares