باشاآغا والبرغثي والسراج .. ” خشم البندقة ” بين وقفين

ليبيا – قرر رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج اليوم الخميس إعادة وزير داخليته الموقوف فتحي باشاآغا إلى العمل بعد توقيفه لعدة أيام قبل امتثاله اليوم للتحقيق وتنازله على مطلبه بشأن ضرورة أن يكون التحقيق علنيًا منقولًا على الهواء .

وقد وصل باشاآغا في وقت سابق من اليوم الى مبنى رئاسة الوزراء في طريق السكة برتل مدجج بالسلاح مع عشرات المسلحين وقد طوق المبنى بهذا الرتل طيلة فترة التحقيق في ظل التوتر مع الكتائب الأخرى الموالية للسراج التي تطالب برحيله ويطالب هو بتفكيكها .

وعقب صدور قرار إعادته للعمل ، ألقى باشاآغا كلمة مقتضبة أشاد فيها بـ ” أبطال بركان الغضب ودورهم في حماية مايسميها الدولة المدنية ” كما أنه لم يتطرق في حديثه للمندسين ولا للفساد ولا عن مصير المتظاهرين المختطفين ولا عن إنحيازه للشعب كما كان يردد في خطاباته الشعبوية السابقة .

إن لم تكن وزيرًا مليشياويًا أكلتك المليشيات !

وأثار رتل باشاآغا اليوم علامات استفهام ، عما يخيف الرجل حتى يأتي من إقامته في قرية النخيل بجنزور الى مقر رئاسة الوزراء بكل هذه القوات وهذا السلاح فيما رأت فيه غالبية جمهور المعلقين عبر الفيسبوك أداةً للتأثير على قرار السراج والرئاسي ليس إلا .

كما أعاد للأذهان الموكب المسلح الضحم الذي اجتاح به طرابلس طولًا وعرضُا عائدًا من تركيا إذ قال أنه عاد للإمتثال للقانون لكن الأرتال التي أثارت الهلع في قلوب الناس يبدوا أنها أثارت هلعًا أكثر لدى السراج والرئاسي أيضًا وكان لها تأثيرها على القانون الذي يتحدث عنه باشاآغا .

بين وقفين !

وليس ذلك فحسب ، بل أنه قد أعاد للأذهان يضًا قرار وقف السراج لوزير دفاعه المهدي البرغثي في 19 مايو 2018 بعد يوم من مجزرة براك الشاطي المروعة وقد بقي موقوفا منذ ذلك الوقت حتى بعد انتهاء التحقيق الذي لم يكشف السراج فحواه حتى انه لم يستدعي البرغثي لتحقيق مشابه بتحقيق باشاآغا .

قرار السراج بشأن رفع إيقاف باشاآغا واعادته للعمل ورفع إيقاف البرغثي واعفائه من مهامه

ومن جهته أكد البرغثي في مناسبات عدة بأن التحقيق قد انتهى وأخفاه السراج عمدًا وقد ربط الأخير مسألة انتهاء التحقيق بقرار إعادة الأول للعمل وهو مالم يحدث ، فلا ظهر التحقيق ولا عاد البرغثي الذي شغل السراج مهامه طيلة الفترة الماضية بعد أن أعفاه قبل أن يعين وزيرًا جديدًا من الزاوية بدلًا له .

وكان الفارق بين الواقعتين هو أن البرغثي كان في أروقة هذه السلطة لامخالب له ولا حاضنة إجتماعية ولا مليشيات ولا قبيلة مسلحة يمكنها إجتياح عاصمة القرار بعد تخلي أقرب الأقربين عليه ، أما باشاآغا فقد تمترس خلف السلاح والقوة بل انه استطاع جذب مسلحين تابعين لرئاسة الأركان إلى صفه رغم تبعيتهم إدارياً للسراج بصفته قائدًا أعلى للجيش الليبي ، كما يسمي نفسه .

وبذلك يبقى السؤال عن مدى جدوى السراج وفاعليته أمام قوة السلاح و ” ڤيتو ” مصراتة التي تحركت فزعة عن بكرة أبيها ضد الرئاسي ليتضح اليوم وبعد حوالي 8 سنوات المعني من تلك الجملة التي تحدث بها رئيس الوزراء الراحل عبدالرحيم الكيب عن ” السلطة العليا ” .

أما الحراك الشعبي فقد دعا للتظاهر مجددًا يوم غدًا الجمعة في مختلف مناطق طرابلس على تمام الخامسة مساءً بعد شعوره بأن أي شيء لم يتحقق من مطالبه ، سوى ان أحدهم أعلن انحيازه للشعب ضد الفاسدين ثم انحاز للفاسدين نفسهم وثبّت نفسه بقوة السلاح في دولة باتت تسير شيءً فيشيءً نحو سيناريو حكم أمراء الحرب اللبنانيين .

المرصد – خاص

Shares