ليبيا – يشن التيار الإسلامي في طرابلس حملة حشد وتجييش ضد قرار رئيس الرئاسي فائز السراج بتعيين الصحافي محمد عمر بعيو رئيسًا للمؤسسة الليبية للإعلام التي ستضم تحتها مختلف مؤسسات إعلام الدولة المتعثرة والفاشلة سواءً الورقية أو المسموعة أو المرئية .
ودعت شخصيات ووسائل إعلام محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين وحزب العدالة والبناء لرفض قرار تعيين بعيو واصفة إياه بـ ” بوقاللجان الثورية ” قبل أن ينضم القيادي في التجمع الإسلامي المحظور محمد عماري زايد عضو الرئاسي إلى ذلك علنًا في بيان بإسمه واصفًا ” اللجان الثورية بالإرهاب ” .
محمد عماري : بن حميد كان يقود معارك لمواجهة مشروع الثورة المضادة. #ليبيا #المرصد https://t.co/JmMhogHUlC
— صحيفة المرصد الليبية (@ObservatoryLY) May 2, 2018
وقال زايد الذي كان يعتبر وسام بن حميد شهيدًا رغم ارتباطه بداعش ، أن قرار تعيين بعيو صدر بشكل منفرد عن السراج دون بقية الأعضاء ، إلا أنه لم يبدي اعتراضه في المقابل على قرار تعيين عماد الطرابلسي نائبًا لرئيس جهاز المخابرات ، وذراع غنيوة لطفي الحراري نائبًا لرئيس جهاز الأمن الداخلي .
وفي ذات السياق دعا التيار ” الثوري والديني المتشدد ” الى مظاهرة صباح الأحد أمام مقر الرئاسي في طريق السكة احتجاجًا على قرار تعيين بعيو واصفينه بأنه أحد ” أزلام النظام السابق واللجان الثورية ومن داعمي حفتر ” في إشارة لوصف بعيو للقوات المسلحة قبل سنوات بأنها الجيش الليبي الشرعي عندما كانت تخوض المعارك ضد المتطرفين ببنغازي في وقت كان فيه السراج نفسه يلتقي حفتر حينها ويصف باشاآغا من واشنطن دور القوات المسلحة في الجنوب بالوطني قبل أقل من شهرين عن اندلاع حرب طرابلس في أبريل 2019 .
فيديو | باشاغا : قوة حفتر تؤدي دور وطني مقبول فى الجنوب ووصلنا لطريق مسدود بـ #طرابلس.
شاهد أيضاً.. باشاغا : الناس فى طرابلس ملت من المليشيات وموقفي منها لن يتغير لو بقيت وحيداً . #ليبيا #المرصدhttps://t.co/OlufnxaHKw
— صحيفة المرصد الليبية (@ObservatoryLY) February 16, 2019
ويُعرف هؤلاء بجماعة ” وين كنت يوم 4/4 “ حيث يعتبرون أن من لم يرفع السلاح ذلك اليوم لا حق له في أي شيء ولو في التظاهر السلمي ولا في الوظائف ولا غيره ، بينما يدعون أنهم ضد عناصر ” اللجان الثورية ” ، وبات سلوكهم يُعرف بـ ” بركنة المواقع ” أي أن أي منصب لا يجب أن يتولاه إلى من رفع السلاح في ” بركان الغضب ” .
وفي هذه الدعوات وأسبابها ، يظهر مدى التناقض لدى هؤلاء ممن يوصفون بـ ” مدعي الثورية ” حيث يعترضون على قرار تعيين شخص مثل بعيو ، لكنهم يقبلون مثلاً بتعيين الفريق علي كنة الذي كان ظله لا يفارق ظل العقيد الراحل معمر القذافي وكذلك اللواء أحمد عون بل وحتى عضو الرئاسي أحمد حمزة نفسه الذي كان ولازال وفيًا لـ ” ثورة الفاتح ” .
وتعتبر جماعة الإخوان المسلمين قطاع الإعلام من أهم قطاعات ” التمكين ” التي يجب التغلغل فيها والسيطرة عليها من قبل كوادر الجماعة ، أسوة بقطاعات أخرى مفصلية مثل الإقتصاد والإتصالات والخدمات المختلفة .
وشن عدد من نشطاء ومدوني ” بركان الغصب ” او ما يعرف بتيار ” وين كنت يوم 4/4 “ الحملة الأكبر على بعيو .
الشح: قرار تكليف بعيو رئيسًا للمؤسسة الليبية للإعلام دليل على أنّ السراج فاقد لأهلية القيادة. #ليبيا #المرصد https://t.co/xHU4EMQID9
— صحيفة المرصد الليبية (@ObservatoryLY) September 12, 2020
وقبل إعلان تعيين بعيو كان هؤلاء يتداولون أسماء بعضهم بعضًا كمرشحين لهذا المنصب ، إذ يعتبرون أن من استطاع اداء مهمة اعلامية في الحرب كمدون على فيسبوك يمكنه تولي إعلام مؤسسات الدولة .
وكان بعيو قد شغل مناصب في قطاع الصحافة خلال عهد الجماهيرية كما أنه كان حينها – ووفقًا لتصريحاته الإعلامية طيلة السنوات الماضية – من دعاة عدم التصالح مع الإخوان المسلمين في وقت تصالح فيه الإخوان مع النظام السابق وكان الصادق الغرياني من رعاة ذلك المشروع ، أيضًا بحسب تصريحات بعيو السابقة .
نجل الغرياني: أدعو رجال بركان الغضب لوقفة ضد السراج ليعرف الجميع من هم الثوار وما هي مطالبهم. #ليبيا #المرصد https://t.co/eBkBApVLRq
— صحيفة المرصد الليبية (@ObservatoryLY) September 12, 2020
وتولى عدد من قيادات الإخوان مناصب ومهام إعلامية في الدولة الليبية خلال الفترة مابين 2009 و2011 ومن بين هؤلاء سليمان دوغة الذي تشن قناة ليبيا الأحرار تحت إدارته حملة تتهم بعيو بالولاء للجان الثورية وكذلك قناة فبراير بزعامة عبدالحكيم بلحاج وتحت إشراف مباشر من علي الصلابي وغيرها من منصات دعاة التصالح مع الجماهيرية في ذلك الوقت.
ومع تصاعد مطالبات هؤلاء بإلغاء قرار التعيين والتظاهر أمام الرئاسي للضغط ، يبرز تحدٍ أمام السراج عما اذا كانت قراراته ستصمد في وجه حملات الإخوان و مطالبات ” الشرعية الثورية ” ام ستسقط كما سقطت في واقعة ” رتل باشاآغا ” .
وإذ تبرز تناقضات الإسلاميين في هذه القضية ، يعتبر بعيو هو الآخر وفقًا لمنتقديه متقلب الآراء والتوجهات ، من مؤيد للنظام السابق إلى خلاف ذلك ، ومن داعم للقوات المسلحة ومعارض للوفاق إلى العكس إلا أن ما يمكن أن يحسب له – وفق المرحبين بقرار تعيينه من الإعلاميين والصحافيين – هو كونه ليس دخيلًا على قطاع الإعلام الذي سادته الفوضى بعد سنة 2011 إذ بات كل مدون على فيسبوك يسمي نفسه صحفيًا ويشارك في ورش العمل والدورات دون منتج واحد تكتمل فيه عناصر الخبر أو القصة الصحافية أو حتى مقال الرأي .
المرصد – خاص