أقطاي: هناك تفاهم مع مصر في الملف الليبي.. وتركيا صاحبة الحقّ الأكبر للتحدّث باسم العرب

ليبيا – كشف مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم ياسين أقطاي أنّ هناك تقاربًا وتفاهمًا بين تركيا ومصر في الملف الليبي حسبما يسمع ويرى، مؤكّدًا أنه لا بدّ أن يكون هناك تواصل بين الطرفين بغضّ النظر عن أيّ خلافات سياسية بين الرئيس رجب طيّب أردوغان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فالحكومتان والشعبان يجب أن يتقاربا.

أقطاي انتقد في مقابلة مع موقع “عربي 21” القطري أمس السبت بشدّة موقف جامعة الدول العربية التي أدانت مؤخّرًا التدخّلات التركية في الشؤون الداخلية للدول العربية، قائلًا: “هذا موقف مُضحك، فمَن هم العرب؟ تركيا صاحبة الحقّ الأكبر للتحدث باسم العرب، بسبب وقوفها مع القضايا العادلة ونصرة المظلومين، بخلاف العديد من الدول العربية”،حسب زعمه.

وفيما يلي نص الحوار:-

 س/ قلت إن لديكم معلومات تفيد بأن الجيش المصري لن يقاتل ضدّ تركيا أو ضدّ حكومة الوفاق الليبية، فهل هناك ثمة تفاهم بين أنقرة والقاهرة بخصوص الملف الليبي؟

ج/ لا توجد لديّ معلومات دقيقة في هذا الخصوص، ولكن حسبما أسمع وأرى فإنّ هناك تقاربًا وتواصلًا بين الأطراف، ولا بدّ أن يكون هناك تواصل بالفعل، بغضّ النظر عن أيّ خلافات سياسية بين الرئيس أردوغان والسيسي؛ فالحكومتان والشعبان يجب أن يتقاربا، ومن المستحيل أن يقوم الجيش المصري بشنّ حرب ضدّ تركيا، فهذا أمر غير عقلاني بالمرة ولا يوجد له أيّ سبب أو مبرّر.

والجيش المصري جيش عظيم، ونحن نحترمه كثيرًا، لأنّه جيش أشقائنا، بل ونعتبره جزءًا من الجيش التركي. ولكن هناك مَن يُحرّض الجيش المصري على معاداة ومحاربة الجيش التركي، وأنتا نعلم بأن بعض الدول الاقليمية وفرنسا، يريدون أن يقوم الجيش المصري بمحاربة تركيا، لكنّ هذا شيء مستحيل ولن يحدث، ولا نتمنى ولا ننتظر منه أن يعادي تركيا، وهذا لا يعني أنّنا خائفون من الجيش المصري، إلا أننا لا نريد أن نواجه أيّ دولة مُسلمة.

وموقفنا ووجودنا في ليبيا ليس إلا لإقامة الإصلاح والسلام ولترك ليبيا لليبيين، وهذا ليس احتلالًا بأيّ صورة من الصور، ونأمل أن تتبنّى مصر هذا النهج، وعلينا أن نُقيم السلام في ليبيا للحفاظ على وحدتها واستقرارها، وهذه الرؤية لا مجال للاعتراض عليها، ويجب أن يتمّ التوافق على ذلك، ولو اتفقنا على هذا الأمر فستكون كلّ مصالح المصريين مصونة، بينما يجب على المُحتلّين الذين يريدون احتلال ليبيا أن ينسحبوا منها.

س/ وزير الخارجية المصري سامح شكري دعا إلى “انتهاج سياسة عربية موحّدة وحازمة ضّد تركيا”، قائلًا: “لن نقف مكتوفي الأيدي أمام أطماع تركيا في المنطقة”، ما ردكم؟

ج/ نستغرب الأحاديث التي تتحدّث عن موقف تركيا في المنطقة، فهل جاءت تركيا إلى ليبيا جبرًا أو احتلالًا؟ بالطبع لا، لأنها جاءت تلبية لدعوة حكومة الوفاق الليبية وبموافقتها، لأنّ تركيا تحترم حقوق كلّ الدول.

ووجودنا في البحر المتوسط ليس لمعارضة أو مهاجمة أحد، بل للدفاع عن أنفسنا وعن أرضنا وحقوقنا. والحمد لله أنّ تركيا قادرة على الدفاع عن حقوقها، بينما نحترم حقوق الجميع، وبالطبع لا نقول إنّ البحر المتوسّط ملك لنا، بل نقول إنّ للجميع حقوقًا فيه، سواء مصر أو سوريا أو فلسطين أو لبنان أو اليونان أو تركيا، ولو تلاحظ فإنّ سواحل تركيا في البحر المتوسّط هي الأكبر، ولكن لا يُترك لها إلا أقلُّ القليل.

س/ جامعة الدول العربية أدانت مؤخّرًا ما وصفتها بالتدخّلات التركية في الشؤون الداخلية للدول العربية. كيف استقبلتم هذا الموقف؟

ونؤكّد أنّ تركيا هي صاحبة الحق الأكبر للتحدث باسم العرب، بسبب وقوفها مع القضايا العادلة ونصرة المظلومين، وكلّ يوم في سوريا يُقتل مواطنون، وتُنتهك أعراض النساء، بينما هؤلاء لا يهمّهم حقوق إنسان أو غيره، ثم تقولون إنّ هذا تدخّل في شؤون العرب، ثم إن تدخل إيران أو روسيا أو الولايات المتحدة هذا لا يهمّكم، لكن عندما تتدخّل تركيا للدفاع عن عرض وحياة العرب تقولون: لا شأن لتركيا بذلك، ولا يحق لها التدخّل في هذا الأمر. لكن ذلك عدوان على تركيا، وهذا شيء يحتاج إلى دراسة نفسية اجتماعية.

Shares