ليبيا – مثلت العملية الأمنية التي قامت بها القوات المسلحة في مدينة سبها ضربة موجعة لتنظيم داعش الإرهابي بالقضاء على أحد أبرز أمرائه في شمال أفريقيا وتفكيك خليته ، إلا أنها قد أربكت ساسة وإعلام الإخوان المسلمين أيضًا كونهم لا يعتبرون داعش عدوًا مشتركًا حتى مع خصومهم .
وعقب اشتباكات دامية استمرت ليلة تامة ، نجحت القوات المسلحة في نهاية المطاف من خلال عناصر كتيبتي 116 و 160 من القضاء على هذه الخلية التي كانت تتمترس في بيت جيد التحصين بحي عبدالكافي في مدينة سبها .
صور من موقع العملية الأمنية في حي عبدالكافي بمدينة #سبها ضد مجموعة من الارهابيين تظهر آثار المعركة التي دارت طيلة الليلة الماضية كما يظهر فيها أثر تفجير أحد الإرهابيين لحزام ناسف بعد محاصرته ما أسفر عن مقتله ووقوع اصابات في صفوف القوات المسلحة . #ليبيا #المرصد pic.twitter.com/nV7OptKmac
— صحيفة المرصد الليبية (@ObservatoryLY) September 15, 2020
وقتل في العملية 9 متطرفين بينهم أمير داعش الجديد في ليبيا المكنى ” أبي عبدالله الليبي ” الذي كان قد هرب من مدينة سرت خلال عملية البنيان المرصوص وظل يتنقل مع زوجته في مناطق الجنوب الغربي .
وقُبض على زوجة أبي عبدالله وهي مصرية الجنسية ، كما قبض على أخرى مصرية الجنسية وهي زوجة أحد عناصر الخلية وقد لاقى مصرعه ، فيما قتل 3 يحملون جوازات سفر سعودية أحدهم أقدم على تفجير نفسه .
BREAKING | The end of the security operation conducted by the armed forces in #Sebha against extremists. All terrorists were killed in the operation, 2 of them had Saudi passports; 3 Libyan soldiers also died due to an explosive belt used by one of the terrorists. #Libya pic.twitter.com/X5ERcQIkQx
— صحيفة المرصد الليبية (@ObservatoryLY) September 15, 2020
وعلمت المرصد من مصادر مسؤولة بالقيادة العامة عن تواصلات مكثفة تجريها عدة أجهزة أمن ومخابرات عربية ودولية مع القيادة لمعرفة تفاصيل هذه الخلية خاصة أن من بينها من يحمل جوازات سفر كانت تخوله التجول بحرية بين الدول .
وكان من بين عناصر الخلية قتيل إرهابي عُثر بحوزته على جواز سفر وأوراق إثبات هوية أسترالية ، فيما كان يشير أسمه إلى أنه عربي أو آسيوي الأصل .
وخلال هذه العملية التي باتت تعرف باسم ” ملحمة عبدالكافي ” خسرت القوات المسلحة خمسة من عناصرها ، رسموا بدمائهم فسيفساء اجتماعية بين مكونات سبها حيث كان أحدهم من أولاد سليمان وآخر من القذاذفة وثالث من التبو ورابع من التوراق وخامس من المقارحة .
وقالت مصادر محلية من المدينة ، أن شباب الحي والأحياء المجاورة تعاونوا في دعم الجيش خلال العملية بافساح الطرقات وإخلاء المنازل المجاورة ، حتى ان منهم من خرج من بيته وطلب من القوات المسلحة التمركز على سطحه للتعامل مع الارهابيين المتحصنين في منزلهم .
وفي المقابل دأب إعلام الإخوان المسلمين على تشويه الاشتباكات منذ لحظتها الأولى بنشر أخبار عن كونها اشتباكات بين ما أسماها ” مليشيات حفتر ” تارة ، وصراع على شحنة مخدرات تارة أخرى فيما قلل ساسة الإخوان من قيمتها ومن قيمة الصيد الثمين الذي سقط بها .
حتى أن بعض الصفحات العاملة لصالح الجماعة ، فبركت فيديو العملية الذي كان النقيب مسعود جدي آمر الكتيبة 116 يستعرض فيه جثث القتلى وجوازات سفرهم السعودية ، وركبّت عليه صوت من تقرير قديم جدًا لقناة العربية عن عملية أمنية للداخلية السعودية ضد خلية ارهابية بالمملكة .
وفي المقابل ، علمت المرصد بأن العميد عبدالقادر النعاس آمر المنطقة العسكرية سبها ، قد وجه مختلف الكتائب والقوات الأمنية باتخاذ أقصى درجات الجاهزية واليقظة تحسبًا لأي عمل انتقامي من التنظيم الإرهابي .
قادة مليشيات في #طرابلس لوكالة @AP : متطرفون بين المقاتلين السوريين الذين جلبتهم الحكومة. #ليبيا #المرصد https://t.co/IBSOwrtQW0
— صحيفة المرصد الليبية (@ObservatoryLY) February 5, 2020
ومن جهته رجح المرصد السوري لحقوق الإنسان ( معارضة ) عن تنقل هؤلاء من شمال سوريا إلى ليبيا , وكان المرصد ذاته قد جدد تأكيده في يوليو الماضي عن تنقل عناصر أجنبية متطرفة من سوريا الى ليبيا برعاية تركية .
وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان ” نعتقد وبشكل كبير جدًا بأن المجموعة الإرهابية الأجنبية التي قتلت في سبها الليبية كانت من المقاتلين الأجانب الذين سربتهم تركيا من سوريا إلى ليبيا ونشرنا عنهم تقريرًا في 2 مايو الماضي ” .
وفي الأثناء تستمر التحقيقات المكثفة حسب ما علمت المرصد مع الزوجتين الناجيتين من العملية بعد نقلهن من الجنوب الى الشرق ، في انتظار ما ستكشف عنه التحقيقات عن المتورطين في إدخال هؤلاء للبلاد وكيفية دخولهم .
المرصد – خاص