لافروف قال في مقابلة مع قناة “العربية”: “الأوضاع في ليبيا تثير قلقًا ليس فقط لدى روسيا وتركيا، إنها تمثل صداعًا شديدًا بالنسبة إلى أطراف دولية عديدة”.

وتابع: “خلال السنوات الـ5 الماضية تم بذل جهود كثيرة من قبل دول أوروبية مختلفة وبلدان في المنطقة، من أجل إنهاء الحرب وتجاوز التداعيات الكارثية التي أسفرت عنها التصرفات العدوانية للناتو التفافًا على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الصادر عام 2011”.

وشدّد لافروف على أنه يجب إحياء مؤسسات الدولة الليبية التي دمرها هذا العدوان، وروسيا وتركيا بين الأطراف التي تريد الإسهام في ذلك.

كما أوضح أنّ روسيا، وعلى خلاف معظم الجهات الخارجية الأخرى، أقامت ودعمت الاتصالات مع كلّ الأطراف والقوى السياسية الليبية، إن كانت في طرابلس وطبرق وبنغازي وسرت وأماكن أخرى.

وصرح: “أعتقد أنّ هذا السبيل هو الوحيد الذي سيتيح لنا ضمان تحقيق الهدف الذي نسعى إليه، أي إكمال العملية السياسية لإعادة مؤسسات الدولة الليبية تحت قيادة الليبيين أنفسهم، وحلّ جميع القضايا الخاصّة بمستقبل ليبيا، مع أخذ توازن المصالح للمكوّنات الأساسية الـ3 في هذه البلاد بعين الاعتبار”.

وأشار في هذا السياق إلى أنّ أنقرة استضافت منذ عدة أيام مشاورات بين دبلوماسيين ومسؤولين من وزارتي الدفاع لروسيا وتركيا، مبينًا أنها تهدف إلى مساعدة الأطراف الليبية على تثبيت نظام وقف إطلاق النار، الذي تمّ عمليا في الشهرين الماضيين، وإدخاله إلى الإطار القانوني، مضيفًا: “آملُ في أن نتمكّن من تحقيق ذلك”.

وزير الخارجية الروسي لفت إلى وجود دول لا تريد أن تنتهي الأزمة الليبية بنتيجة يرغب فيها الليبيون، وتسعى إلى استغلال بطاقة ليبيا في الألعاب الجيوسياسية، مبديًا أمله في أن تركّز كل الأطراف الدولية والأوروبية والإقليمية المنصفة على الأجندة الإيجابية، التي تم تنسيقها في مؤتمر برلين.